الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

جامعة دمنهور المفترى عليها

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكاد أقطع مستيقنا بما أقول بأن الإعلام ، مقروءا أو مسموعا ، قد أصبح هو السلطة الأولى في العالم ، والصوت الأعلى في جنبات المعمورة ، ولسوف تظل الكلمة المطبوعة صاحبة الأثر الأكبر في أنفس قارئيها ، لا لشيء ، إنما لأننا بطبيعتنا جُبلنا على احترام تلك الكلمة المطبوعة التي استمدت شرعيتها في أنفس الناس من أنها وجه العلم الذي كنا نتناقله صاغرا عن كابر ، وستظل عبارة( دي جات في الجرايد) صاحبة سلطان على أنفس خلق الله في برنا المعمور ، لا لشيء أيضا ، إنما لأننا أصحاب فكر ناقل ولسنا أصحاب فكر ناقد ، فليس من بيننا من يعرض الأمر على وعيه ، وليس من بيننا من يحاول أن يستبين ما وراء الأكمة ، إنما هو يتناقل ما قرأ أو ما سمع دون إكلال ذهنه في فهمه واستبانة مراميه .
ولقد حُرم أبناء محافظة البحيرة الملأى بالعباقرة في كل مجال قرابة نصف القرن من أن تكون لهم جامعة تجمع شتات أمرهم ، ولقد كان هذا الحرمان بفعل فاعل لتظل جامعة الإسكندرية عامرة بما يقرب من أربعين ألف طالب أو يزيدون من أبناء هذه المحافظة المتاخمة لها ،كانوا يملأون أركان كلياتها ، فضلا عمن يقصد جامعات طنطا والسادات والمنوفية والمنصورة والقاهرة إلى آخر قائمة جامعات مصر من أبناء هذه المحافظة ، وعندما شاء الله لهؤلاء أن تكون لهم جامعة فتية ناشئة لم يمر على إعلان إنشائها عقد واحد من الزمن ، فإذا بأقلام ، أجزم أنها مأجورة ، تنبري لإظهار سلبيات الجامعة فقط ، وليتها صادقة فيما تذهب إليه ، وليتها أقامت دليلا واحدا على صدق ما تدعي ، وأنا أعني هنا ما ينشر بشكل دوري في جريدة الأخبار المصرية القومية الكاسدة الخاسرة التي تحصل رواتب العاملين بها من قوت هذا الشعب ، والتي كان ينبغي عليها أن تعضد الجامعات الناشئة بدلا من أن توجه لها ولإداراتها ذلك النقد اللاذع الذي من الممكن أن يتحول إلى مدح إذا ما سُلكت إليهم سبيل نعرفها جميعا .
وأنا هنا لا أدافع عن شخوص ، فأنا في منأى عن مثل ذلك ، ولكنني أدافع عن كيان جامعة ناشئة تحوي بين جدرانها عشر كليات وما يزيد عن ألف عضو هيئة تدريس وهيئة معاونة ، فضلا عن حوالي خمسين ألف طالب وطالبة تتأثر سمعتهم جميعا ، لا مراء ، بأن تُنال جامعتهم بسوء ، وأن تُقذف انتقاما من شخص رئيس الجامعة، الذي لم يعين نفسه ، لتارات شخصية ومواقف خاصة وسعي لنيل ماليس بحق ، بهذا الكم من الشتائم ، وهذا الكم الهائل من الادعاءات العارية تماما من الصحة ، والتي تنطوي على اتهامات صريحة لكل أجهزة الدولة بدءا من رئاسة الجمهورية التي أقرت باختيار قيادات الجامعة وعمداء كلياتها ، مرورا بمجلس الوزراء وقطاع الأمن الوطني ووزير التعليم العالي فالمجلس الأعلى للجامعات ثم الأجهزة الرقابية كاملة متمثلة في هيئة الرقابة الإدارية والجهاز المركزي للمحاسبات، إذ إن ما يقال في حق في حق هذه الجامعة متمثلا في النيل المباشر من شخص رئيسها ، وهو قبل ترؤسه لها ثم من بعده ، أستاذ بتلك الجامعة ومايقال في حقه اتهام صريح لتلك الأجهزة جميعها بالتستر على ما لايجب السكوت عليه ، إن صح في ذلك القول ، وإن كان ما يُدعى صحيحا ، فلم تسكت عنه الدولة؟؟ولم يسانده النظام؟؟ ولم تقف تلك الأجهزة المشهود لها مكتوفة الأيدي تجاهه؟؟
وطالما أن ذلك لم يحدث ، فإن بذلك دليلا قاطعا على أن كل ما يقال في حق هذه الجامعة وفي حق رئيسها إنما هو محض افتراء وتضليل وجعجعة فارغة ومحاولة اصطناع بطولة زائفة لا تتوفر في حق الجامعات والمعاهد الخاصة التي بها ما بها والتي يعد كاتب هذه الادعاءات مستشارا إعلاميا في معظمها ، وأقول له بصدق:
ألم تقف على إيجابية واحدة في تلك الجامعة؟؟
ألم تقف على نقطة واحدة مضيئة ؟؟
ألم تلفت انتباهك تلك المراكز المتقدمة في فروع شتى تحققها تلك الجامعة الناشئة على أعرق الجامعات ؟؟
ألم يدر بخلدك أن تزور مقر تلك الجامعة مرة واحدة بدلا من النقد عن بعد؟؟
ألم يخطر ببالك أن تسترفد من الأجهزة الرقابية ردا واحدا على أمر من الأمور التي ادعيت وجودهاوتم التحقيق بها وحفظ لعدم جدية ما يقال؟؟
ألم تتُق مرة واحدة إلى سماع أمر إيجابي عن هذه الجامعة من أحد أساتذتها أو أحد طلابها؟؟
ألم تستح وأنت تحمل معول هدم في حق هذه الجامعة في حين أنك تغض الطرف عما يدور في جامعات أنت تعرفها وتُدعى إلى مؤتمراتهابشكل دوري؟؟
ألم يأت ببالك مرة أنك إنما تسيء إلى كيان محترم وأساتذة أجلاء وخريجين أكفياء لا ذنب لهم سوى أنهم وقعوا تحت نير قلم أعمى لا يتحرى الدقة فيما يقول أو يكتب؟؟
ألم تفكر مرة واحدة في التأكد من صحة ورقة واحدة من تلك الأوراق المزورة التي تقدم إليك في حق هذه الجامعة؟؟
وأقول لك بصدق :
ياسيدي هذا الذي تفعله عيب في حقك ،وعيب في حق جريدتك التي كنا نحترمها وعيب في حق الصحافة التي كانت تشارك قبلا في البناء لا الهدم ، وعيب في حق كل أستاذ في جامعة دمنهور أيا كان تخصصه ، وعيب حتى في حق من يمدونك بمعظم تلك المعلومات المغلوطة .
وأدعوك لزيارة جامعة دمنهور لترى بعينيك ما يُبذل من جهد من أجل الارتقاء بتلك الجامعة ، أدعوك لزيارة أي كلية بعيدا تماما عن إدارة الجامعة التي لا تروقك والتي نالها منك ما نالها لترى بنفسك الجهد المشرف الذي يبذله أبناء هذه الكلية من أجل رفع اسم جامعتهم عاليا ، وإلى زيارة قسم رعاية الشباب والوقوف أمام مواهب قد يحطمها قلمك،أو زيارة ميدانية مع طلاب إحدى الكليات العملية الذين ينطلقون في كل مكان لخدمة أبناء المجتمع البحراوي ، وأن تصحب لفترة فتيات كليات رياض الأطفال أو التربية للطفولة وهن يأخذن بيد نشء المحافظة أو قوافل كليات التمريض أو الصيدلة أو الطب البيطري أو الزراعة التي ما تركت مكانها لخدمة من به بالمجان ، أو أن تزور كلية الآداب الحاصلة من فورها على الآيزو في سابقة هي الأولى من نوعها في جامعات مصر ، أو أن تعرج على كليات التربية والعلوم والتجارة لترى ذلك الزخم المعرفي الذي تعج به ، أدعوك ياسيدي لتقف بنفسك على مدى افتئاتك في حق هذه الجامعة ، وحينها لك أن تتكلم من أرض الواقع .