أصبح مسلسل حرائق البواخر والدهبيات المتراكية بالمراسي السياحية بأنحاء محافظة الأقصر، عرضا مستمرا على مدار الفترة الماضية، الأمر الذي بات يهدد السياحة النيلية في مقتل خاصة وأنها تعد من أهم مصادر الدخل بالمحافظة، مما أورث ردود أفعال غاضبة في الأوساط السياحية بالأقصر.
وشهدت محافظة الأقصر، هذا العام، أكثر من 4 حرائق في بواخر ودهبيات نيلية، متراكبة بدون نزلاء لتوقف العمل بها منذ أعوام طويلة وسرعان ما تقوم قوات الحماية المدنية والإطفاء من السيطرة عليها، بداية شهد مرسى البواخر السياحية بمنطقة البغدادى جنوب الأقصر احتراق باخرة نيلية متوقفة عن العمل مما أسفر القضاء على جميع محتويات الباخرة دون وقوع أي خسائر بشرية أو مصابين، لعدم وجود أشخاص على متن المركب، كما تم السيطرة على بالطابق الثالث بالكابينة رقم 324 لإحدى البواخر السياحية بمنطقة جزيرة العوامية، على متنها 69 سائحا من جنسيات مختلفة، دون أية خسائر في الأرواح أو مصابين لكون الحريق محدود للغاية ولم يؤثر على حركة الرحلة تمامًا، وفي مطلع نوفمبر الماضي، تم السيطرة على حريق محدود شب في السطح العلوي لإحدى العائمات السياحية التي كانت تقل 11 سائحًا بينهم 7 أمريكان، و2 برازيليين، و2 أستراليين، والباخرة كانت في رحلتها من الأقصر متجهة إلى أسوان ومؤخرا تم السيطرة على حريق محدود نشب في إحدى الذهبيات الراسية بمرسي إسنا السياحي بشارع البحر أمام مقر مجلس مدينة إسنا جنوب الأقصر وتبين أن الحريق اندلع في دهبية مكونة من طابقين أحدهما يحتوي على 12 غرفة مجهزين، والطابق الثاني عبارة عن سطح مجهز، كما تبين أن اندلاع الحريق جاء أثناء لحام الحديد خلف المركب مما أدى إلى حدوث شرز وماس كهربائي واندلاع النيران بجسم المركب والشراع وتسبب الهواء المتطاير في زيادة النيران.
وللوقوف على حجم الأزمة التي تواجهها صناعة السياحة، قال أشرف سعيد، خبير سياحي، أن مسلسل حرائق البواخر السياحة يبقى شبحا غامضا، فسرعان ما يندلع حريق بأحد البواخر المتراكية دون معرفة السبب، حيث أن الكهرباء غالبا ما تكون مفصولة عن الباخرة بسبب توقفها عن العمل مما ينتج عن أي حريق خسائر مادية فادحة، لافتا إلى أن عدم تدريب العمالة من المدير إلي أقل عامل علي التعامل مع الحرائق قد يكون السبب الرئيسي في اندلاعها المتكرر مطالبا بتدريب جميع العاملين في كل الحالات وكذلك تكثيف الحملات للتأكد من توافر عوامل الأمان والسلامة والصحة المهنية خاصة أن هذه ثروة مصر في السياحة النيلية.
فيما أكد مسلم أحمد، مرشد سياحي، أن تكدس الفنادق العائمة التي لا تعمل، يمثل خطورة كبيرة لأن البواخر تقف في 5 صفوف متوازية وعند حدوث حريق لا يمكن التحكم وأحيانا يمتد بسهولة إلى باقي الفنادق المجاورة إلا لم يتم السيطرة على النيران بأقصى سرعة ونحن نحذر من تفاقم المشكلة التي باتت تواجه حركة السياحة النيلية بالخطر ولابد من إيجاد حلول خاصة وأن هناك بعد الحرائق تتم أحيانا بطريقة يراها البعض مفتعلة لاستلام مبلغ التأمين.
من جانبه، أكد زكريا حسين، وكيل وزارة السياحة بالأقصر، أن هناك لجنة من الوزارة وعددا من المتخصصين يقومون بالمرور الدائم علي الفنادق العائمة للاطمئنان على سلامتها ويتم ندب لجان لتحديد أسباب الحرائق في كل واقعة للوقوف على أسباب اندلاعها ومحاولة تلافيها.
