الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

نعم "مصر تستطيع" بالتعليم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عُقد مؤتمر «مصر تستطيع» فى الغردقة فى منتصف الأسبوع الماضى تحت رعاية الرئيس السيسى، خصص المؤتمر دورته الرابعة للتعليم وبحضور ٦٣ عالمًا وخبيرًا مصريًا بالخارج بينهم ٨ ضيوف شرف، وجميعهم من أصحاب الخبرة والإنجازات فى تخصصات ذات ارتباط وثيق بالعملية التعليمية والارتقاء بها وتدريب المعلمين وتطوير المناهج وربطها بالتكنولوجيا الحديثة، وهذا المؤتمر أحد التطبيقات العملية لتكليفات الرئيس السيسى للسفيرة النبيلة نبيلة مكرم وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج بربط المصريين النابهين فى الخارج وعقولها المهاجرة بهموم الوطن وقضايا التنمية.
اهتم المؤتمر بتحديث طرق تعليم أصحاب القدرات الخاصة ودمجهم مع أقرانهم، وتشجيع البحث العلمى فى مصر، وتطوير منظومة التعليم للوصول إلى شباب متعلم متوافق مع متطلبات السوق الوظيفية ومرتبط بوطنه ويعرف الوسطية فى عقيدته ويعتز بموروثه الثقافى ومتوافق مع التكنولوجيا الحديثة وأدواتها حتى يكونوا فاعلين لتحقيق الأهداف الاستراتيجية للتنمية المستدامة التى تسمى (مصر ٢٠٣٠).
كنت أحد الحاضرين فى المؤتمر وهذه أهم ملاحظاتى:
* العلماء والخبراء جميعهم من العيار الثقيل، ولذلك أقترح أن تكون هناك (هَبَة) من أجل نشر تجاربهم ليستفيد منها المجتمع، ويتم تدريس تجاربهم للطلاب فى المدارس، وتنظيم حملات إعلامية للترويج لمشوارهم كل على حدة.
* إعلان السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة عن بداية تشكيل مؤسسة «مصر تستطيع» وضم قامات علمية كبرى ضمن مجلس أمنائها قرار صائب، فالدكتور هانى الناظر عقلية علمية، وهو قادر على جمع العلماء والخبراء المصريين بالخارج وعرض تجاربهم والاستفادة منها، والدكتور شيرين حلمى أحد خبراء الدواء البارزين وله دور كبير فى حملة ١٠٠ مليون صحة كما أنه مُشارك بقوة فى توفير علاج فيرس C للمصريين، والكاتبة الصحفية مها سالم نموذج مشرف جدًا لإعلامية مصرية تقول دائمًا: «أرفع شعار العمل والإنجاز لخدمة كل المصريين فى الخارج».
* فوجئت بمدى تواصل السفيرة نبيلة مكرم مع عدد كبير من المصريين بالخارج، تعمل على حل مشكلاتهم، لا تنفصل عنهم، تشاركهم همومهم، تعرف كيف تستفيد من المجتهدين والمجتهدات من المصريين بالخارج، عززت كرامة المصرى بالخارج ولا تتوانى فى التصدى لأى تجاوز فى حقهم، تعمل فى صمت، الهدوء أسلوب عملها ولذلك تُنجز الكثير والكثير من مهامها.
* اللواء أحمد عبدالله محافظ البحر الأحمر لم يتوان فى تقديم كل الدعم للمؤتمر لإنجاحه وتذليل كل الصعاب وقد نجح فى ذلك، وقال كلمة قوية جدًا ووجهها لجميع العلماء والخبراء المصريين بالخارج وقال: مصر لها حق عليكم، وساهموا فى تغيير مجتمعنا للأفضل مثلما ساهم الرئيس السيسى فى تغيير واقعنا المؤلم الذى كنا نعيشه، فالرئيس السيسى لديه إرادة للتغيير وقد فعل الكثير من مشروعات قومية وبنية أساسية وحقق عدالة اجتماعية وساهم فى القضاء على العشوائيات.
* اللواء محمد العصار وزير الدولة للإنتاج الحربى الذى حضر نائبًا عن رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى، حظيت كلمته فى افتتاح المؤتمر بإشادة من جميع الحاضرين لأن كلمته كانت حماسية جدًا وقال فيها: خلال أقل من ثلاثة أسابيع فقط قامت مصر بتنظيم ثلاثة أحداث كبرى هى معرض إيدكس ومنتدى أفريقيا ٢٠١٨ ومؤتمرنا هذا الذى نحتفل فيه بالعلماء ونحتفى بهم تحت عنوان «مصر تستطيع بالتعليم» ولهذا أقول: مصر عادت بقوة لتمارس دورها الإقليمى والأفريقى والدولى على أعلى مستوى وتذكرت اليوم لقاءاتى السابقة عامى ٢٠١١ و٢٠١٢ مع القوى السياسية والمثقفين حينما كنت عضوًا بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة وكانوا يشتكون من عدم توفر الأمن وانكماش مصر حول قضاياها الداخلية وإهمال القضايا الخارجية التى تمس الأمن القومى واليوم نحمد الله أن مصر عادت وبقوة ونتمنى من علمائنا وخبرائنا المساهمة فى تقدم مصر ونقل خبراتهم ومساعدتنا فى النهوض للمستقبل لخدمة الأجيال القادمة.
* الدكتور طارق شوقى وزير التعليم عرض استراتيجية التعليم الجديدة وأكد أن مصر تخوض معركة لتعديل نظام التعليم القديم وقال: المناهج الجديدة تركز على بناء شخصية الطالب ودول شقيقة تحاول تكرار تجربتنا فى النهوض بالتعليم ونظام الثانوية العامة الجديد يعتمد على بنوك من الأسئلة لقياس مدى فهم الطالب وتلغى العنصر البشرى من خلال التصحيح الإلكترونى.
* العلماء والخبراء المصريون بالخارج قادرون على إحداث نقلة كبرى فى مصر فهُم كبار فى تخصصاتهم وسُمعتهم تصل لدول العالم فالدكتور كريم أبوالمجد معروف جدًا فى دول العالم وشعبيته هائلة فى أمريكا نتيجة الجراحات الدقيقة التى يجريها فى الجهاز الهضمى فى مستشفى كليفلاند ويعقد دورات تدريبية لجراحى مصر، والدكتور محمد عطالله يشغل منصب المدير التنفيذى لجامعة إلينوى فى أمريكا وهو الذى وضع استراتيجية التعليم فى الجامعة وهى الجامعة التى تتصدر قائمة أفصل جامعات العالم، والدكتور هانى سويلم خبير تطوير التعليم الأساسى والعالى ومصمم برامج تأهيل المعلمين، والدكتورة إيمان الشريف قائدة عمليات التعليم المهنى المستمر فى بريطانيا، والدكتور جمال إبراهيم مدير التعليم الدولى فى مؤسسة روسكين ميل التعليمية ببريطانيا، والدكتورة حنان خليفة رئيس قسم تطوير التعليم بجامعة كامبريدج البريطانية، والدكتور علاء عبدالعزيز رئيس جامعة الأمير إدوارد بكندا، والدكتورة ندى مجاهد مستشار رئيس جامعة البحرين لاستراتيجيات التعليم العالى، والدكتور إسماعيل غيتا مدير برنامج تطوير كلية التعليم بجامعة إستراثكليد ببريطانيا، والدكتور عبدالرازق سباق الحاصل على جوائز فى التدريس من جامعات كندا، والدكتور المؤمن عبدالله أستاذ التعليم الدولى بمركز الدراسات وأبحاث التعليم الدولى بجامعة طوكاى باليابان كل هؤلاء قمم فى تطوير التعليم فى العالم وسنستفيد من خططهم وأفكارهم ودراساتهم لصالح التعليم فى مصر.
لهذا «مصر تستطيع بالتعليم» بإرادة علمائها وخبرائها المنتشرين فى دول العالم المتقدمة، وبقدره وزيرة الهجرة على لم شملهم، وبنجاح وزير التعليم من الاستفادة من خبراتهم ونقل تجاربهم، وبإرادة الرئيس السيسى الذى كان قد أعلن أن ٢٠١٩ عام للتعليم ضمن استراتيجية بناء الإنسان المصرى والتى تهتم بالتعليم والصحة وهما العنصران اللذان يتحرك فيهما الرئيس السيسى على التوازى من أجل الاهتمام ببناء الشباب المصرى الذى سيحمل الراية فى المستقبل فدعونا ندعم تلك التجربة، نُقويها، نتبناها، فنحن ظللنا لسنوات طويلة نطالب بتطوير التعليم ولم يكن أحد يسمعنا، والآن جاء ميعاد التطوير وفتح الملف ولن يغلق إلا بتطبيقه بنجاح لكى ينعم أبناء مصر بتعليم جيد ينمى قدراتهم ويجعلهم أهل الابتكار وأصحاب عقول راجحة وليس أهل حفظ وتلقين فقط.