الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

حدث في مثل هذا اليوم.. 1953 "قيادة الثورة" يواجه محمد نجيب

محمد نجيب
محمد نجيب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كانت الساعة الرابعة فجرًا ومحمد نجيب يرفض كل الملاحظات التى يذكرها له أعضاء مجلس قيادة ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢، ويصمم على موقفه ويمتنع عن تقديم أى تنازلات، وحسب مذكرات خالد محيى الدين، عضو مجلس قيادة الثورة «الآن أتكلم».. الصادرة عن مركز الأهرام للترجمة والنشر، «انفض الاجتماع وقال عبدالناصر: فلنترك هذه المسألة للزمن»..
فما هى هذه المسألة؟.. وماذا دار فى الاجتماع التى تناولها فى مثل هذا اليوم ٢٠ ديسمبر ١٩٥٣، فى يوم من أيام الصراع بين محمد نجيب وباقى أعضاء مجلس قيادة الثورة بقيادة جمال عبدالناصر.
كانت قضيته الرئيسية هى محاولة تسوية الخلافات مع نجيب، وحسب كتاب «عبدالناصر وزيرًا للداخلية» لمحمد صلاح الزهار، «أثيرت أخطاء محمد نجيب التى كان يذيعها مجلس قيادة الثورة على الضباط الأحرار، وباقى ضباط الجيش لجذبهم إلى جانب مجلس الثورة، وأذيع أن نجيب، انفصالى لا يريد أن يعمل إلا لمصالحه الشخصية، وأنه يتصل بالرجعية التى تريد الانقضاض على الثورة».
وأنه يساند جماعة الإخوان، التى تريد احتواء الثورة، فضلًا عن ضمه لبطانته الشخصية أشخاصًا يسيئون للثورة، وفى ذلك الاجتماع، جلس نجيب ليحاسب حسابًا عسيرًا، فوجه إليه جمال سالم نقدًا مريرًا لتصرفاته، كما تحدث عبدالناصر عن «دور نجيب فى الثورة وكيف تم ضمه للتنظيم قبل قيامها ومع ذلك لم يراع أنه دخل على الثورة وأراد أن يستأثر بالسلطة». واقترح جمال سالم على «نجيب» بحسب خالد محيى الدين، اقتراحًا بأن يتخذ إجراءات يثبت بها حسن نواياه، وهو أن يبعد عنه ثلاثة من مساعديه أو المحيطين به، وهم اليوزباشى محمد رياض وكان ضابطًا بالبوليس الحربى، وعينه نجيب حارسًا شخصيًا له، ويوز باشى محمد رياض سامى، وهو بمثابة المستشار الإعلامى لنجيب، وصلاح الشاهد، تشريفاتى رئاسة الجمهورية.
وكان الهدف من هذا، محاصرة نجيب، بعزل أقرب المقربين إليه، وامتد الاجتماع حتى الفجر والنقاش والجدل لم يصلا بالمجلس إلى قرار، وكان «عبدالناصر» قد نفذ صبره، فتحدث إلى نجيب مهددًا ومنذرًا.. بقوله: «انت عارف إزاى جبناك.. وإحنا نيتنا صافية لأننا فتحنا معاك موضوع الخلاف وسعينا لتهدئته، لكنك تصر على المضى فى طريقك الانعزالى، ولا تريد التعاون معنا لتحقيق أهداف الثورة.. وهذا الأمر لا يمكن السكوت عليه». ويقول خالد محيى الدين، وهو كان من أنصار نجيب فى هذا الاجتماع: «إن نجيب أهمل مسئولياته كرئيس للجمهورية ورئيس للوزراء، مما جعل عبدالناصر ممتلكًا لقوة تنفيذية وصار صاحب الكلمة الأولى فى إدارة البلاد».