الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

طهران تصدر الإرهاب للعالم.. "الملالي" يمد أذرعه إلى أمريكا اللاتينية.. دراسة: إدارة أوباما غضت النظر عن عمليات حزب الله في تهريب المخدرات وغسيل الأموال

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
وصل الإرهاب الإيرانى إلى أبعد ما يتخيله إنسان، فإلى جانب تصدير إيران منذ عام ١٩٧٩ الإرهاب عبر أذرعها إلى الخليج ومنطقة الشرق الأوسط والقرن الأفريقى وأوروبا، هناك أيضا دور كبير للإرهاب الإيرانى فى أمريكا اللاتينية.
وفى دراسة للباحث فراس إلياس، المتخصص بالشأن الإيراني، نشرت تحت عنوان «الدور الاستخبارى والأمنى لإيران وحزب الله فى أمريكا اللاتينية»، بدأها بعرض تقرير لمجلة «ذا بوليتيكو» الأمريكية، كشف أن إدارة الرئيس الأمريكى السابق، باراك أوباما، ارتكبت عددًا من التجاوزات من أجل إبرام الاتفاق النووى مع إيران، وكان من بينها غض واشنطن الطرف عن عمليات تهريب المخدرات وغسيل الأموال التى تجريها ميليشيات «حزب الله» اللبنانية داخل الأراضى الأمريكية.

ورغم إطلاق مكتب مكافحة تهريب المخدرات الأمريكى مشروع «كاساندرا» عام ٢٠٠٨، لاستهداف عمليات حزب الله غير الشرعية؛ فإن سلسلة من العقبات وضعتها إدارة أوباما حالت دون التمكن من ملاحقة أنشطة الميليشيات المرتبطة بنظام الولى الفقيه الإيراني، وأدى ذلك إلى المساهمة فى تعاظم قوة حزب الله من الناحية المالية والعسكرية فى آن واحد، إذ يجنى ثلث ثروته تقريبًا من تهريب وتصنيع وبيع المخدرات، بحسب العضو البارز فى لجنة المال بمجلس النواب ديفيد آشر.
وتضيف الدراسة، أنه على الرغم من أن الدور الإيرانى فى أمريكا اللاتينية يرجع إلى عام ١٩٠٣، عندما زار السفير الإيرانى فى أمريكا بعض دول القارة، إلا أن طبيعة هذا الدور أخذت بالتوسع والانتشار بعد العام ١٩٧٩، خصوصًا بعد أن أخذت الحركات اليسارية والثورية المعادية للإمبريالية الأمريكية تتسلم السلطة فى بعض دول القارة، خصوصًا فى فنزويلا والإكوادور ونيكاراجوا وبوليفيا والأوروجواي.

ورصدت الدراسة بعض أشكال الدور الإيرانى فى أمريكا اللاتينية، ومنها:
أولًا: بناء علاقات مع شبكات مخابراتية معارضة للنفوذ الأمريكي، من أجل شن هجمات على المصالح الأمريكية هناك.
ثانيًا: بناء علاقات مع تجار المخدرات وشبكات غسيل الأموال وتجارة السلاح غير الشرعية.
ثالثًا: فتح أسواق جديدة لتوريد النفط الإيرانى المهرب، خارج إطار العقوبات الدولية عليها.
رابعًا: فتح منافذ جديد لدعم وتمويل برامجها الصاروخية، من خلال علاقاتها غير الرسمية مع دول القارة.

وشكل البرنامج النووى الإيرانى إحدى أهم نقاط التقارب بين إيران وبعض دول أمريكا اللاتينية، فبعد وصول أحمدى نجاد للسلطة فى إيران، فتحت إيران سفارات فى العديد من الدول، وزادت التجارة خاصة مع فنزويلا، بالإضافة إلى الزيارات رفيعة المستوى على مستوى رؤساء الدول المتبادلة، فقد قاموا بالكثير من المجاملات المتبادلة، فعلى سبيل المثال نقلت بوليفيا سفارتها فى الشرق الأوسط من القاهرة إلى طهران، وبالمقابل افتتحت إيران سفارة ومركزًا ثقافيًا فى لاباز، كما أنشأت إيران قناة بث باللغة الإسبانية تحت اسم تليفزيون Hispan، والذى يبث حاليًا فى طهران.
كما أن البرازيل هى الأخرى شهدت تقاربًا واضحًا مع إيران فى عام ٢٠١٠، وذلك بعد مقترح قدمته البرازيل وبالتنسيق مع تركيا، لمراقبة عمليات نقل اليورانيوم الإيرانى خارج إيران، إلا أن هذا المقترح لم يكتب له النجاح.

وبعد وصول حسن روحانى إلى السلطة فى إيران، ونظرًا لطبيعة الظروف الدولية الضاغطة على إيران، بدأت القيمة الاستراتيجية لأمريكا اللاتينية تهتز فى سلم أولويات الاستراتيجية الإيرانية حيال الولايات المتحدة، وهو على ما يبدو توجه إيرانى لتخفيف مناطق الصراع مع الولايات المتحدة وحصرها بالشرق الأوسط، من أجل الحفاظ على نفوذها فى القارة اللاتينية أولًا، وثانيًا إبقاء البنية التحتية والاستخبارية الإيرانية بعيدة عن مرمى الاستهداف الأمريكي.

وفى الآونة الأخيرة وجد صانع القرار فى إيران أن طبيعة أنساق العلاقة التى تربطها مع دول القارة تحتاج إلى مراجعة حقيقية على مستوى التفكير والعمل، حيث أغلقت إيران مؤخرًا معظم المراكز الثقافية والمساجد هناك، التى أنشئت خلال فترة أحمدى نجاد، وخففت من سياسات نشر التشيع، لأنه لم يكن هناك أى اهتمام فى القارة، وأدركت أن هذا الاستثمار لم يكن ذا معنى، واتجهت نحو اعتماد علاقات ثنائية ذات بعد اقتصادى وتجارى فى غالبه، مع عدم إغفال القيمة الاستخبارية والأمنية لهذه القارة المتاخمة للأمن القومى الأمريكي، إضافة إلى فتح قنوات اتصال واسعة مع تيار واسع من الصحفيين والكتاب والمثقفين هناك، من أجل توجيه الرأى العام هناك بالشكل الذى يخدم القضايا الإيرانية، ويوجهه ضد الولايات المتحدة الأمريكية.

وتؤكد الدراسة أن نظرة دول القارة لإيران ليست إيجابية للغاية، خصوصًا بعد غياب العديد من القيادات اليسارية عن المشهد السياسى هناك، وهو ما انعكس سلبًا على طبيعة الدور الإيراني، فحتى الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف لبعض دول القارة فى أغسطس من عام ٢٠١٦، وتحديدًا تشيلى وبوليفيا وفنزويلا، وبرفقته العديد من رجال الأعمال والإقتصاد.
وأشارت تلك الزيارة إلى مدى البعد الرسمى الذى بدأت تتخذه العلاقات الإيرانية اللاتينية، بعد أن كانت علاقات يكتنفها الكثير من السرية وعدم اليقين، خصوصًا أن إيران جعلت الأساس الذى يحكم علاقتها مع دول أمريكا اللاتينية هو العداء المشترك للولايات المتحدة الأمريكية، ولهذا فإن التحول من العلاقات غير الرسمية «استخبارية - أمنية»، إلى علاقات طبيعية سياسية - اقتصادية، يضع المتابع لهذه العلاقات أمام خيارات وسيناريوهات معقدة جدًا، حول المستقبل إلى ينتظر هذه العلاقات، أو حتى المدى الذى يمكن أن تصل إليه، وهكذا تعمل إيران على نشر الخراب أينما حلت.