الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

مثقفون: خطوة السعودية لإدراج الفلسفة ضمن مناهج التعليم تواكب العصر

وزير التعليم السعودى
وزير التعليم السعودى الدكتور أحمد العيسى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أثار الخبر الذى أعلنه وزير التعليم السعودى الدكتور أحمد العيسى، عن إقرار الحكومة لمادة مبادئ الفلسفة ضمن المقررات الدراسية بالمرحلة الثانوية، ردود فعل مرحبة ومشيدة بالقرار على مستوى المثقفين والمفكرين فى العالم العربي.
وقد شرعت وزارة التعليم فى تنسيق ورشات تدريبية لتعليم المدرسين الكيفية الأفضل لتدريس الفلسفة للطلاب فى المدارس، مستعينة بخبراء وشركات أجنبية بهدف تطوير الخدمات التعليمية، وتناولت الورش كيفية اكتساب مهارات التفكير الفلسفى لدى الطلاب، والتى تتضمن مهارات التفكير الناقد والإبداعي، والتفكير التعاونى والمهارات الاجتماعية، وتنمية مهارات الذكاء العاطفى لدى الطلاب، وتمكينهم من تبرير وجهات نظرهم باستخدام حجج منطقية، وجعلهم أكثر مرونة فى تفكيرهم بما يسهل عليهم فحص وتقبل الأفكار الجديدة والمختلفة.
قال الدكتور شاكر عبدالحميد، وزير الثقافة الأسبق، إن إقرار مادة الفلسفة ضمن مناهج التعليم بالسعودية خطوة موفقة جدًا وصحيحة وصائبة، فهى تمثل نوعًا جديدًا من الانفتاح على العالم.
وأضاف «عبدالحميد»، أن الفلسفة هى محبة الحكمة، والحكمة فى معناها أى المعرفة الإنسانية بشكل عام، لذلك نجد الفلسفة تكسب الطالب ثقافات إنسانية متنوعة يظل فى حاجة إليها.
وتابع: الطالب عندما يعرف أسماء مثل سقرط وأفلاطون مرورا بسارتر والتيارات الفكرية والفلسفية الأساسية تتكون لديه فكرة عن الثقافات الإنسانية عامة، ويكتسب ملكة التفكير النقدي، وهذا هو الأهم، فيدرك الطالب أنه لا حقيقية مطلقة فى حياتنا، هذا باستثناء الحقائق الدينية، أنا أعنى حقائق الوجود والحياة، كما تكسبه فن الحوار والنقاش، فهى ورقة تقدم فى أماكن كثيرة من العالم.
من جانبه قال الناقد الأدبى الدكتور حسين حمودة: إننى أتصور أن هذا القرار بإدراج مادة الفلسفة ضمن المواد التعليمية بالثانوية خطوة على الطريق الصحيح، فالفلسفة فرع من أهم فروع المعرفة الإنسانية.
وأضاف «حمودة»، أن الفلسفة فى جوهرها تتصل بالبحث عن القيم السامية مثل الحق والخير والجمال، وهذه القيم ليست بعيدة عن روح الدين الحقيقية المرتبطة بقيم التسامح والارتقاء.
وتابع: وقد كانت الفلسفة فى تراثنا العربى القديم ركنًا من أركان المعرفة كما كان لفلاسفة العرب والمسلمين القدماء إسهامات كبيرة فى هذا المجال، وأتصور أننا خسرنا الكثير فى فترة من تاريخنا حين ابتعدنا عن روح الفلسفة.
بينما أشادت الكاتبة الدكتورة ماجدة عمارة بذلك القرار معتبرة أنه صائب جدًا.
وأضافت أستاذ الفلسفة، أننى أتمنى أن تدرس الفلسفة لجميع أبنائنا مع بدايات صفوفهم التعليمية، لأن الفلسفة هى قصة توجه العقل الإنسانى نحو العلم والمعرفة بشكل منهجى منظم، وهذا ما أتمنى أن تنشأ عليه عقول الصغار.
وتابعت: إن تكوين العقل العلمى المنضبط بمناهج سليمة هو الذى يعصم الإنسان من الوقوع فى الخطأ، وهو الذى يدعمه، ويعينه على حل مشكلاته، ويصقل قدراته الإبداعية والابتكارية، مما يساعد على إحداث النقلات الكبرى فى مسار الحضارة الإنسانية.