الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

متري الراهب: فلسطين أراضيها مصادرة ومياهها مستباحة وشبابها في الأسر

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال القس متري الراهب مؤسس رئيس كلية دار الكلمة الجامعية للفنون والثقافة في بيت لحم، المجد لله، خلال المؤتمر الصحفي للمبادرة المسيحية الفلسطينية، ونحن على اعتاب الاحتفال بعيد الميلاد المجيد، نجتمع لنذكر العالم أين ولد المسيح. ونقول لهم هنا في بيت لحم ولد المسيح، ومن هذه المغارة شع الضياء، ومن هنا انطلقت البشارة الى العالم اجمع، فالبداية كانت من هنا، على أرض فلسطين ولدت المسيحية.
وأضاف الراهب: أن المسيحيون متجذرون في الارض الفلسطينية كشجر الزيتون العريق، واليوم نذكر العالم بأن هذه المدينة المقدسة ما زالت ترزح تحت الاحتلال الاسرائيلي والذي زاد عن النصف قرن. وأصبحت محاصرة من جهات ثلاث، أراضيها مصادرة، مياهها مستباحة والعديد من شبانها في الأسر. ومع ذلك كله فنحن صامدون، هذا وطننا الذي لا ولن نتخلى عنه، فهنا جذورنا وهنا رسالتنا وهنا دعوتنا، ان نكون رسل عدل وسلام وإخاء.
وأشار إنه وبالرغم من قلة عددنا، لنا رسالة للبلاد وللعباد والدراسات الأخيرة أظهرت ان للمسيحيين شهادة مهمة في فلسطين، فثلالثون بالمئة من الخدمات الطبية في فلسطين تقدم عن طريق الكنائس والمؤسسات المسيحية. ففي بيت لحم مثلًا هناك خمسة مستشفيات، ثلاث منها مسيحية، في القدس هناك اربع مستشفيات ثلاث منها أيضًا مسيحية تخدم ربع مليون مريض سنويًا، والشيء نفسة ينطبق على الخدمات الاجتماعية لذوي الإعاقة والأيتام والمسنين، وأظهرت الدراسة ان ٤٥٪ من المؤسسات غير الحكومية في فلسطين، بداياتها، تمويلها وإدارتها هي مسيحية، فنحن ننتمي لهذه الارض ولهذا الشعب وهذه هي أيضًا شهادتنا التي أوكلنا اليها طفل المغارة ان نخدم الانسان أيًا كان وان نمكنه مهما استطعنا لذلك سبيلًا، ولكن رسالتنا ليست خدماتية فحسب، بل سياسية أيضًا.
وأكد رئيس دار الكلمة للفنون أن الرئيس الراحل أبو عمار اعتاد في كل عام أن يقتبس الآية الشهيرة من إنجيل لوقا والتي تقول: "المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة". ولكن ربما قلة تعرف المغزى الحقيقي والسياق التاريخي أهذه الآية: فالمسيح ولد تحت الاحتلال الروماني عندما كانت فلسطين محتلة من الرومان، وكان الرومان قد اطلقوا شعار سلام الرومان، وان السلام يعم فقط بالاحتلال والتوسع الروماني وفرض السيطرة وإخضاع الشعوب. هذا ما عرف باسم باكس رومانا
ولكن السلام الذي جاء يبشر به المسيح يختلف كليًا عن سلام الرومان، فهو سلام يقوم على العدل، وعلى الكرامة الإنسانية وعلى التفاهم لا على القمع والاستبداد والاستيطان.
ووجه الراهب رسالة إلي الحكومة الأمريكية قال فيه: "هذه رسالتنا للحكومة الأمريكية والتي تحاول ان تفرض صفقة بل صفعة القرن بالقوة ودون الأخذ بالقوانين الدولية وحقوق الإنسان، بما فيها حق تقرير المصير، والكرامة الإنسانية لكل فرد. ان السلام الحقيقي لا يمكن إلا أن يبنى على العدل والمساواة التامة".
ولحكومة الاحتلال قال: "وهذه رسالتنا للحكومة الاسرائيلية والتي سنت مؤخرًا قانون القومية ويهودية الدولة، مميزة بين من هو يهودي وغير يهودي. نقول لا سلام من دون مساوة ولا سلام بالتمييز العنصري أو القومي".
وأختتم: لذلك سنبقى نرفع صوت الميلاد عاليًا مصلين وعاملين بلا كلل أو ملل من اجل ان يعم السلام الحقيقي بلادنا ومشرقنا العربي الذي دمرته الحروب والقلاقل والمؤمرات على وعسى تتحقق أنشودة الملائكة فيكون المجد لله لا للقوة، والسلام على الأرض لا على الورق، والكرامة لكل الناس ولكل إنسان.
من مهد السيد المسيح ومن قلب هذه المدينة العريقة نتمنى لكم عيدًا سعيدًا وسنة جديدة مباركة.