السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

انسحاب ترامب من سوريا.. غضب كردي وانقسام أمريكي واستغلال تركي.. ليندسي جراهام يهاجم "ترامب": خطأ جسيم مثل أخطاء "أوباما".. وبوب كوركر: الجمهوريون يشعرون بالحزن

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
توالت العديد من الأحداث المتسارعة منذ أعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، اعتزامه الانسحاب الكامل من سوريا، وعبر الأكراد وأحزابهم والمنظمات فى شمال سوريا عن مخاوفه إزاء قرار الولايات المتحدة، وطالبوها هى والتحالف الدولى ضد «داعش» بحماية شرق الفرات، وتأتى هذه التخوفات بالتزامن مع إعلان أنقرة عزمها شن هجمات على معاقل الأكراد شرق الفرات.

وعقب إعلان ترامب اعتزامه الانسحاب الكامل من سوريا، تزايدت الانقسامات الداخلية المتعلقة بسياسة ترامب الجديدة، وشهدت الإدارة الأمريكية مزيدًا من الانقسامات والاختلافات حول ذلك؛ حيث انتقد القرار عضو مجلس الشيوخ الجمهورى ليندسى جراهام، وهو أحد أنصار ترامب وعضو لجنة الخدمات المسلحة، ووصفه بأنه خطأ جسيم مثل أخطاء الرئيس السابق باراك أوباما.
وفى سلسلة تغريدات بموقع تويتر، قال جراهام: «تنظيم الدولة لم يُهزم، أحذر من أن سحب القوات الأمريكية يضع المتحالفين معنا من الأكراد فى خطر».
كما انتقد السيناتور الجمهورى بوب كوركر، رئيس لجنة العلاقات الخارجية، بمجلس الشيوخ قرار الانسحاب بوصفه «فظيع»، وقال كوركر، إن الأعضاء الجمهوريين بمجلس الشيوخ صدموا ويشعرون بالحزن، خاصة بعدما أعلنت تركيا أنها تستعد لشن عملية عسكرية ضد فصائل مسلحة كردية فى شمال شرقى سوريا الذين يمثلون حليفًا مهمًا للولايات المتحدة فى حربها ضد تنظيم الدولة، فى ظل المطالب الكردية المتعلقة بالاستمرار فى تقديم المساعدة للمنطقة لضمان الأمن والاستقرار نظرا إلى أن الحرب على الإرهاب لم تنته بعد، وضرورة اتخاذ موقف واضح تجاه التهديدات وما يطمح إليه الرئيس التركى رجب طيب أردوغان ومنعه من تنفيذ مخططه وقيام الولايات المتحدة والتحالف الدولى بحماية شرق الفرات، فى ظل التحذيرات من خطورة العملية التركية التى «ستجلب الويلات للمنطقة وسيتضرر منها ليس فقط الأكراد بل عموم المكونات الأخرى من السريان والآشوريين والعرب والتركمان والإيزيديين».


وفى نفس السياق؛ تقدم وزير الدفاع الأمريكى جيمس ماتيس باستقالته من منصبه، لينضم إلى سلسلة من المسئولين الرفيعين الذين استقالوا فى إدارة الرئيس الأمريكى ترامب، وجاءت هذه الخطوة بعد يوم واحد من إعلان ترامب عن سحب القوات الأمريكية من سوريا، وقد أشير إلى أن ماتيس يعارض مثل هذا القرار، وأعلن الجنرال ماتيس بقوة فى رسالة استقالته إلى وجود اختلافات فى رسم السياسات مع الرئيس ترامب، وصرح زعيم الأغلبية الجمهورية فى مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، إنه «قد فجع» لسماع أن الاستقالة كانت جراء «اختلافات شديدة» بين الجنرال ماتيس والرئيس.
وعلى الرغم من أن ماتيس لم يشر بشكل مباشر إلى قرار سحب القوات من سوريا، إلا أنه سبق أن حذر من أن الانسحاب المبكر من سوريا سيكون «خطأ استراتيجيًا فادحًا».
ردود الفعل الدولية
على الرغم من إبلاغ واشنطن لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة: أنها ملتزمة «بالتدمير الدائم» لتنظيم داعش فى سوريا وأنها ستستخدم كل أدوات القوة للضغط من أجل انسحاب القوات التى تدعمها إيران من سوريا، إلا أن ذلك لم يمنع سلسلة الانتقادات الدولية حول الموقف الأمريكى من الانسحاب من سوريا.
وأعلنت فرنسا، العضو الرئيسى فى التحالف الذى تقوده الولايات المتحدة، أنها ستحتفظ بقواتها فى شمال سوريا فى الوقت الحالى لأنه لم يتم القضاء بعد على تنظيم داعش، فيما أبدت بريطانيا أيضًا اختلافها مع قرار ترامب، وقال وزير الدفاع البريطانى توبياس إلوود: إن داعش تحول إلى أشكالٍ أخرى من التطرف، و«التهديد لا يزال قائمًا بقوة»، وأنها «لا تشير إلى نهاية التحالف الدولى أو حملته ضد تنظيم الدولة الإسلامية»، وأن المملكة المتحدة ستبقى «ملتزمة» بضمان «الهزيمة التامة» للتنظيم.


كما اعتبرت ألمانيا قرار الولايات المتحدة المفاجئ الانسحاب من سوريا «يدعو للدهشة ويهدد بالإضرار بالحرب ضد داعش»، وفى نفس السياق قال المبعوث الرئاسى الخاص للتحالف الدولى لهزيمة تنظيم الدولة، بريت مكجورك، للصحفيين فى وزارة الخارجية الأمريكية «لا أحد يقول إن مقاتلى تنظيم الدولة سوف يختفون. لا أحد بهذه السذاجة. لذلك نريد البقاء على الأرض والتأكد من الحفاظ على الاستقرار فى هذه المناطق».
زيادة الحضور التركي
بالتزامن مع إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب انسحابه من سوريا، عملت تركيا على زيادة حضورها داخل سوريا؛ حيث أعلن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان بداية عملية جديدة فى شرق الفرات لمواجهة الأكراد، وتلك العملية ليست الأولى بل هى امتداد للعديد من العمليات العسكرية التركية داخل الأراضى السورية، من قبل قامت باحتلال منطقة عفرين فى سوريا بإعلانها عملية «غصن الزيتون»، فى ٢٠ يناير ٢٠١٨، ومن قبلها عملية «درع الفرات» فى أغسطس ٢٠١٦.
ولا شك أن الانسحاب الأمريكى من سوريا سيلقى بظلاله على مستقبل الأكراد فى سوريا خاصة أن واشنطن هى الداعم الرئيسى لهذا المكون، بل وسيسمح لأنقرة بتمرير سياساتها الخارجية، وتشير العديد من الآراء إلى أن هذه الخطوة الأمريكية جاءت وفق تفاهمات أمريكية تركية بعد إفراج الأخيرة عن القس الأمريكى المحتجز فى تركيا «أندرو برونسون» فى أكتوبر ٢٠١٨، ولعل ما تلى ذلك من تفاهمات حول رفع العقوبات الاقتصادية عن تركيا يؤكد على تلك الشواهد.