الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة التعليمية

رئيس جامعة الأزهر: الأديان السماوية تدعو للحفاظ على البيئة

الدكتور محمد المحرصاوي
الدكتور محمد المحرصاوي رئيس جامعة الأزهر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد الدكتور محمد المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر أن الأديان السماوية جاءت كلها على وجه العموم تدعو الإنسان إلى المحافظة على البيئة، وتحرم عليه إفسادها لأن الله خلقها من أجله، وسخرها لخدمته ومنفعته.
وقال المحرصاوي، في كلمة له خلال ورشة العمل المنعقدة بجامعة الدول العربية تحت عنوان "أوقفوا تلوث التربة" برعاية منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، والاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة في إطار احتفالات الأمم المتحدة باليوم العالمي للتربة اليوم "الخميس"، إن الإسلام جاء ليؤكد أن الإنسان مستخلف في الأرض ومفهوم استخلاف الإنسان خير رابط بينه وبين بيئته، فخالق الإنسان والبيئة واحد، وهو الله.
وأضاف أن حماية البيئة الطبيعية والاجتماعية التي بها عمارة الأرض من أهم القضايا التي عني بها الإسلام لأن بها سلامة الإنسان وحماية الطبيعة، والمحافظة على نظام الحياة وسعادة البشر، واستمرار وجودهم على هذه الأرض، ومن معهم من الكائنات. 
وأكد رئيس جامعة الأزهر أن الإسلام يحض على حماية الصحة والبيئة والتوعية، والتثقيف والتربية على العناية بالصحة والطبيعة.. موضحا أن حماية البيئة على هذه الأرض عبادة يثاب عليها المسلم لأن ما صنعته يد الخالق يتصف بالكمال والإتقان والصلاح.
وأشار إلى أن الإسلام اعتبر التصرف الإنساني السلبي في الأرض جهلا وعدوانية وفسادا، وخاطب الإنسان مدافعا عن البيئة الصالحة والحياة الطيبة..موضحا أن حماية الطبيعة من النعم التي يجب أن نؤدي الشكر عليها لله. 
وأكد المحرصاوي أن تفاقم المشكلات البيئية في العالم أجمع، وما ترتب عليها من مخاطر تهدد كل الكائنات على السواء، وأصبحت من الأمور التي تستوجب من الجميع المشاركة الفاعلة في مواجهة مشكلات البيئة كتلوث الهواء والماء، وتلوث التربة والغذاء، أو كذلك مشكلات معنوية كالتلوث الخلقي والثقافي والسياسي والاجتماعي والفضائيات، وعبر الإنترنت، وسوء التعامل مع الإلكترونيات، كل ذلك خطر على الدين والإنسان.
وقال رئيس جامعة الأزهر إن الإحصائيات تشير إلى أن العالم خسر في عام واحد فقط حوالي ستة وثلاثين نوعا من الحيوانات الثديية، وأربعة وتسعين نوعا من الطيور، بالإضافة إلى تعرض ثلاثمائة وأحد عشر نوعا آخر من الكائنات لخطر الانقراض.
وأوضح أن الغابات الخضراء، في تناقص دائم في الأرض بمعدل 2% سنويا نتيجة الاستنزاف، وكذلك التربة، فإنها تتناقص باستمرار بمعدل 7% نتيجة الإنهاك المستمر للزراعة الكثيفة، أو الري الكثيف مما يؤدي إلى ملوحة التربة، مع فقد كبير للغابات والأشجار.
ولفت إلى أن هذه الحقائق والإحصاءات توضح خطورة الوضع الذي وصلت إليه الأرض نتيجة سوء استخدام البيئة من قبل الإنسان بسبب الإفساد في الأرض بعد إصلاحها، وهي مظاهر تستلزم التدخل السريع للإنقاذ بتكاتف قوى الإصلاح العالمية ووحدة الصف البيئي للإصلاح على مستوى البسيطة.
وأوضح المحرصاوي أن الكون مسخر بأمر الله للإنسان، فيجب عليه أن يحافظ على نظافته ونظامه الدقيق البديع الذي خلقه الله عليه.. لافتا إلى أن الإسلام دين يدعو إلى النظافة والطهارة فهو بقرآنه الكريم منهج حياة، وليس كتابا متعبدا بتلاوته في المساجد أو الصلوات فحسب.
من جانبه، قال الدكتور طارق سلمان نائب رئيس جامعة الأزهر للدراسات العليا والبحوث، إن جامعة الأزهر حريصة على المشاركة في الحفاظ على البيئة من خلال البحوث العلمية والندوات التوعوية ولجنة البيئة بالجامعة.
وأضاف أن المحافظة على التربة واجب على كل شخص حتى نحيا حياة طيبة ونعمل على الحفاظ على الثروات للأجيال القادمة.. مطالبا بوضع ضوابط لحماية التربة والثروات الطبيعية التي هي ليست ملكنا فقط.