الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

أمين الرافعي.. شرف الكلمة

أمين الرافعي
أمين الرافعي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ولد الكاتب الصحفي أمين الرافعي، الذي تحل ذكرى ميلاده اليوم، في 18 ديسمبر 1886 في حي الخليفة بالقاهرة، إلى أسرة كريمة ترجع بأصولها إلى الخليفة العادل عمر بن الخطاب، وقد هاجر أجداده الأقربون من الشام إلى مصر في السنوات الأولى من حكم محمد علي، واشتغل معظم أفراد هذه الأسرة بالعلم والقضاء.
والده هو الشيخ عبد اللطيف بن مصطفى بن عبد القادر الرافعي الذي كان يعمل في سلك الفتيا والقضاء بعد تخرجه في الأزهر.. ولديه ثلاثة أشقاء منهم المؤرخ الشهير عبد الرحمن الرافعي.
في عام 1905 التحق أمين الرافعي بمدرسة الحقوق الخديوية، وتخرج فيها عام 1909، وطوال سنوات دراسته بالحقوق كان يكتب في جريدة اللواء. نشر قصة كفاح جاريبا لدي الوطني الإيطالي وانضم إلى هيئة تحرير اللواء حتى تم تعطيلها نهائيا في عام 1912، وظل يكتب في جريدة العلم حتى تم تعطيلها نهائيا في 7 نوفمبر عام 1913، ورأس تحرير جريدة الشعب حتى أعلن هو نفسه توقفها عن الصدور في 27 نوفمبر عام 1914 حتى لا ينشر خبر إعلان الحماية البريطانية على مصر الذي لاح وقت ذاك في الأفق، وكان من أوئل المعتقلين لمعارضته فرض الحماية، ومعارضته لمنع عودة الخديو عباس حملي الثاني إلى البلاد 19 ديسمبر عام 1914، وفي مذكراته سجل سعد زغلول أنه تدخل لدى رئيس الورزاء حسين رشدي ولدى السطان حسين كامل للإفراج عن أمين الرافعي وزملائه من الحزب الوطني المعتقلين.
تمتع الرافعي بإنسانية من طراز فريد، جعلته يتخذ مواقف بعيدة كل البعد عن سلوك رؤساء تحرير الآن! ذات مرة لاحظ الإرهاق على محررين بعد متابعة إحدى المحاكمات، بسبب حرارة الجو، فأمر بأن يُعد لهما "ترمس" كبير من الليمون المثلج!
وحينما عانت "الأخبار" من أزمة مادية، امتنع عن تقاضي مرتبه، مؤثرًا صغار الصحفيين على نفسه.
افتتاح صباح كل يوم بتلاوة القرآن من أحد المقرئين، كان تقليدًا أرساه الرافعي في جريدة الأخبار، فهو المتدين الذي تمتع بفهم صحيح للدين، جعله يدافع عن الحريات بقوة.
أراد الصحفي أحمد خيري سعيد أن ينشر مقالًا يهاجم فيه الصحافة الصفراء والمجلات التي تنشر الفضائح، وتضمّن المقال اقتراحًا بتشريع ضد هذا اللون الصحفي، فإذا بالرافعي يرد: "أنسيت أن هؤلاء الصحفيون زملاؤنا، وهل القيود التي تقابل الصحفي قليلة حتى نزيدها قيدًا؟ إن ضرر ما ينشرون أقل من ضرر القيد الجديد الذي تقترحه".
عام 1927 وقع "أمين" فريسة للمرض وهو لا زال في عامه الـ41، نصحه الطبيب بأن يخلد للراحة لكنه لم يستطع، استمر في العمل والكفاح، ليسقط في نهاية العام.
سار في جنازته المشهودة خصومه قبل أصدقائه، فها هو رئيس الوزراء، والوزراء، ورؤساء الأحزاب الذين كان ينتقدهم، وتقدم الدكتور محمد حسين هيكل، خصمه السياسي ليلقي كلمة الصحافة.
لكن الغريب والجديد وقتها هو الجنازات الرمزية التي أقيمت للرافعي في أكثر من بلدة على بر مصر، في مشهد مؤثر وصفه الشاعر خليل مطران بقوله:
"خرجت تشيعه وسار برمزه من فاته التشييع للجثمان
تزجي الصحفي الأمين المجتبى عف الجيوب مطهر الأدران"