الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

حكايات من دفاتر محكمة الأسرة تعددت الأسباب والخُلع واحد.. "سلمى": زوجي خدعني ولم يكمل تعليمه.. "ريم": صفعني وطردني في منتصف الليل.. وسهام: ما زلت عذراء

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«خيانة وكذب وخداع وعدم تحمل المسئولية» وأوصاف أخرى كثيرة تعكس مواقف حياتية يقابلها العند والاستهتار، وأسباب أخرى بسيطة لا تعدو أن تكون تافهة تقود الزوجة إلى محكمة الأسرة طلبًا للخلع. 
رصدت «البوابة نيوز» إجراءات دعاوى الخلع وحقوق الزوجة وقصص واقعية تشهدها المحكمة.


قامت سلمى برفع دعوى خلع على زوجها؛ لأنه خدعها بأنه أكمل تعليمه ويعمل موظفًا بدار القضاء العالى، لتكتشف أنه عامل بوفيه فى إحدى الشركات الخاصة. 
تحكى «سلمي.م» عشت زواجا وهميا مع زوج خدعني، تزوجت من «محمود.ح»، ٣٥ سنة، زواجا تقليديا، وأخبرنى أنه موظف فى دار القضاء العالي، وفوجئت أنه عامل بوفيه داخل شركة قطاع خاص، ولم يكمل تعليمه، وأنه كذب عليها لتقبل الزواج بها خاصة، أنها من محافظة بعيدة «البحيرة»، وهو يقيم فى القاهرة.
وأضافت سلمي: «ضحك عليا، وقاللى خريج معهد، وتنازلت وقبلت على الرغم من عملى كمدرسة، واكتشفت ذلك عن طريق صديقه الذى جاء أثناء مرض زوجى ليعطى له الراتب، وأخبرنى أن صاحب العمل سوف يطرده فى حالة بقائه بالمنزل، وأخبرته أنه يعمل فى الحكومة، وصدمنى أن عملهم فى شركة قطاع خاص، وبمواجهة زوجي، لم ينكر، وتشاجرت معه، وتركت مسكن الزوجية، وقررت إقامة دعوى خلع لأنه خدعني».
أما «ريم.ج»،٢٥ سنة، فتحكى قصتها مع زوجها «عصام. ك»، ٣٠ سنة، الذى تعرفت عليه فى حفل زفاف، وعرض عليها الزواج، ومع أول شجار بينهما فى الخطوبة، قام بصفعها على وجهها، قائلا: «أنا الراجل ومحبش ست تعلى صوتها عليا، وبعلم أسرتها ما حدث معاها بدل من الوقوف، بجوارها جاءوا فى صفه حينها، وأنها تعمدت مضايقته، وأكملت خطوبتها بعد إقناع من والدتها، أنه سوف يصبح شخصًا آخر مع الزواج، وتزوجته».
تقول ريم: «المشاكل بيننا بدأت بعد مرور ٢٠ يومًا على زواجنا؛ لأننى لم أحضر الفطار له تشاجر معي، وحاول ضربي، ورغم أنها مشكلة صغيرة، لكنه سريع الغضب، ويده تسبق لسانه، وتكرر الموقف أثناء عتابى له على تأخيره فى المساء، وقام بطردى خارج مسكن الزوجية، بملابس المنزل دون هاتف محمول، وقلت لأسرتى سوف انتحر فى حالة رجوعى له، وقررت اللجوء لمحكمة الأسرة لأنه رفض الطلاق.


وتحكى «سهام. س»، ٢٩ سنة، قصة زواجها التى انتهت بالخلع بعد مرور شهرين: تزوجت من محاسب يدعي «هشام. ا»، ٣٠ سنة، يعمل فى الخليج، زواج تقليدي، وأقام لى حفل زفاف تحدث عنه الجميع، وبعدها سافرنا لقضاء شهر عسل خارج مصر، لكنه لم يلمسنى منذ أول يوم زواج، وكلما أتحدث معه يتهرب من الحديث إلى أن أخبرت أسرتى بالواقع الذى أعيشه منذ زواجي، وتحدثوا مع أسرته، ورفض الذهاب للطبيب، ولجأت لمحكمة الأسرة بزنانيرى، وأثبت بتقرير طبى أننى ما زلت عذراء على الرغم من زواجي، وقضت المحكمة بالخلع.
حقوق الزوجة ودور الأسرة 
عن قضايا الخلع وحقوق الزوجة فى القانون، قال محمد السيد الخبير القانوني: إن دعوى الخلع تمر بعدة مراحل، وهى التقدم بطلب تسوية لمكتب تسوية شئون الأسرة، بدعوى الخلع، ويقوم مكتب التسوية بإخطار الزوج للحضور فى موعد محدد تعلمه الزوجة، ويحضر الطرفان بشخصهما، ويتم محاولة الصلح بينهما، وفى حالة قبول الزوج الخلع، يتم إقرار ذلك وينعقد الخلع، وينتهى إجراءات التقاضي، إما فى حالة رفض الزوج فيتم إحالة الدعوى إلى المحكمة، وتسجل بجدول الجلسات. 
وأضاف السيد أن الزوجة فى الخلع تتنازل عن كل حقوقها المالية والشرعية، وعليها أن ترد مقدم صداقها الذى أعطاه لها الزوج، وتثبت ذلك فى عريضة الدعوي، وتطلب فى دعواها بنهاية الصحيفة، الحكم بتطليقها على زوجها خلعًا طلقة بائنة.
وأوضح السيد أن مكتب تسوية المنازعات، تعرض الصلح على الطرفين وعرض الصلح يكون أكتر من مرة خلال فترة زمنية، وفى حالة فشل المحكمة فى الصلح بين الطرفين؛ فعليها أن تندب حكمين لموالاة الصلح بينهما، وفى حالة عدم تيسر للحكمين الإصلاح بين الطرفين، تحكم المحكمة بالخلع.
ومن جانبه قال المحامى محمد الحسيني: إن للزوجة المخلوعة، حقوقا منها: نفقة الأطفال، أن تقيم دعوى نفقة، وتثبت ذلك بشهادة الميلاد وأجر الحضانة أيضا.
وأضاف الحسينى أن الحكم الصادر بالخلع من محكمة الأسرة غير قابل للطعن عليه سواء بالمعارضة أو الاستئناف أو التماس إعادة النظر أو النقض لأنه حكم نهائى.
وقال الدكتور جمال فايز الخبير النفسي: الانفصال بين الزوجين يندرج تحت كلمة الطلاق، وتختلف أسبابه باختلاف الأشخاص، لكن فى النهاية النتيجة واحدة، وأرجع فايز أن نشوب وزيادة الخلافات اليومية بين الزوجين فى أول زواجهما، نتيجة لعدم التفاهم، وانعدام الثقافة وتغيب دور الأسرة فى التوعية الكافية للاختيار القائم قبل الزواج.
وشدد فايز على دور الإعلام فى تثقيف الشباب، وتشجيعهم فى بناء حياتهم، مضيفا أن حل مشكلة الانفصال لن تحل بوضع تشريع جديد، والخطاب داخل مجلس النواب، لكنها تحتاج لنشر الثقافة والوعى بدور الأسرة.