الأربعاء 01 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

انتصار وهزيمة كوميونة باريس

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استمرت الأسرة البوربونية تحكم فرنسا منذ سنة 1589، تعبيرًا عن تحالف طبقتى النبلاء ورجال الدين الفرنسيين ذوى الامتيازات والمصالح المشتركة مع نظرائهم فى مختلف البلدان الأوروبية، لذلك فقد استمر الدعم الأوروبى لحكم فرنسا من قبل الأسرة البوربونية فى مواجهة الجمهوريين والبونابرتيين حتى إعادة الملك البوربونى لويس الثامن عشر إلى حكم فرنسا سنة 1815، مع استمرار دعمه حتى وفاته الطبيعية سنة 1824، ليخلفه شقيقه الأصغر شارل العاشر الذى أعاد لطبقتى النبلاء ورجال الدين جميع السلطات والصلاحيات التى كان الجمهوريون قد انتزعوها منهم فى عهد شقيقه الأكبر لويس السادس عشر، فتصاعدت الاحتجاجات ضد حكم شارل حتى وقعت ثورة سنة 1830، التى أطاحت به وعينت لأول مرة ملكًا من خارج العائلة البوربونية، هو لويس فيليب، الذى استمر فى الحكم حتى وقعت أزمة اقتصادية أدت فى سنة 1848 إلى اندلاع ثورة شعبية أطاحت بلويس فيليب وألغت الملكية، وأعلنت الجمهورية الفرنسية الثانية؛ حيث تم انتخاب لويس بونابرت ابن أخو نابليون بونابرت رئيسًا للجمهورية، ليسير لويس على نهج عمه نابليون، ويقوم فى سنة 1852 بحل البرلمان وتعطيل الدستور وإلغاء الجمهورية وإعادة الملكية، وتعيين نفسه إمبراطورًا على فرنسا، فحاربه الأوروبيون بقيادة ألمانيا حتى هزموه سنة 1870، ليأسروه ثم ينفوه إلى بريطانيا، حيث سمموه هناك على نهج عمه أيضًا بالزرنيخ الذى قتله سنة 1873، وبعد انتصارهم العسكرى عين الألمان سنة 1870 حكومة وجمعية وطنية فرنسيتين من توابع وفلول الملكيين غير البوربونيين، برئاسة أدولف تيير الذى كان رئيس وزراء الملك غير البوربونى لويس فيليب، ليقدم أدولف مجموعة تنازلات وطنية إلى الألمان توجت فى معاهدة فرانكفورت سنة 1871، باستسلام فرنسا والتنازل عن الألزاس واللورين، ونزع الأسلحة من أيدى الفرنسيين، مما أثار غضب الشعب الفرنسى الرافض للخضوع إلى الألمان، فقرر المقاومة تحت قيادة اليسار الفرنسى الذى شكل كوميونة ثمانينية سرية قادت اللجنة المركزية لحماة الوطن، التى قادت من جانبها المجالس البلدية والعمالية التى قادت بدورها المقاومة الفرنسية لمدة 72 يومًا خلال سنة 1871، وهنا تحالف الجيشان الألمانى المنتصر والفرنسى المنهزم معًا، وحاصرا كوميونة اليسار 72 يومًا فى شهور مارس وإبريل ومايو من سنة 1871، حتى أسقطاها بحصيلة قتلى أثناء وبعد الحصار، زادت على مئة ألف كوميونى، ليعود الفلولى تيير كرئيس مؤقت لفرنسا، ويستمر حتى سنة 1873، عندما تم انتخاب رئيس جديد ينتمى إلى طبقتى العسكريين والنبلاء معًا، هو الكونت والدوق والمارشال ماك ماهون، لتبدأ الجمهورية الفرنسية الثالثة التى استمرت حتى اندلاع الحرب العالمية الثانية سنة 1939!!