الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

المخرج أحمد رجب في حواره لـ "البوابة نيوز": قضية استثمار البشر تشغل العالم أجمع.. الصراعات الشخصية دمرت المسرح.. أطالب وزارة الثقافة بتسويق العروض المسرحية.. أحلم بإخراج مسرحية للأطفال

محرر البوابة يحاور
محرر البوابة يحاور المخرج المسرحي أحمد رجب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تجربة جديدة يقدمها المسرح القومى وهو العرض المسرحى «المعجنة»، بدأت الرحلة منذ عام، عندما تحمس واهتم الفنان يوسف إسماعيل مدير المسرح القومي، لإضافة دماء جديدة وأجيال جادة من شباب المخرجين، واختيار نص «المعجنة» من بين نصوص عدة، والذى يطرح كل الهموم والمشاكل الاجتماعية التى أصبحت واضحة أمام الجميع، فهذه الأسرة استثنائية تحذر وتنذر بخطورة الاستمرار فى هذا النهج، وعدم إدراك أهمية البشر، والاهتمام بهم وعدم الاحتياجات الاجتماعية والصحة والتعليم والأمن والأمان والسلام، فنحن نعمل على تعليم السلام للبشر، وهم لا يرون ولا يحسون بذلك، يرجع ذلك لفكرة عدم التفكير بشكل عملى والاجتهاد والبحث عن تطوير الذات والإدارة بها لتحقيق أهدافهم، وتعود الحكاية مرة أخرى بالأمن، والعلم، وأفراد الشعب.
أخرج أحمد رجب ما يقرب حوالى ٢٥ عرضا مسرحيا من بينها «آنا كريستي» على مسرح الطليعة، «زيت الحيتان»، «ما أجملنا» فى مسرح الشباب، «فى انتظار جودة» على مسرح أوبرا ملك، «كل فى واحد» فى الثقافة الجماهيرية، «ناس فى طيبة» فى مسرح الجامعة، «الحيوانات الزجاجية»، «كدبة وقلبت بجد»، «البلياتشو»، «على اسم صلاح جاهين» بالمسرح القومي، بالإضافة إلى العديد من العروض منتهيا بالمعجنة.
التقت «البوابة» بمخرج العرض أحمد رجب، للحديث عن تجربة «المعجنة» والقضية التى تشغله ورؤيته للمسرح المصرى والمشروع القائم عليه مستقبلا
إلى نص الحوار:

■ ما المقصود بـ «المعجنة»؟
- المعجنة يقصد بها معجنة ثقافية من نوع ما، فيها تضارب الأفكار، فهى مفردة معروفة لدى الأهل فى الريف وخاصة فى حالة تشييد البيت، حينها لا بد من عمل «معجنة» من الطين ممزوجة بالقش والحصى ليصنع منها قوالب الطوب اللبن لاستخدامها فى تشييد بيوت الفلاحين، من هنا يأتى اسم المعجنة، وكأنه يشير إلى لحظة الصفر، التى لا تشبه لحظة الحرب، فهى لحظة البداية لكل فكرة كبيرة يطرحها الإنسان فى إعمار الكون.
■ يبدو أن هناك ثمة إجماع على العناصر الشبابية بالعمل.. لماذا؟
- فى الحقيقة الأمر عندما قرأت هذا النص، كان الفنان يوسف إسماعيل، مدير المسرح القومى حريصا على اختيار أبطال العرض من كبار نجوم الفن كعادة المسرح القومي، ولكن لى تصور آخر فى اختيار العناصر الشابة من فنانى المسرح القومى وفكرة استثمار البشر، لكى نعطى لهم الفرصة والإيمان بهم، وذلك بهدف ضخ دماء جديدة للحركة المسرحية بشكل عام، والاستعانة بالخبرات القديمة أمثال الفنان ناصر شاهين وسط هذه الكوكبة الشبابية، لأن طبيعة طرح العمل فى إطار استعراضى غنائى معتمدا على البطولة الجماعية، لذلك يصعب تواجد بعض النجوم الكبار حرصا على معاناتهم داخل العمل.

■ ما الرسالة التى يحملها العرض؟
- رسالة العرض تنحصر فى أغنية «انت المدد»، للفنان على الحجار، فهى فكرة موازية لعدة أفكار قام بطرحها مؤلف النص فى مسرحيته.
■ ما القضية التى تشغلك وتود العمل عليها خلال الفترة المقبلة؟
- يشغلنى فى الأعمال التى أقدمها التركيز على الذات البشرية فالدفاع عن البشر قضية صعبة للغاية لأننا فى عالمنا العربى ندافع عن المبانى وننسى البشر الذين يقطنون هذ المكان أو المبنى على العكس تماما فى العالم الغربى الذى أصبح يتحدث عن التنمية المستدامة والاستثمار فى البشر، فلماذا لا يدرك الناس أهمية البشر، والهدف منها هو تأهيل هؤلاء الناس لأشياء معينة يحتاجها مجال العمل، وليست مقصورة على استخراج دفعات كثيرة من الجامعات دون تحديد مصائرها، فنحن دائما نضطر أن يقودنا البعض للماضى والعودة للخلف، بفكرة الدفاع عن المباني، والبعد عن المصدر الرئيسى وهو البشر، الذى يمثل الثروة الحقيقة.

■ ماذا عن مشاركة «المعجنة» فى مهرجان المسرح العربى؟
- نحن نشارك فى الدورة الحادية عشرة من المهرجان العربي، ولكن خارج المسابقة الرسمية، والكثير من المسرحيين وغيرهم لا يعرفون ذلك، فهذه الدورة تحتوى على مسارين الأول وهى عروض مشاركة بالمفردات اللغوية على هامش المهرجان فقط، أما المسار الثانى فيضم ٨ عروض داخل التسابق على جائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى للعام ٢٠١٨، مؤكدا أن المسرح القومى تقدم للمسابقة على المسار الثاني، ولا أردك كيف تم تغيير وضع المشاركة ضمن المسار الأول من بين العروض التى خارج التسابق، فهل يحق لهم التدخل فى هذه الشئون! ولكن كنت أفضل الرد بعدم المشاركة وليس التحويل لمسار آخر، ففى النهاية ليس قرارى ولكنه فى يد إدارة المسرح العربي.
■ كيف ترى الحركة المسرحية فى الوقت الراهن؟
- الحركة المسرحية الآن تحمل شقين الأول أن يتحمل المسرحيون ذاتهم فى انشغالهم بالصراعات الشخصية مع بعضهم البعض، وليست صراعات من أجل الحركة المسرحية، وجزء آخر يتحمله المجتمع وهو عدم إدراك هذه الصناعة ذات الخصوصية، التى يتميز بها المجتمع المصرى فى الشرق الأوسط، كصناعة الفن والمسرح بشكل عام، وأعتقد أننا فى أشد الحاجة إلى أن ندرك أهمية هذه الصناعة التى تميزنا وننفرد بها، وعندما نعمل عليها بصدق نحقق نهضة مسرحية فى الشرق الأوسط، فنحن رائدون فى هذا المجال، متمنيا عودة المسرح مرة أخرى فى ذكر التاريخ وعظمته، بالإضافة إلى القوة التى يتمتع بها المصريون، فالعرض يطرح خصوصية المجتمع وثقافته وتقبل الآخر.

■ كيف ترى مبادرة «مسرح المواجهة» الذى أطلقها البيت الفنى للمسرح؟
- جهود الفنان الشاب محمد الشرقاوى تستحق الإشادة، لأنه استطاع الوصول إلى المناطق المهمشة فى محافظات وقرى مصر، فالفن أثبت أنه قادر على المواجهة وتحريك للماء الراقد، أنت مثلا عندما تعلم شابا على العزف من المستحيل أن تجده يحمل سلاحا، لذا يتوجب على وزارة الثقافة التسويق الجيد والإعلان المناسب والدعم الكافى لهؤلاء النجوم الجدد الذين يشكلون مستقبل المسرح المصرى القريب.
■ ماذا عن المشروع الحالى الذى تعمل عليه حاليا؟
- أتمنى العمل على عرض مسرحى للأطفال خلال الفترة المقبلة، لأنه كان بمثابة حلم أسعى كثيرا لتحقيقه.
■ ما الرسالة التى توجهها للمسرحيين الآن؟
-أنقذوا صناعة المسرح ودافعوا عنها كثيرا، فنحن كمسرحيين نبذل قصارى جهدنا، فلو لم يتكاتف هؤلاء المسرحيون، لمواجهة المشكلات وإيجاد الحلول لها، ومحاولة مواجهة أنفسنا من خلال أخطائنا من أجل النهضة بهذه الصناعة، مؤكدا أن العرض الذى يقدم لأول مرة على خشبة المسرح هو بمثابة عيد لكل المسرحيين، فيجب علينا التوجه للمساهمة وتقديم الدعم، والسعى لتدريب جيل جديد من الشباب لاتساع رقعة المهنة وانتشار هذا الفن، لكل محبيه الذين يقدرون قيمته جيدا، مناشدا العالم أجمع بتذوق الفن وممارسته.