رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

بطريرك الروم الأرثوذكس: الميلاد صفحة ناصعة البياض في حياة الإنسانية

الانبا ثيوذورس الثاني
الانبا ثيوذورس الثاني بابا وبطريرك الإسكندرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يترأس الانبا ثيوذورس الثاني بابا وبطريرك الإسكندرية وسائر أفريقيا للروم الارثوذكس، قداس عيد الميلاد المجيد، لطائفة بكاتدرائية القديس نيقولاوس بالحمزاوي، بحضور عدد من كهنة وأساقفة الروم بصر وعدد من أساقفة اليونان.
ويشهد محيط الكاتدرائية تشديدات أمنية مكثفة، لتأمين أحتفالات عيد الميلاد، حيث تم غلق الشارع المؤدي إلي الكاتدرائية، مع تزويد الحراسات الخاصة والكلاب البوليسية والبوابات الألكترونية، كمما إنتشرت فرق الكاشفة الكنسية في ساحة الكنيسة لمساعدة المصلين الوصول إلي أماكنهم.
وجاء في نص كلمته في قداس العيد: "البطريرك ثيوذورس الثانى برحمة من الله بابا وبطريرك الإسكندرية وسائر أفريقيا إلى رعايا العرش الرسولى البطريركى فى الإسكندرية، نعمة ورحمة وسلام من المولود فى بيت لحم ربنا ومخلصنا يسوع المسيح.
إن عيد الميلاد ليس فقط صفحة ناصعة البياض فى حياة الإنسانية منذ القدم، وليس أيضًا مجرد احتفال جميل يعطر رونقًا لواقعنا، لكنه حدث يهدف إلى المستقبل والأزلية، حيث حياتنا الموضوعة والتى نحاول أن نجسد السبل لتحسينها والأسباب لتبريرها.
إن هذا الحدث الجليل المتمثل فى ميلاد المسيح الذى تم قبل ألفى عام فى الأراضى المقدسة هو حدث فريد من نوعه وهذا يظهر بوضوح من خلال الإمكانيات والفرص التى منحنا إياها.
فلقد التقت السماء والأرض، الملائكة والتراتيل والنجم أيضًا وعندها اتحد الرب بالإنسان كإله متجسد ليس للدينونة ولكن للمعرفة، ليس للتاريخ ولكن من أجل الخلاص، ليس للرفض ولكن من أجل المصالحة.
أمام مذود المسيح كل شيء يتغير، فالأقوياء ضعفاء، والأغنياء فقراء، والحكماء جهلة، يدرك الجميع ضعف مكانتهم وقلة حيلتهم، ويدركون أيضًا نقصهم وهشاشة قوتهم، حيث إن المسيح نفسه قد تنازل وأصبح فردا منا وشخصا مثلنا، عندها ضاعت قيمة الألقاب وزال مجد المراكز وقوة المناصب.
لا تحتفل أفريقيا بهذا اللقاء بين الله والإنسان فقط فى الخامس والعشرين من شهر ديسمبر من كل عام، ولكن تحتفل به فى كل دقيقة ولحظة، تتحول كل زاوية بها إلى مغارة متواضعة يولد بها المسيح خادمًا متواضعًا وناقلًا لرسالته المنبثقة منه، وهى رسالة السلام والتعاون المشترك بين الله والإنسان، وبين الإنسان وأخيه الإنسان كعائلة واحدة فى الكنيسة.
يأتى نجم السماء فى تلك الليلة ويسطع بنوره فى قلوب كل هؤلاء الذين يعملون ليلًا ونهارًا فى حقل الأرثوذكسية هنا على أرض هذه القارة الأفريقية ويلهم أرواحًا كثيرة ويحثها على العمل وأن يتعلموا إنجيل الرب بدون تمييز وتفرقة، هؤلاء هم الذين يدعمون العمل التبشيرى والتعليمى والإنسانى والاجتماعى لبطريركيتنا والذى تستفيد منه آلاف النفوس كل يوم، بمعرفتهم وتعبهم يولد المسيح فى قلوب أناس آخرين، وينال عملهم آلاف البركات من الرب المتجسد.
من خلال خبرتى الشخصية كبطريرك لهذا العرش الرسولى المرقصي، ونيابة عن كل كهنتنا من جميع الدرجات الكهنوتية والعلمانيين أيضًا أعلن أن الفرح الذى نشعر به والظاهر فى قلوبنا يجعلنا نشعر بأن ميلاد المسيح هو حقًا اليوم وأتوجه بخالص الشكر والامتنان لكل السلطات الحكومية التى تقدم لنا المساعدة وتفرح لكل ما نقدمه لسكان هذا الجزء الجميل من الكوكب.
نؤمن ونقدم المسيح الذى يلتقى بكل من يرغبون به، ويقوى كل من يتبعونه، ويعلن نفسه لكل من يؤمنون به، أن عيد الميلاد لبطريركيتنا ليس عبارة عن تذكار مقدس لحدث تاريخى أو ساعة لتبادل التهاني، أو فرصة من أجل التذكير بل هو حدث ذو استمرارية وحيوية وتربوية عندها الإرادة تمتلك البراهين وتحافظ على حقها فى استمرارية العمل من أجل تحويل كل مبادرة تبشيرية إلى ميلاد للمسيح، وكل مكان إلى بيت لحم، وكل قلب إلى مغارة.