السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

سجاد "ساقية أبوشعرة" مهدد بالانقراض الأهالي: نعاني من عدم اهتمام الدولة وارتفاع أسعار المواد الخام.. ومنتجاتنا الأولى بالمعارض العالمية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عرفت قرية «ساقية أبوشعرة»، إحدى قرى مركز أشمون بمحافظة المنوفية، ويقطنها ما يقرب من ٣٠ ألف نسمة، بصناعة السجاد اليدوى بين مواطنيها، والذى يتميز بتوافقه مع جميع الأذواق، وتتميز ألوانه بجودة عالية، لأنها تحضر من مواد نباتية وكيميائية، ما لا يؤثر على درجة نقاء الألوان عند غسيل السجاد. وبدأت صناعة السجاد اليدوى فى قرية «ساقية أبوشعرة» عام ١٩٥٥ حيث قام البعض من أهالى القرية بالتدريب على هذه الصناعة والعمل بها فى منطقة الدراسة بالقاهرة، وتم نقل خبرتهم التى اكتسبوها إلى أهالى القرية، وكانت البداية بإنتاج أنواع السجاد الصوف والكليم. وتوارثت الأجيال مهنة صناعة السجاد اليدوى فى القرية توارثها، أبًا عن جد، حيث يعمل بها الجميع داخل منازلهم، فلا يوجد منزل خالٍ من النول اليدوى لإنتاج السجاد.

لكن تلك المهنة باتت مهددة بالانقراض، فى ظل تجاهل الدولة لمشكلات العاملين بها، برغم وصول منتجاتها لأشهر المتاحف العالمية. وصناعة السجاد اليدوى بالقرية، تتم على أربع مراحل، تبدأ بإعداد النول من خلال تثبيت الخيوط التى يتم نسج السجادة عليها، ثم تأتى المرحلة الثانية باختيار تصميم السجادة وتفريغ هذا الرسم إلى ألوان على ورق الرسم البيانى ليسير عليها العمال أثناء عملية التصنيع، وهناك أيضًا مرحلة صباغة خيوط الحرير البيضاء للحصول على الألوان المطلوبة، أما المرحلة الأخيرة فتتعلق بإعداد السجادة للبيع من خلال غسلها وكيها وتغليفها.
ويوضح محمد عبده، أحد أهالى القرية، أن وزارة الاستثمار والتعاون الدولى خصصت ١١ مليون جنيه لإقامة مجمع صناعى بالقرية، لكن أهالى القرية يطالبون بأن يعمل كل شخص داخل منزله، على أن توفر الدولة المواد خام، وتفتح سوقًا للتسويق كما حدث فى عام ١٩٩٥.
وأضاف أنه يعمل بالمهنة نحو ٣ إلى ٤ آلاف من أهالى القرية بعد أن كان يعمل بها نحو ٣٠ ألفًا من الأهالى، لكن مع عدم وجود سوق للتصدير، وصعوبة الحصول على المواد الخام وارتفاع الأسعار، قل العدد، حيث أن السجادة الواحدة تبدأ تكلفتها من ٥ آلاف جنيه، وذلك للمقاسات الصغيرة، لافتًا إلى أن أهالى القرية ينتجون أنواعًا فاخرة من السجاد، ويصل سعر الواحدة منها إلى مليون جنيه لمقاس ٥٤ مترًا.

وتابع: قد تصل مدة تصنيع السجادة الواحدة إلى شهور عدة، لكن فى الصيف يتم إنتاج أعداد أكبر بسبب الإجازة الصيفية وعمل أبنائهم معهم.
وأشار محمد أحمد إلى أن جميع المنتجات الموجودة بأسواق خان الخليلى جميعها من صناعة القرية، موضحًا أن دقة الصنع تظهر فى السجاد اليدوى المصنع بالقرية، وأن أهالى القرية يشاركون فى المعارض الدولية بمنتجاتهم الفاخرة.
وتابع: «الدولة لا توفر المواد الخام، وحين يتم العثور عليها نحصل عليها بأسعار مضاعفة»، مطالبًا الدولة بتوفير المواد الخام، وأن تكون هناك جهة مسئولة عن الصناعات الحرفية والسجاد اليدوى بدلًا من وزارة التضامن التى لا تعلم شيئًا عن صناعة السجاد. وكان اللواء أركان حرب سعيد عباس، محافظ المنوفية، تفقد عددًا من المصانع والورش الصغيرة لصناعة السجاد اليدوى بقرية «ساقية أبوشعرة»، وذلك فى إطار التعرف على معوقات صناعة السجاد اليدوى والعمل على حلها والارتقاء بالصناعات الحرفية بالمحافظة.
وزار محافظ المنوفية مصنع «مسعد عمران» ومصنع «حمادة صدقي» واستمع إلى شرح تفصيلى عن آلية سير العمل والمشاكل التى تواجه الصناعة بالقرية، حيث أوضح «عمران» أن قرية ساقية أبوشعرة تقوم بصناعة أفخر أنواع السجاد اليدوى وتصديره إلى العديد من الدول الأوروبية بالإضافة إلى المشاركة فى العديد من المعارض الدولية للسجاد. وتفقد المحافظ، بعض التصميمات للسجاد اليدوى الذى يتم تصنيعه داخل المصانع، واستمع لمطالب العاملين، ووعدهم بدراسة كل مطالبهم للنهوض بالصناعة.