الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

في محاضرة بمركز "سلطان بن زايد".. عبدالرحمن نقي: مؤسس الإمارات جعل من التطوع منهجا وثقافة عالمية.. وكان قائدًا استثنائيًا.. والمئوية فرصة عظيمة للاحتفاء بإنجازاته

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استضاف مركز سلطان بن زايد، الإعلامي الإماراتي عبد الرحمن عبدالله نقي البستكي، أمين عام جمعية الصحفيين بالدولة في محاضرة بعنوان "زايد والعمل التطوعي" وذلك في إطار موسمه الثقافي للعام 2018 وبمقر المركز في منطقة البطين بأبوظبي.

وثمن الدكتور عبيد علي راشد المنصوري نائب سمو مدير عام مركز سلطان بن زايد، جهود المراكز الثقافية وحرصه على التعريف بشخصية المؤسس الشيخ زايد، وكل ما يتصل بالوطن.
وقال الإعلامي عبد الرحمن نقي، إن عام زايد ومئوية زايد، شكل فرصة عظيمة للاحتفاء بالوالد المؤسس الشيخ زايد واستذكار قيمة  وأحلامه لتذكير العالم بها، وغرسها في نفوس الصغار. وشدد على أن الشيخ زايد، كان قائدًا استثنائيا وحكيما سيتذكر التاريخ اسمه ودروسه زمنا طويلا.
وأكد أن العمل التطوعي الذي مارسه الشيخ زايد، يمثل بمنهجه الاجتماعي والإنساني سلوكا حضاريا ترتقي به المجتمعات والحضارات منذ قدم الزمان، واصبح يمثل رمزا للتكاتف والتعاون بين أفراد المجتمع ضمن مختلف مؤسساته، حيث ارتبط العمل التطوعي ارتباطا وثيقا بكل معاني الخير والعمل الصالح عند كل المجتمعات البشرية منذ الأزل وذلك باعتباره ممارسة إنسانية.
وتطرق "نقي" إلى نشأة العمل التطوعي محليا وعربيا ودوليا كما تناول مقومات التطوع، وقال: إن المتتبع والملاحظ لعلاقة الشيخ زايد طيب الله ثراه زايد وأهل الإمارات بدينهم في الماضي القريب والبعيد كما في الحاضر السريع التغير والكثير الطفرات إنما يلحظ ذلك النمط الفطري في التطوع ابتغاء الأجر والثواب.
وأضاف أن رعاية الشيخ زايد كانت رعاية الأب لشئون أسرته ومساعدته لجيرانه ووقفته مع أبناء مدينته أو قريته فيما ينفع الصالح العام وإطعامه الجائع، وفزعته وقت الشدائد بل وقتاله لنصرة المظلوم أينما كان على وجه البسيطة، إنما ينطلق أول ما ينطلق من تقوى الله وامتثال أوامره وحبه لأخيه ما يحب لنفسه، مقتبسا قوله رحمه الله: "أعتبر نفسي رب عائلة كبيرة هي الشعب، وأن واجب رب العائلة أن يرعى شئون أفراد عائلته ويعمل على سعادتهم ورفاهيتهم" موضحا أنه من هذه الكلمات الحكيمة للقائد المؤسس الشيخ "زايد بن سلطان آل نهيان"، طيب الله ثراه، فإن واقع التطوع الذي جبل عليه المجتمع الإماراتي هو ثمرة للجهد الطويل في بناء الأسرة.
وذكر ان حقبة القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، اتسمت بحرصه عبر مجالسه المعروفة على ترسيخ قيم التلاحم بين أفراد مجتمعه. وأشار إلى أن مفردة التطوع شكلت حضورًا في مجتمع الإمارات منذ قديم الزمان بأشكال وأنماط عدة، سواء كانت جماعية أو فردية.
وذكر الإعلامي عبد الرحمن نقي، أن دولة الإمارات العربية المتحدة أثبتت أنها دائمًا على أهبة الاستعداد لنجدة الشقيق والتضحية بالنفس والنفيس في سبيل نصرته، كما أكدت قوات الإمارات وجودها كقوة مؤثرة وفاعلة، وكانت فزعة وتطوع دولة الإمارات العربية المتحدة ومشاركة قواتنا المسلحة في تحرير الكويت، عام 1990م، هي ثانية مهماتها الخارجية خارج الحدود، مستعرضا في هذا المجال مشاركة أبناء الإمارات عربيا ودوليا في حملات تطوع ونصرة للمظلوم وإغاثة الملهوف ودعما للشقيق والصديق.

وأوضح أن الإمارات ومنذ تأسيس الدولة عام 1971، استطاعت أن تقوم بدور رائد في تعزيز التضامن الإنساني التطوعي، وتبوأت مكانة متقدمة ضمن منظومة القوى الخيِّرة في العالم، وأصبحت عنصرًا فاعلًا في جهود المواجهة الدولية للتحدّيات الإنسانية.
وبلغت قيمة المساعدات التنموية والإنسانية والخيرية التي قدمتها دولة الإمارات منذ تأسيسها وحتى نهاية عام ٢٠١٦ - (173) مليار درهم، توزعت على 21 قطاعًا، واستفادت 178 دولة من تلك المساعدات..وتحدث في هذا الصدد عن دور صندوق أبوظبي للتنمية ليكون عونا للأشقاء والأصدقاء في الإسهام في مشروعات التنمية والنماء لشعوبهم، ومؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية لتكون ذراعًا ممتدة في ساحات العطاء الإنساني في مجالاته جميعها داخل الدولة وخارجها، وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي حيث تمكنت من حجز موقع بارز ومميز للدولة على خريطة العمل الإنساني والإغاثي العالمية، من خلال وجود الهيئة السريع والواعي في المناطق الساخنة، وقدرتها على التعاطي بحكمة واحترافية مع مختلف الكوارث والأزمات، وتقديم العون للفئات الضعيفة والمحتاجة وضحايا الحوادث والصراعات، فكانت بحق سفيرًا لشعب الإمارات في ميدان خدمة البشرية.
واختتم: "لقد نجحت الإمارات العربية المتحدة سنوات من العمل الجاد والاحترافي في بناء سمعة عالمية طيبة في ميدان العطاء الإنساني، وتصدرت قائمة الدول الكبرى صاحبة الإنجازات الملموسة، في التطوع في إغاثة اللاجئين والنازحين وضحايا الحروب والنزاعات والكوارث الطبيعية، فما من نقطة ساخنة في العالم إلا وحطت عليها الطائرات الإماراتية حاملة الغذاء والأدوية ووسائل التدفئة، وانطلقت منها فرق مدربة تشرف على إنشاء العيادات والمدارس والمساكن.
وتابع أنه بدعم من قيادتنا الرشيدة، وصل عدد الجمعيات ذات النفع العام المشهرة بالدولة حتى هذا اليوم 220 جمعية تطوعية وخيرية وفرت لها الدولة دعما إداريا لعمل الجمعيات التطوعية وفق أحكام إدارية، كما وفرت الدولة التربة الخصبة والرصيد الكافي لعمل تلك الجمعيات وتطور مجالاتها، الأمر الذي ساعد كثيرا في استمرار نشاطها وتقدمها.
وفي ختام المحاضرة التي أدارها عبد الرحيم آيت أجرى رئيس قسم الترجمة بالمركز حوارا بين المحاضر والجمهور تمحورت حول العمل التطوعي والشيخ زايد حيث وقف الجميع تقديرا وإجلالا للراحل الكبير وحبه للخير والعون للجميع بروح متسامحة لا تفرق بين عرق أو دين بحيث أصبحت الإمارات بلدا للإنسان والإنسانية.
كما كُرم الدكتور عبيد علي راشد المنصوري المحاضر وعدد من المؤثرين في مجال العمل التطوعي.