الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

محور روض الفرج.. مشروع عملاق يربط محافظات مصر دون عوائق مرورية.. ويسهل حركة التجارة والنقل الجماعي.. ومصدر مسئول: سيحطم الأرقام القياسية العالمية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تصوير: محمد سويلم ومؤمن سمير
بأيدى المصريين يتحقق حلم محور روض الفرج على أرض الواقع، ليضاف إلى الإنجازات الكبرى والمشاريع العملاقة، محطمًا الأرقام القياسية سواء فى سرعة الإنجاز أو مواصفات تشييد الكبارى المعلقة، حتى وصفه البعض بأنه إنجاز القرن، ويتثنى لمصر الدخول به موسوعة «جينيس» العالمية، إذ يبلغ عرض الكوبرى 66 مترًا ويبلغ ارتفاعه 100 متر عن سطح الأرض. يمر محور روض الفرج أمام مستشفيات معهد ناصر، وعلى بعد خطوات بمواجهة أبراج أغاخان فى قلب شبرا، يشيده مهندسون وعمال مصريون بمساندة ودعم من رجال القوات المسلحة، متجاهلين ما روج من شائعات أثناء تنفيذ المشروع، حيث طالت الشائعات جزيرة الوراق التى يمر عليها المحور، ما بين بيع الجزيرة للمستثمرين العرب والأجانب وتهجير أهلها، إلا أن الأيام دارت لتثبت أن الدولة كانت واضحة من البداية؛ حيث شيدت المشروع فى وقت قياسى وقامت بتسوية كافة الأمور المتعلقة بأهالى الجزيرة، وتذليل كافة العقبات أمام إنجاز المحور، كركن رئيسى من الشبكة القومية للطرق التى تلقى اهتماما خاصا من القيادة السياسية للرئيس عبدالفتاح السيسي، الذى يسعى من خلال تمهيد شبكة الطرق القومية إلى تقديم مصر للعالم كواجهة حضارية متفردة بطبيعتها الخلابة وتاريخها العريق ضمن رؤية مصر 2030.


أهداف متعددة

يأتى مشروع محور روض الفرج، كأحد أهم مشروعات الشبكة القومية للطرق، ويهدف إلى نقل الكثافات المرورية القادمة من شرق القاهرة إلى طريق الإسكندرية الصحراوى ومطروح والعلمين دون المرور بقلب القاهرة، إذ يبدأ المشروع من ترعة الإسماعيلية مرورًا بمنطقة شبرا المظلات، وحتى غرب الطريق الدائرى فى اتجاه الإسكندرية الصحراوى ك ٣٩، مرورًا بنهر النيل، ويشمل ٦ منازل ومطالع بالمظلات و٨ مطالع ومنازل بالدائرى وكوبرى النيل الغربى يبلغ طوله حوالى ٤٠٠ متر، وارتفاعه ١٤ مترًا من سطح الماء وعرض الفتحة الملاحية ٣٠٠ متر، مما يسمح بمرور الفنادق العائمة، وكوبرى النيل الشرقى، ويعد الكوبرى المار أعلى النيل أعرض كوبرى معلق على مستوى العالم، من حيث الاتساع بعرض ٦٤ مترًا فى المنتصف، وسوف يسجل فى موسوعة «جينيس»؛ حيث يضم الكوبرى أكبر فتحة ملاحية عبر نهر النيل؛ حيث يصل عرض الفتحة الملاحية إلى ٣٠٠ متر، وارتفاع الأعمدة إلى ١٠٠ متر، ويتحمل الكوبرى أوزانًا ثقيلة تصل إلى ١٢٠ طنًا.



أجزاء رئيسية

ينقسم محور روض الفرج، لثلاثة أجزاء: الأول هو الكوبرى المار أعلى النيل الشرقى، وسوف يكون معلقًا على عمودين بارتفاع ٩٤ مترًا تتدلى منهما أسلاك ضخمة لحمل الكوبرى ليشبه بذلك كوبرى ٦ أكتوبر فى الجزء الواقع أعلى منطقة غمرة، بجانب جزء ثان عبارة عن كوبرى مار أعلى النيل الغربى، والجزء الثالث يمر أعلى جزيرة الوراق، وكلاهما سيكونان كوبريين خرسانيين. وعملية إنشاء الكوبرى بجزئيه الأول والثانى، تتم على ٨ قواعد خرسانية بينهما قاعدتان رئيسيتان و٦ قواعد مساعدة، وذلك فى نهر النيل بفرعيه بجانب ٣ قواعد على جزيرة الوراق، مع العلم أن كل قاعدة يتم صبها من خلال ٨٠ خازوقًا بقطر مترين، وعمق ٤٧ مترًا تحت سطح النيل، ويتم استخدام مادة معينة لتبطين الخازوق لعزله عن التربة الطينية فى النيل، ويبلغ ارتفاع الكوبرى ١٤ مترًا أعلى سطح النيل، وتم اختيار هذا الارتفاع بالتنسيق مع النقل النهرى والرقابة النهرية ومركز بحوث النيل، بحيث يمكن عبور أكبر البواخر النيلية بسهولة، كما يتحمل الكوبرى أوزانًا ثقيلة تصل إلى سيارات النقل الثقيل.

وكشف مسئول رفيع المستوى بإدارة مشروع محور روض الفرج، عن أن: «المشروع فى طريقه لتحطيم الأرقام القياسية العالمية بعدما وقعت شركة المقاولون العرب بالفعل على عقد الرقم القياسى مع موسوعة «جينيس» للأرقام القياسية، ولم يتبق سوى خطوات بسيطة للحصول على الرقم القياسى العالمى «أعرض كوبرى معلق فى العالم»، وهو الكوبرى الذى تقوم الشركة بتشييده على نهر النيل.

ويؤكد المسئول أن المحور من المقرر الانتهاء من المرحلة الثانية والنهائية مطلع العام المقبل ٢٠١٩، وذلك بعد الانتهاء من تركيب الكابلات والحوامل الخاصة بالكوبرى المعلق، والتى تعد الخطوة النهائية أمام افتتاح المحور بشكل رسمي.

ويضيف المسئول أن محور روض الفرج، هو أحد أهم محاور الشبكة القومية للطرق، التى تولى القيادة السياسية اهتماما كبيرا بها منذ الفترة الرئاسية الأولى للرئيس عبدالفتاح السيسي، والتى تتكون من ٨ آلاف كيلو متر، تشمل محافظات مصر شمالا وجنوبا، بتعاون من وزارات النقل والدفاع، ممثلة فى الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، والإسكان ممثلة فى جهاز التعمير، متابعًا أن الشبكة القومية شملت إنشاء طرق ومحاور جديدة وتحديث وتطوير طرق قائمة بالفعل، مثل عمليات ازدواج الطرق التى نفذتها الدولة خلال الفترة الماضية، مثل: طريقى القاهرة - الإسماعيلية، والقاهرة - السويس؛ حيث يشمل التنفيذ أعمال إعادة تقوية وتوسعة ورفع كفاءة الطريق ليكون كل طريق ٥ حارات بدلا من ٣ حارات.



فوائد شبكة النقل

يشدد المسئولون على أن المهمة الرئيسية لتطوير شبكة الطرق ترتكز على محورين أساسيين، وهما محور النقل، نتيجة الاعتماد على الطرق البرية بشكل رئيسى فى عمليات نقل البضائع، بعدما تراجعت عمليات نقل البضائع بعد تراجع دور السكة الحديد والنقل النهرى، بعدما كانا من أهم وسائل نقل البضائع فى فترات ماضية، أما المحور الثانى فهو النقل والتنمية، وهو ما يحدث من تطوير للطرق المؤدية إلى سيناء، تمهيدا لبدء عمليات التنمية المستهدفة من المنطقة، وتهدف عمليات التطوير إلى تخفيف المعاناة عن المواطنين، والنهوض بالبنية التحتية من مرافق وغيرها.
مشيرين إلى أن محور روض الفرج هو واحد من أهم الشبكة القومية للطرق، ويتم إنشاؤه على مرحلتين من ٣٠ كيلو مترًا، ويهدف إلى ربط مناطق شمال وشرق القاهرة بمناطق غرب القاهرة، وصولا إلى الإسكندرية وبالتقاطع من المحاور الأخرى، سيربط مناطق المحور بمرسى مطروح مباشرة، وذلك بعد تنفيذ محور إضافى الإسكندرية - مطروح.



شريان حياة جديد

يلفت المسئولون إلى أن المرحلة الثانية من المحور، التى يبلغ طولها ٦.٥ كم شاملة المطالع والمنازل، ستصبح أحد شرايين الحياة لنقل الركاب والبضائع من قلب القاهرة إلى الإسكندرية ومطروح، موضحا أنه من المخطط إنشاء خط سكة حديد «قد يكون قطار كهربائي» عند تقاطع المحور مع ترعة الزمر، من الممكن أن يمتد من أكتوبر وحتى الإسكندرية، الأمر الذى يعد نقلة نوعية فى عمليات نقل الركاب والبضائع، وتخفيف الكثافات المرورية من مناطق وسط وشرق القاهرة حتى مناطق غرب العاصمة، وصولا إلى الإسكندرية.

ويوجد ٣ محاور رئيسية تتحمل كثافات مرورية عالية، هى كوبرى أكتوبر ومحور ٢٦ يوليو والطريق الدائري، وسيكون محور روض الفرج موازيا لـ «٢٦ يوليو»، الأمر الذى يسهم فى تخفيف الكثافات بشكل كبير، ونستطيع أن نقول إنه بعد افتتاح المرحلة الأخيرة من المحور، وبالترابط مع المحاور الأخرى، ستكون مصر نجحت فى الربط بين ضفتى مصر من طريق الزعفرانة وحتى مرسى مطروح.

وعن أهمية المشروع، يؤكد أحد المسئولين أن الهدف الرئيسى من الارتقاء بالشبكة القومية للطرق يرتكز على عاملين رئيسيين: أولهما النقل البري، والمساهمة فى نقل البضائع لتسهيل طرق التجارة الداخلية، بعدما أصبح النقل البرى أساسيًا فى عمليات نقل البضائع بين الأقاليم والمحافظات، وثانيهما هو النقل الجماعي، فتهدف شبكة الطرق إلى تنظيم عمليات نقل الركاب بالمشاركة مع مترو الأنفاق الذى يستوعب ملايين المصريين يوميا، ومن شأنه الحد من العشوائية التى انتشرت مع تفشى الميكروباص والتوك توك فى شوارع مصر، ولعل أهم ما يميز المشروع هو أن محور روض الفرج مكون من ٥ حارات يمينا، و٥ حارات يسارا، من بينها حارة أساسية لسير أتوبيسات النقل العام والنقل الجماعى، بالإضافة إلى حارة سادسة احتياطية فى شكل محطة لوقوف الأتوبيسات على امتداد المحور بمسافات محددة حتى لا تعرقل حركة السير على المحور.



قيمة المشروع

أضاف: إن القيمة الحقيقية للمشروع هو أنه مصرى ١٠٠ ٪، ولأول مرة يقام فى مصر مشروع كوبرى معلق بهذا الحجم من تصميم وتنفيذ وإشراف أيد مصرية خالصة، فمصر بها ٣ كبارى معلقة كوبرى غمرة وكوبرى أسوان، ونفذتهم شركات أوروبية، وكوبرى السلام على قناة السويس نفذته شركة يابانية مع «المقاولون العرب»، ومن هنا نفتخر أن هذا المشروع أنتج جيلا جديدا قادرا على تحدى الصعاب، ويمهد له مستقبل مبهر بعد إتمام عمليات إنشاء المحور، سيفتح له أبواب المستقبل للعمل فى مختلف دول العالم، بعدما اكتسب خبرة عملية بمثل هذا المشروع العملاق على أرض مصر، الكوبرى المعلق بمحور روض الفرج جميع العمالة الهندسية والمهنية والفنية به مصرية خالصة، وتقتصر الاستعانة فى التوريدات وبعض الخبرات الأجنبية على شركات صينية وألمانية، وذلك ضمانا للوصول إلى أعلى درجات الجودة التى يستلزمها التصميم الذى خطط له، والذى يجرى تنفيذه على مدى الـ ٢٤ ساعة بثلاث ورديات.

أكد المسئولون عدم وجود أى عقبات أمام تنفيذ المشروع، وبخاصة فى جزيرة الوراق، وأن الدولة جادة فى تنفيذ مشروعاتها التنموية، وأن كل ما يروج حول الجزيرة ليس حقيقيا، وإنما يهدف فقط إلى تحقيق أغراض سياسية، لأنه تم تنفيذ قواعد المحور على الجزيرة فى سهولة ويسر، ويجرى الآن صرف التعويضات لمستحقيها دون أى مشكلات.

ولفت المسئولون إلى أن «محور روض الفرج» سيكون أحد أهم المظاهر الحضارية فى القاهرة، فمن المقرر أن يتم دعم الكوبرى المعلق بأنظمة إضاءة خاصة ستجعل الكوبرى «لاند سكيب جديد للقاهرة».