إذا كانت للمطر أهميته البالغة فى حياة البشر، فإن طبيعة حياة أهل البادية تضاعف أهميته، إذ يمثل مصدرًا أساسيًا لحياتهم، رغم كونه يمكن أن يكون أحيانًا مصدر خطر، فيما لو جاء غزيرًا وتحول إلى سيول مدمرة فيهلك الحرث والنسل معًا، إلا أن ذلك نادرًا ما يحدث فى محافظة مطروح خاصة فى بدايتها، حيث يستقبل الأهالى صغارًا وكبارًا، الأمطار بفرحة غامرة.
والأسباب متعددة فجزء كبير من المحصولات الزراعية التى يقوم أهل البادية بزراعتها تعتمد على مياه الأمطار، ومن ثم فهى عنصر أساسى يساعد أهل البادية على ممارسة نشاطهم الاقتصادى الرئيسى سواء الزراعة أو الرعي، لذلك وينتظر أهل البادية فى قرى ونجوع الصحراء هطول الأمطار، لتملأ الآبار والخزانات التى تعد مصدر الحياه فى تلك المناطق الفقيرة، وعند نزول الغيث تبعث الأرض من مرقدها وتتحول إلى أراضٍ خضراء، مما يبشر بموسم زراعى جيد حال استمرار تساقط الأمطار.
ويذكر أن محافظة مطروح فى العصرين البطلمى والرومانى كانت تعد المنتج الرئيسى للقمح حيث أقيمت فيها الآبار لتخزين مياه الأمطار المتساقطة على المناطق الشمالية من البلاد، لاستخدامها فى زراعة المحاصيل الشتوية، ومنها القمح، الذى حرص أباطرة الإمبراطورية الرومانية على تصديره من مصر إلى روما، حيث كانت مصر آنذاك سلة غلال الإمبراطورية، وحتى الآن تقوم تلك الآبار بدورها فى تنمية الصحراء ويستخدمها البدو فى الزراعة والرعي. مما سبق يتضح أهمية الأمطار لأهل البادية، لذلك دومًا يقوم البدو بأداء صلاة الاستسقاء تضرعًا لله ليرسل عليهم السماء مدرارًا، يحيى بها الأرض ويخرج منها الكلأ والمراعي، وليمكنهم البقاء فى تلك المناطق النائية، حيث يقوم البدو بترتيب أمور حياتهم على كميات الأمطار المتساقطة.
