الأربعاء 01 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

أسرع الهزائم في أقصر الحروب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
1- فى سنة 1698 اتسعت المستعمرات العُمانية لتشمل فيما شملته زنجبار الواقعة غرب المحيط الهندى على مسافة حوالى أربعة آلاف كيلو متر عن الحدود البرية لعُمان الآسيوية، وحوالى مائة كيلو متر عن الحدود البرية لتنجانيقا الأفريقية؛ حيث تتكون زنجبار من جزيرتى أنجوجا وبمبا اللتين تبلغ مساحتهما معًا أكثر من عشرة آلاف كيلو متر مربع ويسكنهما أكثر من مليون شخص.
2- فى سنة 1744 آل حكم عُمان إلى عائلة البوسعيدى بتمدد سلطة والى صحار أحمد بن سعيد البوسعيدى، لتشمل كل الأراضى العُمانية عقب طرده للمحتلين الفرس، إلا أن مقاومة أحمد لأطماع الفرس وأطماع منافسيه فى الجزيرة العربية مثل آل سعود وآل قاسم ومنافسيه داخل عُمان مثل آل يعرب، تمت عبر استعانته ببريطانيا التى أقامت شركتها الاستعمارية المعروفة باسم شركة الهند الشرقية فى عهده أول فرع عربى ليصبح مدير الفرع تدريجيًا هو الحاكم الفعلى لعُمان.
3- فى سنة 1800 أعلنت بريطانيا رسميًا احتلالها لعُمان مع كل مشتملاتها، بما فيها زنجبار، وقامت بإدارتها من خلال مندوبها فى مسقط الذى تطور من مدير فرع شركة الهند الشرقية إلى الوكيل البريطانى سنة 1800 إلى القنصل البريطانى سنة 1891 إلى الحاكم العسكرى البريطانى سنة 1949 إلى أن تم الجلاء سنة 1971 فى ظل استمرار حكم عائلة البوسعيدى لعُمان حتى اليوم.
4- فى سنة 1856 وعقب وفاة السلطان العُمانى سعيد البوسعيدى، نجحت وزارة المستعمرات البريطانية فى الدس التآمرى بين أبنائه الذين خلفوه بأسلوب «فرق تسد» البريطانى الاستعمارى المعروف، مما أسفر عن التفرقة بين الأبناء فأصبح ابنه ثوينى سلطانًا على الأراضى العمانية وأصبح ابنه ماجد سلطانًا على زنجبار مع توريث كل منهما الحكم لأبنائه من بعده بمعزل عن الآخر، ولتتعامل وزارة المستعمرات البريطانية مع كل فريق من الفريقين على حدة.
5- فى سنة 1844 قامت الإمبراطورية الألمانية باحتلال تنجانيقا المتاخمة لزنجبار، وفى سنة 1890 وقعت بريطانيا مع ألمانيا اتفاقية هليجولاند، التى اعترفت فيها بريطانيا بحق مرور السفن الألمانية عبر قناة كييل، وصولًا إلى بحر الشمال وبسيادة ألمانيا على تنجانيقا مقابل اعتراف ألمانيا بسيادة بريطانيا على زنجبار.
6- فى يوم 25/8/1896 توفى حمد البوسعيدى سلطان زنجبار فخلفه ابن عمه خالد التابع لألمانيا على عكس رغبة بريطانيا فى أن يخلفه ابن عمه حمود التابع لها؛ فأرسلت فى اليوم التالى الموافق 26/8/1896 إنذارًا لخالد بالتنحى طوعًا عن السلطنة لصالح حمود كيلا تجبره على ذلك فرفض خالد الإنذار، وجهز جيشًا من ثلاثة آلاف مقاتل عربى وهندى مسلم لمقاومة الغزو البريطانى الوشيك.
7- فى اليوم التالى الموافق 27/8/1896 قامت قوات البحرية البريطانية بغزو زنجبار؛ حيث وقعت أقصر حروب التاريخ وهى الحرب التى شهدت أسرع هزيمة للعرب على امتداد تاريخهم؛ فقد أسفر فارق التسليح لصالح بريطانيا عن مصرع وإصابة خمسمائة من المقاومين، فاضطر خالد بعد نصف ساعة فقط من بدء القتال إلى إعلان استسلامه وتنحيه عن سلطنة تولاها لمدة يومين فقط، ثم هرب عبر القنصلية الألمانية إلى دار السلام عاصمة تنجانيقا.
8- عين البريطانيون على رأس السلطنة تابعهم حمود الذى قام هو وأبناؤه من بعده برد الجميل لبريطانيا، التى طورت استعمارها لزنجبار؛ فأصبحت تديرها عبر حاكمها العسكرى سنة 1913، ثم استولت على المستعمرة الألمانية تنجانيقا سنة 1916 أثناء الحرب العالمية الأولى بين الدولتين، واستمرت تنجانيقا وزنجبار كمستعمرات بريطانية حتى استقلال تنجانيقا سنة 1961 ثم استقلال زنجبار سنة 1963.
9- فى سنة 1963 وبمجرد خروج المستعمرين البريطانيين من زنجبار ثار الزنجباريون الأفارقة على حكم البوسعيديين العُمانيين لبلادهم فأطاحوا بهم وقتلوا حوالى خمسة عشر ألف عربى وهندى مسلم، وألغوا السلطنة ليقيموا على أنقاضها نظامًا جمهوريًا برئاسة عبيد كرومى الذى أبرم فى يوم 24/4/1964 مع رئيس تنجانيقا جوليوس نيريرى اتفاقية الوحدة الاندماجية بين البلدين تحت اسم تنزانيا.