الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

نساء من ذهب.. في الشدائد تكون السند للأب والزوج والولد

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
خلقها الله لتضمد الجراح وتخلق البراح، وتكون عضدا وكف حنان يربت وقت الشدائد، ليتدثر بها الخائف ويلوذ بجوارها المأزوم، خلقها لتكتمل بوجودها الحياة بل لتكون هى الحياة، أم تتحمل عناء الأيام بابتسامة وزوجة وحبيبة تكون رفيقة درب، وابنة تكون زادا لا يفنى ومعينا لا ينضب، تجلت روعاتها فى نماذج مصرية خالصة، كانت حين جد الجد أشد من الرجال، حملت السلاح والفأس وحلت محل الأب 




صبرها أطول من عمرها
الحاجة فردوس: عندى 80 سنة إلا اتنين.. و«ببيع كراسى قش»
«أنا كل اللى بتمناه أعيش اليومين اللى فاضلين ليا مرتاحة»، بتلك الجملة بدأت حديثها الحاجة فردوس أحمد.
وتابعت: «أنا عمرى ٨٠ سنة إلا اتنين، ببيع كراسى قش للجزمجية زى ما أنت شايف يا بني، بشتريها جاهزة وببيعهم، والحال بقاله شهر واقف خالص لا فيه بيع ولا شرا ولا جنيه يوحد ربنا دخل جيبي، وأنا بحاول أساعد عيالي، جوزى كان جزمجى ومات، عندى بنت جوزها مات فى حادثة ومعاها ٤ بنات وولد وساكنة فى بولاق بالأجرة، وأربع عيال جوزتهم لما كان عندى صحة، ولسه معايا اتنين، وما احتكمش على حاجة فى الدنيا غير معاش ٣٨٠ جنيها، معايا ولدين جزمجية بس حالتهم صعبة، واحد متجوز وعنده عيال، وواحد بيجهز نفسه، والله يكون فى عونهم كل واحد شايل نفسه بالعافية، وأنا اللى بقدر عليه بعمله، ولولا ولاد الحلال بيعطونى شىء ببعته لبنتى لكنت مت من الحسرة».

ملحمة «زينب»
تعمل على «توك توك» وبجوارها زوجها الكفيف
تستيقظ مع فجر كل يوم، لتبدأ رحلة العناء: «أعمال منزلها، ثم تجهيز فطور زوجها وأطفالها الثلاثة المكفوفين».. يمضى الوقت سريعا، وتدق الساعة السابعة صباحا، فتصحب زوجها الكفيف، وتستقل «التوك توك» من أمام الغرفة التى تسكن فيها بإحدى قرى الشرقية، لتبدأ عملها الذى اعتادته، منذ ٣ سنوات، فعجز زوجها، جعلها تقوم بدوره، كعائل له وأبنائه، متحملة فوق طاقتها، مشقة عمل الرجال. زينب مصطفى، ثلاثينية العمر، تزوجت بأول عريس قرع بابها، بعد فشل زيجتها الأولى، كان عوض الله لها، زوجا كفيفا رحيم القلب، لكنه لا يملك من حطام الدنيا، سوى معاش الضمان الاجتماعي، الذى لم يعد يكفيهما بعد إنجاب الأطفال وغلاء الأسعار، حاولت الكسب بالحلال بشتى الطرق، وأمام عدة مشروعات فشلت لم تجد أمامها سوى العمل على «توك توك»، استأجرته بمقابل بسيط من مالكه. تقول «زينب»: «فشلت فى شغل كثير، بسبب طول ساعات العمل، ودا غير مناسب لحالة عيالى وزوجى المكفوفين، لأن وجودى مهم لرعايتى لهم، فكرت فى استئجار توك توك، أخو زوجى بعدما قرر تبديل عمله، وعلمنى القيادة».

صعيدية بـ10 رجال
«أم عمر».. ربت 4 أبناء من «البقالة» 
«أم عمر» سيدة مكافحة من صعيد مصر بمحافظة المنيا قررت ألا تستسلم للظروف رغم أن زوجها تركها ومعها أربعة أبناء هى المسئولة عنهم، إلا أنها قررت أن تعول أبناءها وتعتمد على نفسها وبالفعل قامت بفتح بقالة بسيطة فى منزلها لتساعدها على المعيشة وقامت بتعليم أبنائها رغم صعوبة الظروف. وتقول «أم عمر»: «عانيت كثيرا من أجل تربية أبنائى بمفردى وقررت ألا أستسلم للظروف وفتحت مشروع «بقالة» بسيط بمنزلى وتعلمت الخياطة من أجل توفير احتياجات أبنائى، والحمد لله نجحت فى توفير الدخل لأسرتى وتعليم أبنائى. واختتمت: «أقول لجميع السيدات اللاتى يعانين من نفس الظروف، لا تستسلموا فالله أرحم من أن يترك سيدة بمفردها تجابه الحياة لذا يعطيها قدرة وقوة وصبرا من عنده لم يعطهم لأشد الرجال.


الحاجة «آمال»: «الزبالة» مصدر رزقى.. وحلمى ماكينة خياطة
مبانٍ قديمة، تحمل عبق التاريخ، تجول من بينها آمال وتنادى فى المارة وساكنى منطقة مصر الجديدة، بجنيه يا «زبالة» بين كل عمارة وشقة تصعدها حكاية أمل تعيش بها فى أن يرزقها الله راحة البال، تلتفت فى توجس وخوف يمينًا ويسارًا، خشية أن تراها شرطة المرافق والإشغالات، فتصادر منها العربة «الكارو» التى تعتبر سندها فى الحياة ومصدر رزقها.
بصوت محتقن تقول آمال محمد، المرأة الخمسينية: «عشت حياتى كزوجة ثانية، لزوج له من زوجته الأولى ٥ أولاد، يأخذون منه كل وقته وماله، ولى منه ولدان، أحدهما بالجيش والآخر مريض بفقر الدم، ما دفعنى لأن أعمل، فى مهنة جمع القمامة.



امرأة وتد
«أم سيد» 63 عامًا تعمل فى مطعم بـ«الزاوية الحمرا»
«أستميحكم عذرًا، لكى آخذكم لحظات لحكاية بسيطة.. لا بل حكاية معقدة لسيدة بسيطة.. لا أقصد منها مساعدتها.. لكن أريد أن أضعها أمامكم كقدوة.. كسيدة تستحق أن تُكرم.
أن تأخذ قصتها أعلى القراءات.. أن يسبق اسمها الأم المثالية، أن تتهافت عليها الكاميرات فأنا أعتبرها النجمة الحقيقية.. الست العظيمة «أم سيد» ٦٣ عامًا لها ابن ٣٨ عامًا وبنتان زوجتهما من كدها وعرقها، ليست الحكاية بهذه البساطة لكن ٤٠ عامًا من المعاناة عاشتها السيدة الفاضلة بدءًا من زواجها من سائق تاكسى، لتعيش فى بيت عائلة وتنجب ولدًا وبنتين، وتمر الأيام صعبة عليها بعدما يصاب زوجها بجلطة وتستدين لعلاجه، ليس هذا فحسب بل إن ابنها الصغير يسقط تحت «الترام» فيفقد ١٠ أصابع من قدميه، يستسلم الزوج للمرض ويغادر الحياة تاركًا إرثًا من الديون والوجع لأم سيد التى لم تفقد صبرها للحظة، حتى برغم أن أهل زوجها أخرجوها من بيت العائلة، ولم يكن أمامها سوى أن تعمل، فى أى شىء تعمل لتسد رمق أولادها وتسد ديون مرض زوجها، ٤٠ عامًا فى طاحونة الحياة تطحنها الدنيا ولا تأن السيدة بل تضحك وتبتسم ولا ينقطع منها الرجاء، تعمل وكأنها تعاند السنين، تزوج البنتين، ويظل ابنها معها تتمنى أن تجد له مسكنًا ليتزوج فيه وتعيش هى معه.
تقول «أم سيد»: «أنا بقالى ٨ سنين شغالة فى مطعم الحاج عاطف فى الزاوية الحمرا، بدأت الشغل فيه واليوم كان بـ١٠ جنيهات، وصل دلوقتى ٥٠ جنيها، والمعاش أول ما قبضته كان ٦٣ جنيها دلوقتى الحمد لله بقى ٦٥٠ جنيها، بس السكن بيلهفه كله، ١٣٠٠ جنيه، كتير برضه عليا، بس هعمل إيه، ربنا ممشيها والحمد لله إنه مدينى العافية علشان ما أحوجش ابنى لحد، لغاية ما ربنا يكرمنى واعمله حتى كشك يقعد فيه وياكل عيش، علشان أموت وأنا مطمنة عليه». وتختتم الأم حديثها: «والله أنا عمرى ما اعترضت على حكم ربنا، ولا حلمت بحاجة غير الستر، وفى عز الأزمة لا زهقت ولا حسيت إن ربنا هيرمينى فى ضيقة، واستحملت المر كله علشان عيالى، والحمد لله حاسة إن ربنا قوانى وعملت اللى عليا، وربنا عنده الخير كله ويعوض صبرى خير، ويفك كرب ابنى، هو عارف أد إيه الضنا غالى.

«الأسطى سمر» أصغر ميكانيكية فى مصر.. آداب إنجليزى
يدفعها الفضول دائمًا إلى الوقوف مع والدها أثناء صيانة سيارته، ولديها الشغف فى معرفة كل ما يختص بأدوات الميكانيكا، لم تخجل من كونها فتاة تستخدم المطارق والمفاتيح، والشحم على وجهها، ولكن كل ما يعنيه هو مساعدة والدها، إنها سمر محمد، فتاة تبلغ من العمر ٢٤ عامًا، من مدينة كفر الزيات، تمتلك إرادة تكمن فى عملها بالمهن الشاقة، رغم أنها حاصلة على مؤهل عالٍ وخريجة آداب إنجليزي؛ فإنها تحدت عادات المجتمع، وأثبتت أن المرأة قادرة على فعل أى شىء، تعلمت صيانة كهرباء السيارات من.
وتختتم: «دلوقتى شغلى بقى بالتليفون، أى حد محتاج حاجة بقوله عليه وبعلمه يعملها إزاي.. الشغلانة دى أنا قادرة عليها لأنها محتاجة تفكير ومخ مش عضلات».

أم كريم
فلاحة إيدها أشد من الفاس 
قصة كفاح فلاحة من الريف المصرى الأصيل تقوم بأعمال الزراعة فى درجات الحرارة المرتفعة فى الحقول والغيطان ورغم مشقة أعمال الزراعة إلا أنها تستمتع بعملها وتبتسم فى مشهد يجسد قصص كفاح الفلاحة المصرية التى تتحدى الصعاب من أجل أبنائها تقضى يومها فى مشقة مابين أعمال الحقل وأعمال المنزل. تقول أم كريم: «منذ طفولتى تعلمت الزراعة والحصاد والفلاحة فى الغيط فيومى يبدأ بتنضيف الدار وبعدين أروح الغيط طول النهار وأرجع المغربية، أجهز العشا لجوزى وللعيال، وأكل الطيور وأعشى البهايم، دول زادنا وزودنا فى تربية العيال، وأنا مبسوطة إنى بساعد جوزى فى مصاريف ولادى اللى فى الجامعة وبوفر عليه أكلنا كله من الغيط والدار». 

«سالى» تتحدى ظروفها ببيع «الساندوتشات» 

عندما تصرخ الأمومة بداخل قلب الأم، يولد التحدى لمواجهة ظروف الحياة، لتلبية احتياجات الصغار، وهو ما حققته سالى محمد، الشابة الثلاثينية، من منطقة جديلة بمحافظة المنصورة، التى لم توفق بحياتها الزوجية، حيث دبت الخلافات بينها وزوجها، فانفصلت عنه، وبعنقها ٣ أطفال، ووجدت نفسها أمام الأمر الواقع، وهو ضرورة الإنفاق على كل احتياجاتهم. 
طرقت «سالى» أبوابا عديدة للعمل، لم يكن العائد المادى الشهرى، يكفى «بامبرز» رضيعها، فقررت خوض التجربة، وإنشاء عمل خاص بها، تجنى منه ربحا يسد حاجتها، بالإضافة إلى حاجة أطفالها لتواجدهم معها، ومن هنا اشتعلت برأسها فكرة «البايك». تقول «سالى» الحاصلة على ليسانس آداب إعلام جامعة المنصورة: «اشتغلت فى أكثر من مكان، مثل سكرتيرة ومعلمة بحضانة، وغيرها من الأعمال، وراتبى كان ألف جنيه، لا يكفى لتربية أولادى، فقررت أستأجر محلا، وهنا قابلتنى مشكلة قيمة الإيجار، التى تبدأ من ٥ آلاف جنيه، فعرضت عليا ابنة خالتى فكرة «البايك»، وبيع الساندوتشات، وبعد دراسة المشروع، بدأت بمشاركة خالى فى رأس المال، وأختى وبنت خالتى، وبدأنا بعشرة آلاف جنيه». وتابعت: «لم يستغرق الأمر كثيرا، افتتحت المشروع يوم وقفة عيد الأضحى الماضى، بعد تجهيز التروسيكل وتقفيله لدى أحد الصنايعية، كى لا يكلفنى مثل البايك الجاهز، واخترت منطقة الكورنيش والجامعة لبيع منتجاتى، وذاع صيتى بين طلبة الجامعة والعائلات بالمنطقة، وحققت أرباحا خلال فترة قصيرة، جعلتنى أكتفى ذاتيا». ما يميز منتجات «سالى» من الكفتة والشيش طاووق والكبدة وبقية ساندوتشات اللحوم الأخرى، أنها لحوم «بلدى» من الجزار، تقوم بطهيها بالمنزل وتحفظها بصندوق بالبايك، أشبه بالثلاجة. لكن ما يهدد مشروعها، أنها تواجه دائما مشكلات مع شرطة المرافق، كل وقت يطالبونها بترك المكان، بعد معرفة الزبائن لها، فضلا عن سحب البايك منها أحيانا، وفى كل مرة تسترجعه تدفع مبلغا كغرامة، إضافة لمبلغ آخر لصيانته، ورغم هذه الصعوبات، إلا أنها تأمل فى تخصيص مكان ثابت لها، بموافقة مجلس المدينة ودفع أجر فى المقابل.


الأسطى «مها».. تدير ورشة حدادة فى الإسكندرية وتحلم بمصنع كبير

«من المطبخ إلى الورشة».. هذا هو ملخص حياة مها صبرى، أو كما تلقب بـ«المرأة الحديدية»، تعمل فى ورشة حدادة خاصة بزوجها، بدأت هذا النشاط بمساعدة زوجها إلى أن تعلمت، أصول المهنة، ووصلت إلى مرحلة الإتقان.
اقتحمت بنت منطقة المنتزه بمحافظة الإسكندرية، مهنة الحدادة، متجاهلة، أنها مهنة للرجال فقط، وتحتاج إلى قوة جسدية، لكن مها الملقبة بـ«المرأة الحديدية»، استطاعت أن تكون زوجة وأمّا لثلاثة أولاد وصنايعية شاطرة، تبدأ يومها منذ السادسة صباحًا، تقوم بإنهاء الأعمال المنزلية، ومع دقات التاسعة تتجه إلى الورشة.
تقول «مها»: «أعمل فى مهنة الحدادة منذ ١٦ عاما، كان لازم أنزل وأساعد زوجى (أبو مصطفى)، الذى علمنى المهنة، وكيفية استخدام جميع الأدوات».
وتابعت: «رغم أن أدوات المهنة صعبة، أخذت وقتا حتى تعلمت والحمد لله، بقص وبجمع وبلحم وأعمل أبواب وشبابيك، وأعرف مقاسات الحديد، وأسماءها وأصنافها، وأصبحت مسئولة عن الحسابات داخل الورشة، وبشتغل على جميع الأجهزة مثل ماكينة اللحام والصاروخ وفرن النار والخرامة». وقالت المرأة الحديدية: «واجهت صعوبات عديدة فى بداية العمل، من استغراب الناس، والصنايعية، ولكن لم أهتم، وكان زوجى يشجعنى للاستمرار فى العمل، وكمان أولادنا بتساعدنا فى الورشة، وجميعنا راضون، وسعداء، ومصرون على تحقيق حلمنا لتصبح الورشة مصنعا كبيرا».
وقال فوزى زوج مها: «أم مصطفى هى التى أحبت الصنعة، وأنا بساعدها بس هى شاطرة جدًا، وأنا بسيب الورشة لفترات طويلة بيكون عندى شغل بره، وطول ما هى موجودة أنا مطمن».