الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

حد يفهمنا.. «أبوالهول» إدريس العصور

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حد يفهمنا هل إدريس هو أبو الهول الشاهد على عصور الزمان؟؟.. فإدريس هو هرمس الهرامسة أى حكيم الحكماء فهو أول من خط بالقلم وخاط الثياب وقد ذكر على جمعة مفتى مصر السابق وقد تحدث فى أحد برامجه على cbc أن إدريس هو هرمس الهرامسة، وهو مثال للحكمة والعلوم الرياضية والفلكية، وهو«أبوالهول» كما جاء فى كتاب لأحد المؤرخين.
وقد أشار جمعة إلى أن سيدنا إدريس أوحى له الله بمفتاح باب موجود حاليًا، لا يوجد مفتاح له من قِبَل البشر، وهو باب العلاقة بين المسارات المختلفة مثل القمر، والشمس، والنجوم، ودوران الأرض، وما يحدث فى الأرض، قائلًا: «تتألى وتقول على الله غير الحقيقة وتكذب على ربنا ما سوف يحدث لأنه لا يوجد أحد معاه المفتاح بعد سيدنا إدريس». وقد ذكر إدريس فى القرآن بقوله تعالي: 
وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا (56) وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا (57) صدق الله العظيم.
و«أبوالهول» كان سابقا على الأهرامات فى منطقة الجيزة - وهو الرأى الذى يمكن استنتاجه من اللوحة الكبيرة من الحجر الجيرى التى أنشأها أمنحتب الثانى وهو ما ذهب إليه بلينى عالم الطبيعيات الرومانى وكذلك رأى عالم الآثار الألمانى هنرى بروكش والذى بناه على أن خوفو رأى «أبوالهول» وبالتالى فلا بد وأنه كان موجودا قبل عهده وهو رأى عالم الآثار الفرنسى جاستون ماسبيرو أيضا، وفى ظننا أن وجود «أبوالهول» فى هذه المنطقة كان السبب الذى حدا بملوك الدولة القديمة إلى بناء أهراماتهم حوله أو أن صخرة التمثال كانت بمكان آخر وتم جلبها إلى هذا المكان ودليلنا أن أحدا من المؤرخين القدامى أمثال المؤرخ هيرودت (المتوفى سنة 430 قبل الميلاد) وديودور الصقلى اللذين زارا هذه المنطقة لم يشيرا إلى «أبوالهول» مع إفاضتهم فى الحديث عن بناء الأهرامات وهو ما يضعنا أمام عده فرضيات: الأولى أن «أبوالهول» شيد فى مرحلة لاحقة على بناء الأهرام أو أنه أمر واقع وسابق بكثير على شهود بناء الأهرام والتسجيل الكتابى بحيث لا يمكن تتبعه أو الوقوف على شواهد حوله وهى الفرضية التى يدعمها أن تاريخ «أبوالهول» كان مجهولا حتى على ملوك الدولة الحديثة أنفسهم!!! كما أن تعدد مسميات «أبوالهول» دون مسمى محدد فهو «روتي» رمز الحماية والحراسة فى عصر الدولة القديمة وهو «شسب عنخ» تعنى الصورة الحية نسبة للوحة الحلم السابق ذكرها فى عهد الدولة الوسطى وهو «حور إم أخت» بمعنى حورس (الصقر) فى الأفق فى عهد الدولة الحديثة وهو «حورونا» نسبة إلى الإله الكنعانى «حورونا»، وهو إله الحماية الذى دخل مصر مع الأجانب الذين استوطنوا بجوار «أبوالهول» وهو أيضا بر حول أو بو حول بمعنى مكان أو بيت أو ملاذ حورس ثم انتهاء بـ«أبوالهول» (الفزع) عند العرب يوضح أن ماهية التمثال كانت خافية على مدار التاريخ الفرعونى المدون وما يمكن استخلاصه هو أن «أبوالهول» كان رمزا لشخص كان نقطة الانطلاق نحو التدوين ذاته. والدليل على أن «أبوالهول» كان رمزا لشخص مؤثر فى جميع العصور وليس مجرد صورة لملك معين سواء أكان خفرع أو خوفو من أن الهكسوس المحتلين أنفسهم اتخذوا تماثيل لـ «أبوالهول» مع عدائهم مع مصر الفرعونية فهل كانوا بذلك يخلدون ذكرى خفرع !!! كما أن تماثيل «أبوالهول» منتشرة فى بابل وفينيقيا وآسيا وبلاد اليونان وهو ما نراه على خط متوازٍ مع حركة التنوير التى قام بها النبى إدريس بدءا من بابل مسقط رأسه ومرورا بمصر وأنه أسهم فى تخطيط مئات المدن، وأيضا أكد مفتى الديار المصرية السابق على جمعة أن سيدنا إدريس ذكر فى القرآن الكريم بهذا الاسم وقد ذكر باسم أخنوخ فى التواريخ والإنجيل وينتمى سيدنا إدريس إلى أمة السريان وهى أقدم الأمم والحضارات على وجهه الأرض فقد كانت ملتهم هى الصابئة.
وقد ذكر الدكتور محمد فتحى عبدالعال ماجستير الكيمياء الحيوية ودبلوم دراسات عليا بالمعهد العالى للدراسات الإسلامية أن اسم هذا النبى إدريس يشهد تباينا بين الأديان والحضارات المختلفة إلا أن اتفاقا حول طبيعة الدور المؤثر الذى لعبه عبر التاريخ الإنسانى جعله مخلدا بصرف النظر عن الاسم الحقيقى لهذا النبى الحكيم فهو هرمس الهرامسة وأوزوريس عند قدماء المصريين وأخنوخ فى الإنجيل والتوراة وإدريس عليه السلام فى القرآن الكريم ويعتقد أنه دنانوخ الوارد ذكره فى كتاب الصابئة المقدس وهى ديانة الله الأولى التى أنزلت على نبيه ورسوله آدم ولهم كتابهم المنزل الذى يسمى جنزاربا (أى الكنز العظيم)، ويعتبر النبى «دنانوخ إدريس» رابع أنبياء الصابئة.
كما يذهب البعض إلى كونه إله الحكمة عند المصريين القدماء والذى يسمى بالإله «تحوت» أو«توت» كما ينسب إليه مجموعة من النصوص تسمى متون هرمس وهى تنطق بالوحدانية لله، وتنفى عنه صفة الألوهية وتثبت أن المصريين القدماء عرفوا التوحيد فى العصور الأولى كما ذكر مصطفى محمود فى إحدى حلقات برنامجه العلم والإيمان أن كتاب الموتى يثبت أن المصريين القدماء كانوا موحدين على الملة الإدريسية ولكن السؤال هنا لماذا يعتقد المؤرخون أن «أبوالهول» هو إدريس؟؟ وقد ذكرت فى هذا المقال معظم ما قد قيل عن نبى العلم والحكمة والمعرفة الذي سبق كل العصور وعلاقته بالعلوم الفلكية قبل عصر التكنولوجيا وتطور العلم لأن الله الذى خلق كل شيء هو الذي علمه وأوحى له بكل هذه العلوم.. ومنها علوم الفراعنة التى تعد من الغاز الزمن.. فاهمين ولا محتاجين لحد يفهمنا؟.