الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

في ذكرى ميلاده.. رأي "أدونيس" في الأزمة السورية

الشاعر السوري أدونيس
الشاعر السوري أدونيس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رفض الشاعر السوري أدونيس، ما عرف بـ"ثورات الربيع العربي"، معتبرا إياها تراجعا كبيرا لحالة المواطن العربي، فهي أزمة ساهمت بشكل كبير وأساسي في زيادة إفقار الغالبية الكبرى من سكان المنطقة، فقد مكنت الأزمة من فقد العرب لسيطرتهم على ثرواتهم وذواتهم، وإعطاء الفرصة للتيار الإسلامي المتطرف من السيطرة على تحركات الشارع.
أدونيس، الذي تحل ذكرى ميلاده اليوم الثلاثاء، واسمه الحقيقي علي أحمد سعيد اسبر، ظل رافضا لحالات التهور التي شهدها الشارع العربي عقب ما عرف ب"الثورة" واصفا ذلك بكونه يُسيء لفكرة الثورة بالأساس، مطالبا الدول بالتحول ناحية المدنية والديمقراطية لأنها الحل الأمثل أمام أزمات الشعوب.
وربط أدونيس الأزمة السورية بالوضع السياسي والاقتصادي والحضاري في أوربا وفي أميركا والعالم أجمع، قائلا: "إننا نجد أن التداعي الذي يمر به الغرب ومنذ فترة تناهز العقدين أو أكثر هو أحد الأسباب التي دعت إلى تأجج الموقف السوري. فهنا نرى أن الاتحاد الأوروبي يتعثر في مسيرته بشكل فاضح، يبدو جليا مع خروج المملكة المتحدة منه وصعود اليمين المتطرف وتلعثم الحكومات في حل الأزمات وتراجعها عن القيم الإنسانية التي نصتها لوائح الأمم المتحدة، إضافة إلى ذلك مجيء ترامب للسلطة في أميركا، كلها أحداث لا يمكن عزلها عن المشهد السوري".
وأضاف أدونيس في كلمة ألقاها في مهرجان "قوة الكلمة" بمدينة أولبورج الشمالية بالدنمارك في مطلع العام 2018، أن ما يجري في داخل سوريا، لا يمكن أن يكون ثورة، كما يحلو للبعض تسميتها، وإنما إساءة إلى فكرة الثورة. لماذا؟ ببساطة، حيث لا يمكن لثورة أن تقوم على أكتاف مرتزقة ومأجورين، ففي سوريا اليوم جنسيات متعددة، من بلدان المنطقة ومن خارجها، تحارب النظام وتحارب بعضها البعض. ويا للهول، في أي بلد وفي أي مرحلة من التاريخ شهد العالم مثل هذا الوضع؟ كذلك، هل يمكن لثائر أن يدعو القوى الأجنبية للقيام بثورته؟ هذا ما يحدث في سوريا من تداع، وهو مرتبط بالتداعي الذي يحدث في بلدان العالم المتقدمة، والذي بالنهاية يمكن له أن يودي بتقدمها الحضاري والثقافي والعلمي والاجتماعي إن لم يحدث تغييرا جذريا في المسار السياسي الذي انتهجته هذه الدول منذ بداية هذا القرن".