الأربعاء 01 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

ثورات وثورات مضادة وثورات عائدة في فرنسا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
1- اندلعت الاحتجاجات الشعبية فى فرنسا سنة 1789، بسبب أزمة اقتصادية ناجمة عن امتيازات طبقتي النبلاء، ورجال الدين فاضطر الملك البوربونى لويس السادس عشر إلى دعوة الفرنسيين لانتخاب جمعية وطنية جديدة تشاركه فى إدارة البلاد، وهى مكونة من عدد 1201 فرنسى بينهم 591 عضوًا من طبقتى النبلاء ورجال الدين المؤيدين للملك مع 610 أعضاء يمثلون البورجوازيات الكبيرة والمتوسطة والصغيرة التى تعارض الملك.
2- على خلفية استمرار الأزمة الاقتصادية بسبب استمرار امتيازات النبلاء ورجال الدين اصطدم أعضاء الجمعية الوطنية البورجوازيون المنتخبون مع الملك الذى أغلق مقر الجمعية واستدعى الجيش وبعض الأوروبيين بهدف فرض الأمن فى باريس ليسقط عدد من رموز الجمعية الوطنية قتلى فاستدعى أعضاء الجمعية الوطنية ناخبيهم الذين قتلوا مأمور سجن الباستيل ومحافظ باريس ثم استولوا على أملاك طبقتى النبلاء ورجال الدين، وتولت الجمعية الوطنية الإدارة الفعلية لفرنسا على حساب الملك الذى تم تهميشه فأصبح يملك ولا يحكم.
3- فى سنة 1791 وضعت الجمعية الوطنية دستورًا جديدًا للبلاد وأقرته ثم أجبرت الملك المهمش على توقيعه وإصداره وبموجب الدستور تم انتخاب جمعية جديدة من 750 عضوًا اصطدمت بدورها مع الملك رغم تهميشه على خلفية الأوضاع الاقتصادية فقامت الجمعية بإلغاء الملكية، وإعلان الجمهورية الفرنسية الأولى سنة 1792، فقام الأوروبيون بمحاصرة ثم غزو فرنسا ليقاومهم الجمهوريون الفرنسيون بشراسة حتى طردوهم من فرنسا سنة 1795، وأثناء تلك الحروب لمع اسم الضابط الفرنسى نابليون بونابرت وأثنائها أيضًا قام الجمهوريون سنة 1792 بإعدام الملك السابق عزله بعد تهميشه بتهمة تآمره مع الأوروبيين.
4- خلال تلك الحروب أدار الجمهوريون بلدهم عبر لجنة السلامة العامة التى شكلها اليسار الفرنسى ممثلًا فى نادى اليعاقبة تحت رئاسة ماكسميليان روبسبير، وهى اللجنة التى أعدمت حوالى خمسين ألف فرنسى بتهمة العمل ضد الثورة حتى استطاع الجمهوريون اليمينيون فى سنة 1794، الانقلاب على اليعاقبة وحظر ناديهم وإعدام زعيمهم رئيس لجنة السلامة العامة روبسبير، وفى سنة 1795 أقر الجمهوريون اليمينيون دستورًا جديدًا واختاروا باول بارا رئيسًا جديدًا لفرنسا واستعانوا فى كل ذلك بالضابط نابليون بونابرت.
5- فى سنة 1799 نفذ الضابط نابليون بونابرت انقلابًا عسكريًا ناجحًا تولى بموجبه رئاسة فرنسا لمدة خمسة أعوام قبل أن يعيدها إلى الملكية ويعين نفسه إمبراطورًا عليها سنة 1804، فقام الأوروبيون مرة أخرى بمحاصرة وغزو فرنسا حتى وقعت سنة 1814 تحت احتلالهم فخلعوا نابليون عن العرش ونفوه إلى إحدى الجزر الصغيرة فى البحر المتوسط ثم أعادوا الأسرة البوربونية للحكم بتعيين لويس الثامن عشر شقيق لويس السادس عشر ملكًا جديدًا لفرنسا.
6- فى سنة 1815 هرب نابليون بونابرت من منفاه وعاد إلى العاصمة الفرنسية باريس حيث ساعده أنصاره على العودة للحكم مرة أخرى لكنه لم يستمر سوى مائة يوم حيث أرسل الأوروبيون جيوشهم مرة أخرى لخلعه ونفيه إلى إحدى الجزر الصغيرة فى المحيط الأطلسى حيث تم تسميمه بالزرنيخ الذى قتله سنة 1821 بعد أن كان الأوروبيون قد أعادوا الملك البوربونى لويس الثامن عشر لحكم فرنسا.
7- استمر الأوروبيون يدعمون الملك البوربونى لويس الثامن عشر حتى وفاته الطبيعية سنة 1824 ليخلفه شقيقه الأصغر شارل العاشر آخر ملوك الأسرة البوربونية الذى دفع فرنسا نحو دخول مرحلة جديدة من الثورات والثورات المضادة والثورات العائدة استمرت حتى إعلان الجمهورية الثالثة تحت رئاسة الكونت والدوق والمارشال ماك ماهون سنة 1873.