الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

سياسات الملالي.. السجل الأسود للتدخلات الإيرانية في شئون الدول .. المخططات الاستعمارية تتسبب في الخراب والدمار

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعرف عن ايران بأنها دولة ذات ميول استعمارية، فسياستها تقوم منذ اندلاع ما يسمى بالثورة الإسلامية التي وقعت في عام 1979 على محاولة التشعب داخل الشرق الأوسط والدول العربية، والتدخل في سياساتها عن طريق أذرعها الإرهابية.
هذا الأمر أكدته الأحداث الظاهرة للعالم بأسره في دول مثل اليمن وسوريا والعراق وغيرها من الدول التي تحاول إيران أن يكون لها وجودًا بها.
وأكد هذا الأمر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذي قال: إن إيران دولة إرهابية إن لم تكن أكثر الدول إرهابا في العالم بأسره، وهو ما أكده وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، حيث قال: إن إيران أكبر دولة راعية للإرهاب على مستوى العالم.

سياسة إيران الخارجية.. رؤية سريعة
كان لابد من الدول المحيطة بإيران وخاصة بالشرق الأوسط معرفة ما يدور في العقول السياسية الإيرانية، ولهذا فقد أصدر الكونجرس الأمريكي تقريرا شاملا عن السياسة الخارجية الإيرانية في الشرق الأوسط، للتعرف على تفكير النظام الإيراني بقيادة آية الله علي خامنئي، والرئيس الأيراني، حسن روحاني.
تقرير الكونجرس الذي أصدره العام الماضي، بدأ بإلقاء نظرة سريعة على الأدوات التي تستخدمها إيران لتطبيق سياستها في التعامل مع دول العالم بشكل عام ودول الشرق الأوسط بشكل خاص، وهذا عن طريق الدبلوماسية والأموال والأسلحة والقوات، ومن أبرز الأذرع التي تستخدمها ايران في هذا الأمر هو "الحرس الثوري الإيراني".
التقرير الأمريكي سرد علاقة إيران مع عدد من الدول في الشرق الأوسط في ظل الصراعات التي تدور في تلك الأيام، مثل علاقة إيران بسوريا والعراق، خاصة في تلك الفترة التي تشوبها الصراعات والحروب وظهور تنظيمات إرهابية مثل تنظيم "داعش".
ورصد تقرير الكونجرس الأمريكي علاقات إيران بعدد من الدول والبداية كانت من السعودية، فان بعض تصرفات إيران في الماضي، خلقت بعض من الصدامات بين البلدين.

رأي الدول العربية في مشروع إيران التشعبي
وترى السعودية ان ايران لها دور في الاضطرابات التي تحدث في الشرق الأوسط، ويحاول بعض الوسطاء تقريب وجهات النظر ولكن ومنذ حادثة 2015 وأزمة الحج بين البلدين، والعلاقات ما زالت مضطربة حتى الآن.
ولا تختلف سياسة الإمارات مع إيران بشكل كبير، حيث إنها تتبع سياسة مماثلة كالتي تتبعها السعودية مع الإيرانيين.
ومن الإمارات للبحرين، هناك أكثر من 60 % من السكان من الشيعة، فالشيعة في البحرين من أصل إيراني.
وفي البحرين اتهمت المملكة إيران رسميا في عام 2011، بدعم الفصائل المتطرفة الشيعية في احتجاجات هذا البلد.
ومن البحرين لسوريا والعراق، وهما البلدين المفضلين لإيران؛ حيث تدعم حكومة ونظام الرئيس السوري، بشار الأسد في سوريا والنظام الشيعي العراق.

استغلال الفرص ومحاولة الهيمنة
وأعطى التدخل العسكري الأمريكي في العراق في عام 2003 والإطاحة بنظام صدام حسين إلى دعم مصالح السياسة الخارجية الإيرانية في العراق، فتدخل أمريكا في العراق ادى الى إمكانية تشكيل حكومة يقودها الشيعة في البلاد، وحدث هذا الأمر بالفعل عندما تولى نوري المالكي، رئاسة الوزراء العراقية، بجانب دعم ايران قوات البيشمركة الكردستانية ضد داعش وبالإضافة إلى ذلك، تدعم إيران ميليشيا شيعية رئيسية في العراق، مثل "عصائب أهل الحق"، و"كتائب حزب الله في العراق" وفيلق بدر" و"جيش المهدي التابع لمقتدى الصدر والذي غير اسمه في عام 2014 إلى كتائب السلام.
أما في سوريا، وأستنادا إلى تقرير الكونجرس وتقرير مجلة "فورين بوليسي" الأمريكي، تدعم إيران الرئيس السوري، بشار الأسد، وهناك سببان رئيسيان يفسران دعم إيران للأسد، أولا، نظام بشار الأسد، قريب للحكومة الإيرانية في المنطقة، وثانيا، تعتبر سوريا طريق تمرير رئيسي للاسلحة لحزب الله اللبناني في سوريا، وتعتبر إيران حزب الله في لبنان ورقة ضغط ضد إسرائيل في إطار أهدافها الإقليمية.
هذا الدعم يشمل ذلك تقديم الدعم من المواد والمعدات، بما في ذلك الأموال والأسلحة للنظام السوري، وارسال المستشارين العسكريين من الحرس الثوري الإيراني جنبا إلى جنب مع القوات الموالية لبشار الأسد.
أما في اليمن، تعمل إيران على تفكيك البلاد، والدليل في ديسمبر 2014، ما قاله مسئول إيراني رفيع في مقابلة أن مئات من فيلق القدس التابع للحرس الثوري قام بتدريب الحوثيين في اليمن.
وأكد العديد من المراقبين أن النفوذ الإيراني في اليمن كان قليلا بالنسبة للعراق وسوريا، وكان محدودا للغاية.

أذرع إرهابية مدعومة من خامنئي
وتمتلك إيران ذراعًا رئيسيًا تحت اسم فيلق القدس التابع للحرس الثوري، وهو مسئول على العمليات الإرهابية الخارجية، وله الدور الرئيسي في إنشاء الأذرع الخارجية لإيران والمكونة من ميليشيات محلية في عدد من دول المنطقة.
وترتكز هذه الميليشيات على الطائفية المذهبية كنقطة ارتكاز لكل تحركاتها من أجل حشد الأقليات لتنفيذ المشروع الإيراني في الإقليم.
وهناك عدد من الأذرع الارهابية التي تدعمها إيران بشكل مباشر في الشرق الأوسط، لتنفيذ مخططاتها الخبيثة داخل عدد من الدول.
أولا حزب الله اللبناني، حيث أسست إيران ميليشيا حزب الله في لبنان عام 1982، ليصبح الوكيل العسكري الأبرز لها في منطقة الشرق الأوسط، وبالإضافة إلى سيطرة الميليشيا على القرار اللبناني بتهديد السلاح، فإنها تورطت في أعمال إرهابية في لبنان والعديد من الدول.
وقدم الحزب أوراق الاعتماد الإرهابي فور تأسيسه عبر تورطه في خطف 96 أجنبيا في لبنان عام 1982، من بينهم 25 أمريكيا، فيما عرف بأزمة الرهائن التي ظلت 10 سنوات.
ونفذت الميليشيا الإرهابية تفجير السفارة الأمريكية في بيروت في أبريل عام 1983، مما تسبب بمقتل 63 شخصًا في السفارة، وفي ذات العام، شن الحزب هجمات منسقة على السفارتين الأمريكية والفرنسية في الكويت إلى جانب مصفاة للنفط وحي سكني، مما أسفر عن مقتل 5 أشخاص.
ويرتبط حزب الله بشكل مباشر بتفجير الخبر عام 1996 في المملكة العربية السعودية عبر تأسيس ودعم ما يعرف بـ"حزب الله - الحجاز" الذي فجر أبراج سكنية، مما أسفر عن مقتل 120 شخصًا، من بينهم 19 أمريكيا.
وفي عام 1988، اختطفت ميليشيا حزب الله طائرة مدنية متجهة إلى الكويت، للمطالبة بإطلاق سراح متهمين في تفجيرات البنية التحتية بالكويت.
وإلى جانب ذلك، شارك حزب الله في تدريب ميليشيات في دول أخرى، كما أطل بدور كبير في الحرب السورية عبر نشر مسلحيه لصالح قوات النظام السوري، بينما قدم دعما مباشرا لميليشيات الحوثي الإيرانية في اليمن.

يليه عصائب أهل الحق، حيث تأسست الميليشيا عام 2006، بدعم إيراني مباشر، وقد انشقت عن ميليشيا جيش المهدي التابعة للزعيم الديني مقتدى الصدر، وباتت العصائب أحد المكونات الرئيسية في الحشد الشعبي الذي شكل عام 2014 بدعوى مواجهة تنظيم داعش، لكنه ارتكب العديد من الجرائم الطائفية بحق العراقيين. وتشارك الميليشيا أيضا مع الأذرع الإيرانية الأخرى في الحرب السورية.
وجاء أيضًا "الحشد الشعبي" في العراق، ليكون من الميليشيات التي تدعمها إيران؛ حيث تأسس عام 2014 من كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق ومنظمة بدر وقوات الشهيد الصدر، ثم توسع الحشد من المتطوعين الشيعة.
ووضع الحشد هدفا معلنا وهو حماية بغداد والمراقد المقدسة من تنظيم داعش الذي سيطر على الموصل والرمادي والأنبار والفلوجة، لكن الحشد تورط في مجازر ضد المدنيين في المدن ذات الغالبية السنية، وظهرت سريعا بوصلته الطائفية وتعدى المهمة المعلنة إلى أخرى تهدف إلى ترسيخ النفوذ الإيراني الطائفي في العراق.
إلى جانب كل هذا، توجد الميليشيات الإيرانية في سوريا، حيث تمتلك إيران أكثر من 50 ميليشيا مسلحة في سوريا تحت العديد من المسميات ذات البعد الطائفي. 

وإلى جانب الذراع الرئيس حزب الله، شارك في الحرب السورية كتائب منضوية تحت راية الحشد الشعبي العراقي، أبرزها لواء أبو الفضل العباس وكتائب الإمام علي وكتائب حزب الله النجباء" و"كتائب سيد الشهداء" و"حركة الأبدال". 
ويضاف إلى ذلك ميليشيا تدعى "الفاطميون" من أفغانستان و"الزينبيون" من باكستان.
ومن أبرز الميلشيات والتي تعتبر أخطرها لإيران هي ميليشيا الحوثي، والتي تأسست الميليشيا تحت اسم "جماعة انصار الله" عام 1992، وبدأت نشاطا عسكريا مسلحا منذ عام 2004 بالدخول في 6 حروب ضد الجيش اليمني حتى عام 2010.
ووجدت إيران في الحوثيين منذ زمن بعيد أداة قوية لتنفيذ مشروعها في اليمن، فأمدتهم بالسلاح، حتى استطاعوا استغلال الوضع الأمني الهش عام 2014، ونفذوا انقلابا على السلطة الشرعية المنتخبة، لتدخل البلاد في دوامة من العنف.
وبطلب من الحكومة اليمنية، انطلقت عمليات قوات تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية في أبريل عام 2015 من أجل دحر التمرد، بعدما استنفذت المساعي السياسية.
كما توجد عدد من الميليشيات في البحرين وأبرزها، سرايا المختار، والتي تأسست أواخر عام 2011، واعتمدت على أسلوب حرب العصابات والهجمات الخاطفة والتفجيرات ضد الأهداف المدنية وقوات الأمن، وأيضًا سرايا الأشتر والتي تأسست في مارس 2012.
وظهرت بعد ذلك الكثير من التنظيمات التي تتخذ أسماء مختلفة، منها سرايا المقاومة الشعبية، وطلائع التغيير، وقد تبنت هذه التنظيمات كل العمليات الإرهابية التي تم تنفيذها في البحرين.