الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

محور روض الفرج.. شريان حياة في قلب العاصمة

محور روض الفرج
محور روض الفرج
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بأيدى المصريين يتحقق حلم محور روض الفرج على أرض الواقع، ليضاف إلى الإنجازات الكبرى والمشاريع العملاقة، محطمًا الأرقام القياسية سواء فى سرعة الإنجاز أو مواصفات تشييد الكبارى المعلقة، حتى وصفه البعض بأنه إنجاز القرن، ويتثنى لمصر الدخول به موسوعة «جينيس» العالمية، إذ يبلغ عرض الكوبرى 66 مترًا ويبلغ ارتفاعه 100 متر عن سطح الأرض. يمر محور روض الفرج أمام مستشفيات معهد ناصر، وعلى بعد خطوات بمواجهة أبراج أغاخان فى قلب شبرا، يشيده مهندسون وعمال مصريون بمساندة ودعم من رجال القوات المسلحة، متجاهلين ما روج من شائعات أثناء تنفيذ المشروع؛ حيث طالت الشائعات جزيرة الوراق التى يمر عليها المحور، ما بين بيع الجزيرة للمستثمرين العرب والأجانب وتهجير أهلها، إلا أن الأيام دارت لتثبت أن الدولة كانت واضحة من البداية؛ حيث شيدت المشروع فى وقت قياسى وقامت بتسوية كل الأمور المتعلقة بأهالى الجزيرة، وتذليل كل العقبات أمام إنجاز المحور، كركن رئيسى من الشبكة القومية للطرق التى تلقى اهتماما خاصا من القيادة السياسية للرئيس عبدالفتاح السيسي، الذى يسعى من خلال تمهيد شبكة الطرق القومية إلى تقديم مصر للعالم كواجهة حضارية متفردة بطبيعتها الخلابة وتاريخها العريق ضمن رؤية مصر 2030.

محور روض الفرج.. مشروع عملاق يربط محافظات مصر دون عوائق مرورية.. ويسهل حركة التجارة والنقل الجماعي
يأتي مشروع محور روض الفرج، كأحد أهم مشروعات الشبكة القومية للطرق، ويهدف إلى نقل الكثافات المرورية القادمة من شرق القاهرة إلى طريق الإسكندرية الصحراوى ومطروح والعلمين دون المرور بقلب القاهرة، إذ يبدأ المشروع من ترعة الإسماعيلية مرورًا بمنطقة شبرا المظلات، وحتى غرب الطريق الدائرى فى اتجاه الإسكندرية الصحراوى ك ٣٩، مرورًا بنهر النيل، ويشمل ٦ منازل ومطالع بالمظلات و٨ مطالع ومنازل بالدائرى وكوبرى النيل الغربى يبلغ طوله حوالى ٤٠٠ متر، وارتفاعه ١٤ مترًا من سطح الماء وعرض الفتحة الملاحية ٣٠٠ متر، مما يسمح بمرور الفنادق العائمة، وكوبرى النيل الشرقى، ويعد الكوبرى المار أعلى النيل أعرض كوبرى معلق على مستوى العالم، من حيث الاتساع بعرض ٦٤ مترًا فى المنتصف، وسوف يسجل فى موسوعة «جينيس»؛ حيث يضم الكوبرى أكبر فتحة ملاحية عبر نهر النيل؛ حيث يصل عرض الفتحة الملاحية إلى ٣٠٠ متر، وارتفاع الأعمدة إلى ١٠٠ متر، ويتحمل الكوبرى أوزانًا ثقيلة تصل إلى ١٢٠ طنًا.


أجزاء رئيسية
ينقسم محور روض الفرج، لثلاثة أجزاء: الأول هو الكوبرى المار أعلى النيل الشرقى، وسوف يكون معلقًا على عمودين بارتفاع ٩٤ مترًا تتدلى منهما أسلاك ضخمة لحمل الكوبرى ليشبه بذلك كوبرى ٦ أكتوبر فى الجزء الواقع أعلى منطقة غمرة، بجانب جزء ثان عبارة عن كوبرى مار أعلى النيل الغربى، والجزء الثالث يمر أعلى جزيرة الوراق، وكلاهما سيكونان كوبريين خرسانيين. وعملية إنشاء الكوبرى بجزئيه الأول والثانى، تتم على ٨ قواعد خرسانية بينهما قاعدتان رئيسيتان و٦ قواعد مساعدة، وذلك فى نهر النيل بفرعيه بجانب ٣ قواعد على جزيرة الوراق، مع العلم أن كل قاعدة يتم صبها من خلال ٨٠ خازوقًا بقطر مترين، وعمق ٤٧ مترًا تحت سطح النيل، ويتم استخدام مادة معينة لتبطين الخازوق لعزله عن التربة الطينية فى النيل، ويبلغ ارتفاع الكوبرى ١٤ مترًا أعلى سطح النيل، وتم اختيار هذا الارتفاع بالتنسيق مع النقل النهرى والرقابة النهرية ومركز بحوث النيل، بحيث يمكن عبور أكبر البواخر النيلية بسهولة، كما يتحمل الكوبرى أوزانًا ثقيلة تصل إلى سيارات النقل الثقيل.

وكشف مسئول رفيع المستوى بإدارة مشروع محور روض الفرج، عن أن: «المشروع فى طريقه لتحطيم الأرقام القياسية العالمية بعدما وقعت شركة المقاولون العرب بالفعل على عقد الرقم القياسى مع موسوعة «جينيس» للأرقام القياسية، ولم يتبق سوى خطوات بسيطة للحصول على الرقم القياسى العالمى «أعرض كوبرى معلق فى العالم»، وهو الكوبرى الذى تقوم الشركة بتشييده على نهر النيل.
ويؤكد المسئول أن المحور من المقرر الانتهاء من المرحلة الثانية والنهائية مطلع العام المقبل ٢٠١٩، وذلك بعد الانتهاء من تركيب الكابلات والحوامل الخاصة بالكوبرى المعلق، والتى تعد الخطوة النهائية أمام افتتاح المحور بشكل رسمي.
ويضيف المسئول أن محور روض الفرج، هو أحد أهم محاور الشبكة القومية للطرق، التى تولى القيادة السياسية اهتماما كبيرا بها منذ الفترة الرئاسية الأولى للرئيس عبدالفتاح السيسي، والتى تتكون من ٨ آلاف كيلو متر، تشمل محافظات مصر شمالا وجنوبا، بتعاون من وزارات النقل والدفاع، ممثلة فى الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، والإسكان ممثلة فى جهاز التعمير، متابعًا أن الشبكة القومية شملت إنشاء طرق ومحاور جديدة وتحديث وتطوير طرق قائمة بالفعل، مثل عمليات ازدواج الطرق التى نفذتها الدولة خلال الفترة الماضية، مثل: طريقى القاهرة - الإسماعيلية، والقاهرة - السويس؛ حيث يشمل التنفيذ أعمال إعادة تقوية وتوسعة ورفع كفاءة الطريق ليكون كل طريق ٥ حارات بدلا من ٣ حارات.

فوائد شبكة النقل
يشدد المسئولون على أن المهمة الرئيسية لتطوير شبكة الطرق ترتكز على محورين أساسيين، وهما محور النقل، نتيجة الاعتماد على الطرق البرية بشكل رئيسى فى عمليات نقل البضائع، بعدما تراجعت عمليات نقل البضائع بعد تراجع دور السكة الحديد والنقل النهرى، بعدما كانا من أهم وسائل نقل البضائع فى فترات ماضية، أما المحور الثانى فهو النقل والتنمية، وهو ما يحدث من تطوير للطرق المؤدية إلى سيناء، تمهيدا لبدء عمليات التنمية المستهدفة من المنطقة، وتهدف عمليات التطوير إلى تخفيف المعاناة عن المواطنين، والنهوض بالبنية التحتية من مرافق وغيرها.
مشيرين إلى أن محور روض الفرج هو واحد من أهم الشبكة القومية للطرق، ويتم إنشاؤه على مرحلتين من ٣٠ كيلو مترًا، ويهدف إلى ربط مناطق شمال وشرق القاهرة بمناطق غرب القاهرة، وصولا إلى الإسكندرية وبالتقاطع من المحاور الأخرى، سيربط مناطق المحور بمرسى مطروح مباشرة، وذلك بعد تنفيذ محور إضافى الإسكندرية - مطروح.

شريان حياة جديد
يلفت المسئولون إلى أن المرحلة الثانية من المحور، التى يبلغ طولها ٦.٥ كم شاملة المطالع والمنازل، ستصبح أحد شرايين الحياة لنقل الركاب والبضائع من قلب القاهرة إلى الإسكندرية ومطروح، موضحا أنه من المخطط إنشاء خط سكة حديد «قد يكون قطارا كهربائيا» عند تقاطع المحور مع ترعة الزمر، من الممكن أن يمتد من أكتوبر وحتى الإسكندرية، الأمر الذى يعد نقلة نوعية فى عمليات نقل الركاب والبضائع، وتخفيف الكثافات المرورية من مناطق وسط وشرق القاهرة حتى مناطق غرب العاصمة، وصولا إلى الإسكندرية.
ويوجد ٣ محاور رئيسية تتحمل كثافات مرورية عالية، هى كوبرى أكتوبر ومحور ٢٦ يوليو والطريق الدائري، وسيكون محور روض الفرج موازيا لـ «٢٦ يوليو»، الأمر الذى يسهم فى تخفيف الكثافات بشكل كبير، ونستطيع أن نقول إنه بعد افتتاح المرحلة الأخيرة من المحور، وبالترابط مع المحاور الأخرى، ستكون مصر نجحت فى الربط بين ضفتى مصر من طريق الزعفرانة وحتى مرسى مطروح.
وعن أهمية المشروع، يؤكد أحد المسئولين أن الهدف الرئيسى من الارتقاء بالشبكة القومية للطرق يرتكز على عاملين رئيسيين: أولهما النقل البري، والمساهمة فى نقل البضائع لتسهيل طرق التجارة الداخلية، بعدما أصبح النقل البرى أساسيًا فى عمليات نقل البضائع بين الأقاليم والمحافظات، وثانيهما هو النقل الجماعي، فتهدف شبكة الطرق إلى تنظيم عمليات نقل الركاب بالمشاركة مع مترو الأنفاق الذى يستوعب ملايين المصريين يوميا، ومن شأنه الحد من العشوائية التى انتشرت مع تفشى الميكروباص والتوك توك فى شوارع مصر، ولعل أهم ما يميز المشروع هو أن محور روض الفرج مكون من ٥ حارات يمينا، و٥ حارات يسارا، من بينها حارة أساسية لسير أتوبيسات النقل العام والنقل الجماعى، بالإضافة إلى حارة سادسة احتياطية فى شكل محطة لوقوف الأتوبيسات على امتداد المحور بمسافات محددة حتى لا تعرقل حركة السير على المحور.

قيمة المشروع
أضاف: إن القيمة الحقيقية للمشروع هو أنه مصرى ١٠٠ ٪، ولأول مرة يقام فى مصر مشروع كوبرى معلق بهذا الحجم من تصميم وتنفيذ وإشراف أيد مصرية خالصة، فمصر بها ٣ كبارى معلقة كوبرى غمرة وكوبرى أسوان، ونفذتهم شركات أوروبية، وكوبرى السلام على قناة السويس نفذته شركة يابانية مع «المقاولون العرب»، ومن هنا نفتخر أن هذا المشروع أنتج جيلا جديدا قادرا على تحدى الصعاب، ويمهد له مستقبل مبهر بعد إتمام عمليات إنشاء المحور، سيفتح له أبواب المستقبل للعمل فى مختلف دول العالم، بعدما اكتسب خبرة عملية بمثل هذا المشروع العملاق على أرض مصر، الكوبرى المعلق بمحور روض الفرج جميع العمالة الهندسية والمهنية والفنية به مصرية خالصة، وتقتصر الاستعانة فى التوريدات وبعض الخبرات الأجنبية على شركات صينية وألمانية، وذلك ضمانا للوصول إلى أعلى درجات الجودة التى يستلزمها التصميم الذى خطط له، والذى يجرى تنفيذه على مدى الـ ٢٤ ساعة بثلاث ورديات.
أكد المسئولون عدم وجود أى عقبات أمام تنفيذ المشروع، وبخاصة فى جزيرة الوراق، وأن الدولة جادة فى تنفيذ مشروعاتها التنموية، وأن كل ما يروج حول الجزيرة ليس حقيقيا، وإنما يهدف فقط إلى تحقيق أغراض سياسية، لأنه تم تنفيذ قواعد المحور على الجزيرة فى سهولة ويسر، ويجرى الآن صرف التعويضات لمستحقيها دون أى مشكلات.
ولفت المسئولون إلى أن «محور روض الفرج» سيكون أحد أهم المظاهر الحضارية فى القاهرة، فمن المقرر أن يتم دعم الكوبرى المعلق بأنظمة إضاءة خاصة ستجعل الكوبرى «لاند سكيب جديد للقاهرة».

إنجاز قياسي بـ«شقا وعرق» آلاف المهندسين والعمال المصريين.. أحمد حسام: تحويل كل المرافق من مياه وكهرباء وصرف صحى في وقت قياسي.. المدير التنفيذي: المحور نقلة تاريخية للمهندس المصري.. والقوات المسلحة أنهت عوائق التنفيذ
أمام محطة مترو المظلات يواصل العمال إنجاز أعمالهم ووضع اللمسات النهائية فلم يتبق على افتتاح المحور أكثر من ١٠٠ يوم تقريبًا بحسب تصريحات مسئولين بالمحور، فالعمال يشكلون «جيشا من النمل» ويتحركون فى كل اتجاه منهمكين فى عملهم كأنهم يسابقون الزمن فى قاعدتين يعلوهما أربعة أعمدة على كل قاعدة يوجد عمودان شامخان شاهقا الارتفاع قائمين فى وسط النيل، كأنهما ناطحتا سحاب تتدلى منهن كابلات ضخمة متصلة بجسم كوبرى معلق هو الأعرض فى العالم.
التقينا المهندس أحمد حسام، المدير التنفيذى للمشروع، الذى اصطحبنا إلى أعلى المحور حتى وصلنا إلى أعلى الجزء الأول، الذى تم تشييده من الكوبرى فوق النيل، والذى سيربط طريق روض الفرج ببعضه على جانبى النيل، وهنا كانت الدهشة فما رأيناه من الأسفل ما هو إلا واحد بالمئة من حجم الكوبرى والمحور، بالأعلى تشعر بعظمة وقوة لا يضاهيها شيء، وبالكاد تصدق ما تراه عيناك وتتسأل هل هذا المشروع حقيقة أم أنه خيال؟

أشار «حسام» بيده للأعلى ناحية الأعمدة ليحدثنا عنها، نظرنا للأعلى فوجدنا العديد من العمال يتسلقون تلك الأعمدة ويعملون على توصيل الكابلات وربطها بها، وقال لنا إن الكوبرى قائم على قاعدتين أساسيتين يعلو كل قاعدة عمودان ضخمان طول الواحد منهما ١٠٠ متر، ويرتكز العمودان على قاعدة فى المياه قائمة على ٨٠ خازوقًا قطر الواحد منها ٢ متر، وعمق ٥٠ مترا تحت المياه، ويرتفع الكوبرى عن المياه ١٤ مترا مما يسمح بعبور المراكب النيلية مهما كان حجمها.
قال حسام: إن عقبات المرافق وتحويلات الطرق وغيرها واجهتنا، إلا أن تدخل رجال القوات المسلحة ممثلة فى الهيئة الهندسية تلاشت كل العقبات وفى وقت قياسى أنهينا عقبات تحويل كل المرافق من خطوط مياه وكهرباء وصرف صحى فى واحدة من أكبر مناطق القاهرة ازدحامًا، وكان الفضل هنا للرغبة الحقيقية لدى الهيئة الهندسية للقوات المسلحة من أجل تنفيذ المشروع دعمًا للشبكة القومية للطرق التى تعد أهم المشروعات التى تحظى باهتمام خاص من قبل القيادة السياسية.

يضيف المدير التنفيذي، وعن طبيعية إنشاء المحور، يقول «حسام»: «يبلغ عدد الكابلات التى تحمل جسم الكوبرى ١٦٠ كبلا، كما أن المسافة فى وسط الكوبرى بين القاعدتين طولها ٣٠٠ متر، وتعد تلك المسافة فتحة ملاحية خالية من الأعمدة، وتم الانتهاء من إحدى القاعدتين بنسبة ٦٠٪ والأخرى بنسة ٥٠٪، وما تبقى من العمل فى الكوبرى سينتهى خلال أول ٣ أشهر من العام الجديد٢٠١٩، وتأتى المرحلة الأخيرة والأهم للكوبرى قبل الافتتاح وهى الافتتاح التجريبى للتأكد من سلامة الكوبرى والتأكد بأنه متزن من جميع الاتجاهات، ويعد ضبط اتزان الكوبرى شيئًا طبيعيًا فى جميع الكبارى المعلقة على مستوى العالم، كما علينا أن نتأكد من انتهاء كل شيء قبل آخر خطوة، وهى تسليم الكوبرى وإعداده للافتتاح النهائي.
وبالانتقال إلى الكوبرى المعلق راح المدير التنفيذى يشرح آلية العمل اليومى فى المشروع قائلًا: بالنسبة لنظام العمل يتم بشكل متواصل على مدار ٢٤ ساعة، من خلال ورديتين يكون العمل فيهما ١٠ ساعات لكل وردية، وهناك ساعتان يتم خلالهما تبديل الشيفتات وتبديل العمال وطاقم العمل فيهما، ويتم خلالهما شرح ما تم إنجازه وخطة العمل لطاقم العمل الجديد، حتى يقوم طاقم العمل متابعة العمل من حيث انتهى، فموقع العمل يوجد به ٤ آلاف مهندس وعامل يعملون بالمشروع والمسئولية كبيرة على الجميع.

ويتابع حسام: «العمل بالنسبة للمهندسين المشرفين والمنفذين للمشروع يختلف عن مسئولية العمال، فبعض العمال يستطيع أن يعود لبيته فور إنهاء ورديته، ولكن بالنسبة لنا كمهندسين العمل يحتاج إلينا طوال اليوم فلا نستطيع ترك الموقع، الجميع يترقب ويطمئن على العمل باستمرار، والمشروع يختلف عن كل الكبارى والطرق فى العالم؛ حيث سيتم تسجيل الكوبرى فى «موسوعة جينيس»، فالكوبرى يعد أعرض كوبرى معلق عرفه الإنسان، حيث يبلغ عرضه ٦٤ مترًا ونصف، وسوف يتم زيادة ذلك العرض لمترين إضافيين ليكون عرضه النهائى ٦٦ مترا ونصف».
وأضاف المدير التنفيذي: «المشروع نقلة تاريخية للمهندس المصرى وإعادته لسابق عهده فكما نفتخر بأن المهندس المصرى القديم شيد الأهرامات وأعرق الحضارات، نرى اليوم المهندس المصرى يقوم بعمل غير مسبوق، فالعالم كله يترقب المشروع والجميع مندهش وبعض الدول أقدمت على تقديم عروض للعديد من المهندسين المنفذين للمشروع للعمل فى تلك الدول كماليزيا والنمسا ولكن الجميع أجل السفر وبعضهم رفضه حتى يتم الانتهاء من المحور.

كابلات الكوبري المعلق "طاقة إبداع".. تتم على مرحلتين إحداهما فوق جزيرة الوراق والأخرى بالمظلات.. عبد العال: «160 كابلًا على 3 محاور وحمولة الكابل الواحد تتجاوز 3000 طن»
أكد المهندس محمد عبدالعال، المشرف على تنفيذ وتركيب الكابلات على الكوبري، أن كابلات الكوبرى تم تركيبها على مرحلتين يختص أحدهما بالجزء الموجود من الكوبرى فوق جزيرة الوراق والآخر بالجزء الموجود بالمظلات، وكل مرحلة عبارة عن ثلاثة محاور الواحد يتكون من ٢٠ كابلًا، والكابلات مرقمة من واحد لعشرة من الأسفل للأعلى، بإجمالى ١٦٠ كابلًا، والكابل مكون من استراندات «واير صلب» وأقل كابل مكون من ٤٨ استراند وأضخم كابل مكون من ١١٠ استراندات، حمولة الكابل الواحد تتجاوز ٣٠٠٠ طن.
وأوضح «عبدالعال»: «أنه يشرف على تنفيذ الكابلات وتركيبها فى الكوبرى أربعة مشرفين يتولون العمل بالتناوب، و٢٠٠ براد «صنايعى كابلات» و٢٠ كهربائيًا و١٥ ميكانيكيًا يقومون بتشغيل ماكينات رفع وتركيب الكابلات، ويصف المهندس محمد، أن أكثر شيء يميز العمل فى كوبرى محور روض الفرج هو أن فكرة تنفيذ أعرض وأضخم كوبرى معلق بحجم وأسلوب مختلف عما اعتدنا عليه كانت بمثابة دفعة قوية للعمل فى المشروع وإنجاز عمل جديد يتحدث عنه العالم».
ولفت إلى أن تنفيذ الكوبرى تم بأياد مصرية دون حتى الإشراف علينا من مهندسين أجانب فكان تحديًا للمهندسين والعمال، وتابع: كنا ننتظر فرصة حقيقية نثبت فيها أنفسنا ونؤكد أننا قادرون على تشييد أضخم كوبرى معلق، وحين جاءتنا الفرصة لم نتردد لحظة على المشاركة فى المشروع، واستطعنا أن نثبت لأنفسنا أولًا والعالم كله أنه لا يوجد فرق بين المهندس المصرى والأجنبي، فحقيقة أن المشروع أخذ منا جهدا فى الدراسة والتنفيذ، ولكن الجهد المبذول نرى ثماره فى كل متر ننجزه من المشروع، قائلا: «نحن نحقق حلمنا الذى حلمنا به وسعداء ونحن نرى الحلم يتحقق بأيدينا وأمام أعيننا».

وأكد سيد الصاوي، كبير نجاري المحور، أن العمال حريصون على إنجاز المشروع فى أسرع وقت، لافتا إلى أن هناك ساعة فيصل بين تسليم وتسلم العمال العمل يجتمعون فيها لتلقى النصائح من الأمن الصناعى لتفادى المخاطر، والجميع يعمل فى نظام متبع ويعلم كل منا المهمة المطلوب منه إنجازها، وأضاف سيد، كما أن هناك عمالا يباشرون عملهم فوق الكوبرى وفوق الأعمدة المرتفعة، هناك عمال يقومون بعملهم من الأسفل متدلين فوق السقالات فمنهم من يقوم بشد شدة حديدية ونجارة استعدادًا للجزء الذى سيتم العمل به ومنهم من يقوم بفك الشدة فى المكان الذى تم الانتهاء منه من الكوبري.
ويقول مصطفى كامل، مشرف شدة معدنية: «مهمتى هنا الإشراف على ٦٠٠ عامل شدة معدنية، وأنا أشبههم بـ«خلايا النمل» التى تعمل فى صمت بكل جهد مهمتهم شد الأسقف والأعمدة والسقالات وخدمات الحدادة بكل أنواعها، كما أن العمال منذ بداية العمل فى المحور لم تقابلهم أى عقبة أو مشكلة، وهذا لأن مشروع محور روض الفرج يختلف عن كل المشاريع التى عمل بها العمال.
ويقول أحمد فرج الله، عامل ومساعد صنايعى نجارة، أنه سعيد جدًا بالعمل بالمشروع خاصة أنه بنفس الحجم والضخامة، والتقط فاروق سيد، مشرف تنفيذ، طرف الحديث قائلا: «نبدأ عملنا من الساعة ٨ حتى ١٢ وبعدها فترة راحة حتى الواحدة ومن بعدها نعود للعمل مرة أخرى فى المشروع، وبشكل دورى نقوم بإعداد تقارير عن عمليات التنفيذ».
وقال ملاك نصري، عامل لودر بالمشروع، «إحنا هنا كلنا مصريين مفيش فرق بينا مفيش مسيحى ولا مسلم كلنا إخوات كل هدفنا إنجاز المشروع، مشيدا بإجراءات الأمن والسلامة».
وأكد محمود مصطفى، مشرف الأمن والسلامة فى المشروع،: «السيفتى مهمتى الأساسية، مشيرا إلى أهمية تأمين مواقع العمل وإجراءات الأمن والسلامة قبل بداية يوم العمل، قائلا: «قبل صعود العمال على السقالات اطمئن على سلامة الموقع وتوفير إجراءات الأمان لكل عامل فى الموقع».

«حصلنا على مستحقاتنا».. أهالى جزيرة الوراق: المحور يخدم مصر كلها وأصحاب المصالح الخاصة حاربوا نجاحه
أكد أهالى «جزيرة الوراق حرصهم على المشروع، وقالوا إنهم يدعمونه بكل السبل والطرق ووصفوه بمشروع «القرن»، مؤكدين أن أصحاب المصالح الخاصة حاربوا نجاحه وكشفوا أنهم تنازلوا عن الأرض التى يحتاجها المشروع بمقابل مادى وفق قيمة الأرض الحقيقية.
وقال «عماد بركات» أحد أهالى الجزيرة ويمتلك قطعة أرض، إنه حين علم أن «محور روض الفرج» سيمر من خلال قطعة الأرض خاصته لم يتأخر فى التنازل عنها واستلام مستحقاته المالية دون تأخير.
مؤكدا أن أصحاب المصالح الخاصة ممن يقومون بالسيطرة على الأرض وليس مالكيها اعترضوا على ترك الأرض التي لم تكن لهم من الأساس فهم يأخذونها وضع يد ولم يتصالحوا مع الدولة لتقنين أوضاعهم، بالإضافة إلى الطامعين الذين اشترطوا التنازل عن أرضهم بسعر خيالي مقابل ترك الأرض، وكانوا يريدون استغلال حاجة المشروع لتلك الأراضي، ولكن عندما وجدوا أنفسهم لن يحصلوا على تلك المبالغ والتي تقدر بملايين الجنيهات فى حين أن الأرض لا تساوى إلا آلاف معدودة، امتنعوا عن التفاوض وتسليم الأرض واستلام مستحقاتهم المالية، الأمر الذى جعلهم أنفسهم في صدام مع رجال الشرطة لتسليم الأرض بالقوة.
وأضاف وائل ندي، أحد الأهالي أيضًا الذين يمتلكون أراضي في الجزيرة وكان من ضمن الأشخاص الذين تقع أرضهم في طريق المشروع، تنازل عنها، إنه لم يتأخر عن بيع أرضه حتى يتم استكمال المشروع فهو يدعم المشروع ويرحب به مثله مثل العديد من الأهالي الذين يدعمون التنمية في بلدهم وبناء المحور الذى سيعمل على ربط القاهرة بجميع المحافظات المحيطة بها وتسهيل عملية التنقل بينها فهم متفهمون الوضع ويعرفون أن المشروع مهم للغاية.

خبراء طرق: المحور مرحلة متقدمة في هندسة الكباري.. ويربط شرق مصر وغربها «بسهولة».. أسامة عقل: يسهل التنقل بين المحافظات بمرونة عالية ويعزز مكانة مصر الهندسية عالميًا
أشاد خبراء الطرق بمحور روض الفرج ووصفوه بالنقلة النوعية، وقال الدكتور أسامة عقل، أستاذ الطرق بهندسة عين شمس، إن محور روض الفرج يُعد مشروعًا ضخمًا ليس فقط لأنه من أكبر الكبارى الملجم فى العالم، ولكن هو بأيد مصرية خالصة مهندسون وعمال، فالمحور سيعمل على ربط شرق مصر وغربها بكل سهولة ويسر.
وتابع عقل، أن الكوبرى سيعمل على نقل الحركة مروريًا وربط شرق القاهرة وغربها وطريق مصر إسكندرية الصحراوى دون الصدام بمحافظة الجيزة فى محاولة لاختراقها من قبل السيارات، وهذا يعد الهدف الرئيسى للمحور فمحافظة الجيزة كانت بمثابة عائق أمام حركة المرور للتنقل من خلالها والعبور من غرب القاهرة إلى شرقها أو العكس، بالإضافة إلى أن المحور سيخفف الضغط عن محور ٢٦ يوليو ومحور الهرم وفيصل وجميع المحاور داخل محافظة الجيزة، التى تحدث فيها اختناقات مرورية على الدوام، فمحور روض الفرج يعد مشروعا ضخما سيعمل على ربط شمال القاهرة بشرقها وغربها.
ووصف أستاذ الطرق، المحور بـ«العظيم» وقال إنه يعد من أكبر المشاريع فى مجال الطرق والكبارى ويعزز من مكانة مصر هندسيًا، مؤكدا أن مصر قادرة على تشييد الكبارى والطرق العظيمة دائمًا، كما أن محور روض الفرج ليس بجديد على المهندسين والعمال المصريين فهم شيدوا الكبارى والطرق والأنفاق العظيمة، لذا أرى أن محور روض الفرج ليس بالشيء الصعب على المهندسين والعمال المصريين، فمصر دائمًا ولادة وقادرة على عمل مشاريع كهذه وأكبر منه أيضًا، على مستوى الجمهورية كلها بالإضافة للأنفاق أسفل قناة السويس التى ربطت شرق القناة بغربها، فالكبارى الملجمة ليست جديدة على مصر وعلى مهندسيها وعمالها، فمصر دائمًا قادرة على عمل مشاريع ضخمة يتحدث عنها العالم كله.
وتابع: "مصر قادرة على تشييد الكبارى والطرق العظيمة دائمًا، كما أن محور روض الفرج ليس بجديد على المهندسين والعمال المصريين فهم شيدوا الكبارى والطرق والأنفاق العظيمة".