قدم الروائي الأمريكي فرنسيس سكوت فيتزجيرالد، عدة نصائح للكتاب الشباب حول الكتابة الأدبية في القصة والرواية.. وقد نال فيتزجيرالد شهرة واسعة عقب طرحه رواية "جاتسبي العظيم"، التي حققت قبولا كبيرا بين القراء، وترجمت إلى عدة لغات من بينها اللغة العربية بأكثر من ترجمة، وتم تحويلها مؤخرا في العام 2013 إلى فيلم سينمائي ناجح من بطولة الفنان ليوناردو دي كابري.
"البوابة نيوز" تستعرض في ذكرى وفاة الكاتب الأمريكي الكبير بعض مقولاته التي قصد بها نصيحة الكتاب خلال تناولهم لأي عمل فني يشرعون في كتابته.
1- تسجيل الملاحظات والأفكار
تعوّد فيتزجيرالد على تسجيل أفكاره وملاحظاته التي تحوم برأسه في دفاتره أولا بأول، ثم يقوم بترتيب الملاحظات إلى فئات مثل المشاعر والعواطف، المحادثات وأشياء مسموعة، أوصاف الفتيات، وذلك كي يتمكن من الاستفادة منها بشكل كبير خلال كتاباته الأدبية، ولذلك حث الكثير من الشباب الكتاب على تدوين الملاحظات، وعندما كان يعطي عشيقته شيلا جراهام نصائح للكتابة في أواخر الثلاثينيات، نصحها بأن تفعل الشيء نفسه.
وفي مذكراتها عام 1940، اقتبست عنه قوله لتؤكد تلك النصيحة: "يجب أن تبدأ بتدوين الملاحظات، قد تطول كتابة الملاحظات لسنوات.. عندما تفكر في شيء ما، أو عندما تتذكر شيئًا، سجّل ما تفكر به حالًا، قد لا تستطيع استعادة ذلك الشعور بنفس الوضوح في المرة القادمة".
2- السرية في تناول العمل
كان دائما يحب ألا يعرف أحد بما يقوم بكتابته، ويفضل كتمان الأخبار الخاصة بمؤلفاته حتى ينتهي منها، لأن ذلك ينتقص من العمل قبل خروجه، وفي رسالة بعث بها إلى ابنته سكوتي يطلب منها أن تحتفظ بعملها في شيء من السرية، فيقول: "أعتقد أنها قاعدة رائعة ألّا تخبري أحدًا ما هو الشيء الذي تعملين عليه لحين الانتهاء منه، إذا تحدثتِ عنه فستفقدين بعضًا منه، ولن يبدوَ أنه ينتمي لك بعد ذلك".
3- مسودة الرواية
نصح فيتزجيرالد الكتاب بالاهتمام بعمل مخطط تفصيلي لأحداث القصة قبل البدء في تسجيلها، ليسهل على الكاتب وضع تصور عام ومحكم لخطوط الأحداث والشخصيات، فيقول: "اشتر ملفًا أولًا.
وعلى الصفحة الأولى من الملف قم بكتابة الخطوط العريضة للرواية بشكل مبالغ فيه - لا تقلق، فإن هذه الخطوط العريضة ستتداخل مع بعضها البعض- واعمل على هذه الخطة لمدة شهرين. خذ النقطة المركزية للملف كما لو كانت هي الحبكة واتبع خطتك من هذه النقطة إلى ما قبلها وما بعدها لمدة ثلاثة أشهر أخرى".
4- الحبكة الفنية
يرى أن الحبكة الدرامية للقصة تأتي من خلال الحدث المعقد والصعب، فتجده يقول: " قم بوضع حدث معقّد في قصتك وحدد لنفسك جدولًا زمنيًا".
5- خلق شخصيات فنية
يعتقد الروائي الأمريكي أن إرهاق الكاتب لنفسه في وضع أنماط لشخصيات سوف يتناولها في أعماله يضره وليس له مبرر منطقي، لأن البداية بالكتابة عن شخصيات يجعل بالضرورة هناك نمطا تتناوله وليس العكس، لذا يقول: "تبدأ –أي الكتابة- بالشخص، وتكتشف أنك قد خلقت نمطًا، تبدأ بالنمط، وتجد أنك خلقت لا شيء".
6- المفردات والكلمات
الكلمات المألوفة مهمة جدا للرواية، فمن نصائحه: "يجب عليك ألّا تستخدم كلمة غير مألوفة، إلا إذا اضطررت للبحث عنها وإعادة توظيفها لكي تعبّر فيها عن حساسية الواقع. اللعنة، إنها قاعدة جيدة للنثر…"
7- الفعل والاسم
إن استخدام الأفعال خلال الجملة يعطي حيوية وحركة ودينامكية ملموسة، بعكس البدء باستخدام بالأسماء التي تصنع جمودا في السرد، لذا نصح صاحب رواية "جاتسبي العظيم" بالاهتمام باستخدام الأفعال دون الأسماء: "يستند النثر على الأفعال التي توصل الجُمل. تُحرِّك الجُمل. كمثال؛ أروع قصيدة ربما في اللغة الإنجليزية لـ جون كيتس "عشية سانت أجنيس، وجملة مثل "خرج الأرنب يعرج مرتجفًا من العشب المجمد" جملة حية لدرجة تجعلك تتبعها، تلاحظها بجهد. فقد لوَّنت القصيدة بحركته العرجاء. ارتجافه وتجمده يظهرون أمام عينيك".
8- يجب تجنب التكرار
التكرار غير المدروس مسبقا، يصنع مللا كبيرا، ويدفع القارئ ناحية ترك متابعة القصة.
9- الاهتمام بخلق إيقاع فني للعالم الروائي
الإيقاع يحافظ بشكل جيد على توازن العمل الفني ويربط القارئ بالنص.
10- التخلص من الأجزاء غير المناسبة
"التراجع هذا واحد من أصعب القرارات التي يجب على الروائي القيام بها. ليجعل منجزه فلسفيًا. قبل أن يجهد نفسه لمئة ساعة في محاولة إحياء جثة، أو فقرات متسرعة لا حصر لها في عمله".
