السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

الراعي: "الأنسنة الجديدة لا تتعايش مع الكبرياء والحقد والأنانية"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
احتفلت الكنيسة المارونية داخل الصرح البطريركي الماروني في بكركي- لبنان، حيث ترأس البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي، قداس عيد الميلاد، بمشاركة الكاردينال نصرالله بطرس صفير، وعدد من الأساقفة والكهنة، وسط حضور الرئيس اللبناني ميشال عون وعقيلته، ولفيف من الشخصيات السياسية والدبلوماسية والمجتمعية، وحشد من المواطنين.
وقال البطريرك في عظته التي ألقاها أمس بمناسبة عيد الميلاد المجيد: "نحن نشعر معكم بالغصة، إذ كنتم ترغبون أن تبهجوا الشعب اللبناني وتكملوا فرحة العيد بإهداء حكومة جديدة لوطن يطعن من الداخل، ولشعب يتآكله القلق واليأس وفقدان الثقة بحكامه"، رافعًا الصلاة "من أجل الاستقرار في وطننا بتأليف حكومة جديدة، والسلام في بلدان الشرق الأوسط، وعودة جميع النازحين واللاجئين إلى أوطانهم وبيوتهم، حفاظًا على حقوقهم المدنية وثقافتهم الوطنية وتاريخهم".
وتابع: "من الرعاة والمجوس انطلقت عادة تقديم الهدايا في عيد الميلاد. وكان شعبنا اللبناني ينتظر هدية العيد: حكومة جديدة بعد انتظار سبعة أشهر كاملة، تخرجه من قلق المعيشة والأزمة الاقتصادية المتسببة بتفكك العائلة والحياة الزوجية وتدني الأخلاق وسقوط معظم شبابنا ضحايا المخدرات ومروجيها المحميين. ونعرف أن هذه كانت رغبتكم، فخامة الرئيس، ورغبة المحبين حقا للبنان وشعبه ومؤسساته. فكان أن أصحاب القلوب الفارغة من الحب والمشاعر الإنسانية، والولاء للوطن والإخلاص للشعب، خنقوا فرحة العيد وهذه الرغبة في القلوب. فكانت أول من أمس ردة فعل الشعب المحقة التي انطلقت بمظاهرات كعلامة غضب ورفض للسياسة اللامسئولة والمهترئة بالأنانية والفساد والمكاسب غير المشروعة وبالجنوح نحو تعطيل مسيرة الدولة".
ولفت البطريرك الراعي إلى أن "الأنسنة الجديدة لا تتعايش مع الكبرياء والتسلط والحقد والأنانية والبغض والظلم والتعذيب وفساد القلب وموت الضمي". 
وقال: "إذا عاد الإنسان إلى إنسانيته، دخلت الأنسنة السياسة فيتوقف السياسيون عن ابتزاز مؤسسات الدولة وسلب مالها العام وهدره، وعن قهر المواطنين وحرمانهم حقوقهم، ويجعلون الدستور وحده قاعدة الحكم. ودخلت اقتصاد فلا يتحول سوء استعماله لاستغلال الإنسان ورفع شأن المادة على حساب كرامته وحقوقه، ولجعل الأغنياء أكثر غنى والفقراء أكثر فقرا. وإذا عاد الإنسان إلى إنسانيته دخلت الأنسنة الوزارات والإدارات العامة فترتدع عن السرقة والرشوة والهدر، وتتحرر من الفساد والمفسدين وطغيان السياسيين والمذهبيين. ودخلت القضاء فيحكم بالعدل والإنصاف متحررًا من الإغراءات المالية والتدخلات السياسية والحزبية. ودخلت الأنسنة الإعلام ومختلف وسائل التواصل، فتكف عن بث سم الكذب والمأجورية وانتهاك الكرامات والافتراء وتوجيه الإساءات. ودخلت المجتمع فينبذ الخلافات والنزاعات وانحطاط القيم، ويعزز جو الألفة والتضامن والترابط".
وبعد انتهاء القداس الإلهي منح البطريرك الراعي رئيس الجمهورية وسام "مار مارون"، وهو الوسام الأرفع في الكنيسة المارونية، تقديرًا لعطاءاته وتضحياته في سبيل لبنان. 
ثم قدم البطريرك الراعي إلى الرئيس عون واللبنانية الأولى أيقونة العائلة المقدسة المستوحاة من أيقونة "سيدة ايليج"، وذلك لمناسبة اليوبيل الذهبي لقبولهما سر الزواج المقدس (50 سنة). بعدها تم تبادل تهاني بعيد الميلاد في صالون الصرح.