الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

سيناريوهات قطر وإيران وتركيا لجمع الإرهابيين بالصومال.. تفاصيل خطة "ثلاثي الشر" الجهنمية لإشعال الشرق الأوسط من القرن الإفريقي.. إحياء القاعدة أولى الخطوات.. وتهريب الدواعش من سوريا يكمل المخطط الرهيب

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يبدو أن مثلث الشر المكون من قطر وإيران وتركيا، لن يتوقف عن محاولات إشعال الأوضاع بمختلف مناطق الشرق الأوسط قريبا.
وما بين يوم وآخر، تتكشف أبعاد مخططات هذه الدول الثلاث، لإعادة إحياء التنظيمات الإرهابية، وبعثها من جديد، في أماكن أخرى من المنطقة، لعلها تحقق ما فشلت فيه عندما تم دعمها بالمال والسلاح والرجال، لهدم استقرار العراق، ومصر، وسوريا.
وعقب انهزام تنظيم داعش الإرهابي في مناطق نفوذه بالعراق، وسوريا، والقضاء عليه تقريبا في سيناء، بات ثلاثي الشر، أمام تحد جديد، وهو جمع شتات هذا التنظيم، عبر تهريب عناصره إلى منطقة جديدة، تعاني فراغا في السلطة وانتشارا للعنف، وتكون في الوقت ذاته قريبة من مسرح العمليات الخاص بهم، وهو الشرق الأوسط.
وبالطبع فإن أكثر ما يتوافر فيه هذه الصفات، هو الصومال، الذي يعاني منذ سنوات طويلة، من حرب أهلية، يذكي نيرانها عناصر تنظيم القاعدة، المتمكن هناك.
وتعتمد خطة ثلاثي الشر القطري، الإيراني، التركي، على تقسيم الأدوار فيما بينهم، لدعم تنظيم القاعدة ماليا، وبالأسلحة، ومده بالهاربين من أتباع داعش، حتى يمكن منح التنظيم مزيدا من القوة، التي تمكنه من مد نفوذه إلى خارج القرن الإفريقي، وتهديد استقرار دول المنطقة، لتحقيق الأهداف التي تعمل عليها الدول الثلاث منذ بداية أزمات الربيع العربي.
وتسعى تركيا إلى إثبات نفوذها وقدرتها على التأثير في قيادات داعش، باعتبارهم ورقة رابحة لها، تفاوض بها العالم، على موطئ قدم في سوريا، يقوض جهود الأكراد للحصول على أي مكاسب تهدد أمن أنقرة، فيما تتحالف إيران مع هذه الأفكار، باعتبارها تصب في صالح زيادة نفوذ المحور الشيعي في المنطقة، وذلك في الوقت الذي يبحث فيه القابع في الدوحة عن مكانة مزيفة، عبر تمويل مشروعات طهران وأنقرة، نكاية في رباعي المقاطعة العربي.
وإذا أضيف إلى المشهد، التصريحات الأخيرة، لوزير الخارجية القطري، حول أسباب عدم مشاركة أمير قطر تميم بن حمد في اجتماعات مجلس التعاون الخليجي الأخيرة، رغم توجيه الدعوة له من الرياض، ستبدو الصورة أكثر وضوحا، لا سيما وأن الوزير القطري، أكد أن عدم مشاركة أميره في القمة الخليجية، عائد لما وصفه بعدم وجود تقدم على سبيل حل الأزمة، رغم الوساطة الكويتية.
وفي الوقت الذي أغفل فيه الوزير القطري كالمعتاد، مسئولية بلاده عن عدم مراوحة الأزمة لمكانها، فإن تصريحاته تنم عن رغبة دفينة في إجبار الرباعي العربي على التراجع، وعدم تقديم الدوحة لأي تنازلات، وهو الأمر المدعوم من إيران، وتركيا، ويوضح بالتالي الغرض الرئيس من وراء أطماع هذا الثلاثي في الصومال والقرن الإفريقي بشكل عام. 
ويعلق محسن عثمان، الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، على الطرح السابق، مؤكدا أن سيناريوهات ثلاثي الشر، تعتمد على البناء فوق ما هو قائم في الصومال فعليا، واستغلال النفوذ القاعدي هناك، وزيادته بالتمويل اللوجيستي والأسلحة، بشكل يمكنه من تجاوز حدود القرن الإفريقي، وتهديد دول الشرق الأوسط، بحيث يمتلك الثلاثي، فرصا جديدة للتفاوض على أزمات الشرق الأوسط، سواء في سوريا، أو اليمن، أو حتى في لبنان وليبيا.
وأضاف لـ"البوابة نيوز"، أن ثلاثي الشر، يهدف حاليا، إلى إذكاء نيران الصراع بين الأقاليم الصومالية، لضمان استمرار القتال بينهم، الذي يعيد البلاد إلى بداية الصراع من جديد، ويجعل فكرة التقسيم مطروحة على الأرض، وقابلة للتنفيذ، بشكل يخلق المزيد من الفراغ الأمني، والسياسي، الأمر الذي يسمح بوجود أرض خصبة لاستقبال مقاتلي داعش الفارين من الهزائم في الشرق الأوسط. 
وأشار "عثمان" إلى أن الدول الثلاث تسابق الزمن، لتضمن ملء فراغ انسحاب قوات الاتحاد الإفريقي من الصومال، المنتظر خلال الأشهر المقبلة، بقوات موالية لها، قوامها مرتزقة داعش، وهو ما يمثل بديلا مهما ينقذ القاعدة، بعد هزيمة جماعة الشباب، وتحولها إلى كيان منبوذ لدى الصوماليين. 
وكان الاتحاد الإفريقي، قرر في عام 2016، البدء في عملية خفض تدريجي لقوات حفظ السلام الإفريقية في الصومال، لينتهي الأمر بانسحاب كامل للقوات البالغ تعدادها 22 ألف جندي، بحلول نهاية عام 2020، وتسليم المسؤولية الأمنية، للأمن الوطني والجيش الصوماليين، وهو ما يحاول ثلاثي الشر استغلاله بقوة، وإيجاد مكانة عسكرية لهم، قبل هذا التاريخ.
ووصف قطر بأنها الراعي الرسمي للإرهاب في الشرق الأوسط، والقرن الإفريقي، نكاية في الدول العربية، مشيرا إلى أن الدوحة تحاول بكل قوة هدم النتائج الإيجابية، للدور الإماراتي في دعم السلام بالصومال. 
وأوضح أن الإمارات أنشأت مدارس ومستشفيات، ضمن خطط طموحة لإعادة بناء الصومال من طرق وكباري ومساكن للإيواء، وهو ما تسعى قطر لهدمه بالكليةـ حتى تبقى قادرة على فرض سيطرتها داخل الصومال.
وأشار إلى أن قطر حاولت استقطاب رئيس الوزراء الصومالي عبد الله فورماجيو، وهو ما بدا واضحا في قراره باستيقاف الطائرة الإماراتية المدنية، التي تقل أطباء ومدرسين، والاستيلاء على رواتب الاطباء التي كانت تحملها الطائرة.
ولفت عثمان إلى أن سيطرة ثلاثي الشر على القرن الإفريقي، يعني تهديد الملاحة في مضيق باب المندب، وسهولة غلق البحر الأحمر، وبالتالي منع الحركة في قناة السويس، وتهديد مسارات ناقلات البترول من وإلى أي مكان في العالم.
وأشار إلى أن هذا الكارت، تهدف منه إيران، إلى منح الموقف الحوثي، المنهار في اليمن قوة، تحييه من جديد، أو على الأقل تضمن له التفاوض من مركز قوة، كما أن سيطرة الثلاثي على هذه المنطقة، يعني وقوع خليج عدن في قبضتهم، مما يصعب وصول المساعدات الإنسانية إلى الشعب اليمني، ويعرقل أي محاولات لإعادة الإعمار، لا ترضى عنها إيران. 
ونبه عثمان إلى أنه لا يجب إغفال المكاسب الاقتصادية، التي يمكن أن يحققها الثلاثي من السيطرة على موارد الصومال، وهو ما يعوضهم عن الخسائر، والتكاليف الباهظة التي يدفعونها في الحرب الدائرة بسوريا، وفي محاولة تقليل آثار المقاطعة العربية لقطر.