الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

بالصور.. مناقشة ديوان "متاح للمشاهدة" بمكتبة خالد محيي الدين

جانب من الندوة
جانب من الندوة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عقد منتدى المستقبل للفكر والإبداع، ندوته النقدية لمناقشة ديوان "متاح للمشاهدة" للشاعر أسامة الحداد، بمكتبة خالد محيى الدين بحزب التجمع، في أمسية عامرة بالشعر والنقد أدارها الشاعر عاطف عبدالعزيز، وناقش الديوان الناقد الدكتور يسري عبدالله، والشاعر والناقد أمجد ريان.
وبدأ الشاعر عاطف عبدالعزيز تقديمه للندوة بالإشارة إلى خصوصية شعر أسامة الحداد، وبعض ملامح مشروعه الذي يتطور باستمرار، وقدم بعدها الشاعر والناقد الدكتور أمجد ريان مداخلة نقدية عن أهم ملامح المشروع الشعري لدى أسامة الحداد وأشار تحديدا إلى المنحى الكابوسي لديه، وتيمة السخرية في أعماله.
وقال الناقد الدكتور يسري عبدالله، دراسة: إن الشاعر أسامة الحداد يمهد في ديوانه "متاح للمشاهدة" بمقولتين دالتين لفرناندو بيسوا، وجوزيه ساراماجو، وبما يتيح للشاعر حرية الحراك داخل النص عبر تضفير التنويعات السردية المختلفة لمتن الحكاية الشعرية التي تحضر منذ البداية في "أحلام للبيع" ووصولا للنهاية في "خاتمة".
وتابع: يضع الشاعر بين يدي ديوانه أيضا مقطعا من رواية "زجاج مكسور" لآلان مابانكو، حيث يكسر الكاتب الحاجز الوهمي بينه وبين متلقيه، محتفيا بالفوضوي والعشوائي ولأسامة حداد ديوان لافت اسمه "العشوائي"؛ حيث العالم ابن الفوضى التي تستحلب الجمال وتصنعه.
يتشكل الديوان من ثلاثة أقسام مركزية "أحلام للبيع، اعترافات، خاتمة"، تتآزر فيما بينها لتشكل المتن الشعري للديوان، الذي يشغل قسمه "اعترافات" الحيز الكمي الأغلب، لتصبح اعترافات الذات الشاعرة بين استهلال يحوي "أحلام للبيع" و"خاتمة" تغلق القوس ظاهريا، لكن قوس النص يظل مفتوحا دلاليا؛ حيث في العالم الجديد يتحول الناس إلى محض فقرات على اليوتيوب متاحة للمشاهدة، ومن ثم يتجدد الفعل الإنساني الذي يمكن استدعاؤه دائما والذي أصبح غير قابل للموت بل متاح دوما للمشاهدة!.
لا يكتفي أسامة حداد بنسف العلاقات المستقرة وإنما يبحث عن علائق جديدة بين الأشياء "الانتظار ليس قاسيا، والشجر لا يفضل ركوب الطائرات .."، وإن بدت الجمل الشعرية متذرعة بالأسلوب الخبري هنا في محاولة لتمرير المفارقة والتعامل معها باعتيادية وسط عالم أضحت دهشته جزءا من تكوينه المعقد.
يحضر دوستويفسكي في قصيدة "المحاصر" عبر التماس مع عنوان نصه الفذ "الجريمة والعقاب" واللعب معه في فضاء دلالي وسيع.
يؤنسن الشاعر الأشياء في ديوانه، ونرى هذا في قصيدتيه "هل الصيف مجرم حرب"، وقصيدة "اللوحة".
في "خاتمة" يعود العشوائي الذي يسكن الديوان، بروحه النزقة، الوثابة المتمردة، فوضاه الجمالية، يبدأ النص من اكتمال السطر الشعري في مقطع طويل ينفذ منه الشاعر إلى سطور شعرية مرتبة على نحو اعتيادي في القصيدة حتى يختتم نصه بمثل ما ابتدأ به.. سطور شعرية مكتملة على فضاء الصفحة الورقية، وفي هذا تداخل بين البدايات والنهايات، في نص يلح على عنوانه منذ الغلاف وحتى الختام خاصة في جملته الأخيرة التي تجعل متلقيها يقف متأملا أمام هذا العالم الجديد الذي أحال كل شيء إلى فعل متاح للمشاهدة.
يراكم أسامة الحداد مشروعه الشعري على مهل، وتتضح بعض بنيات مركزية في نصوصه، ثمثل قواسم جمالية بينها، والأهم هنا هذا الإصرار على مواصلة المشروع الشعري والانتقال في كل ديوان خطوة جديدة معبرة عن موجة جمالية يقبض عليها الشاعر بحرفية واقتدار، بعد "شرور عادية" و"ألعاب صغيرة" و"أن تكون شبحا" و"ميدان طلعت حرب" و"العشوائي"، وغيرها.
يأتي ديوان الحداد "متاح للمشاهدة" معبرا عن نفس مختلف في القصيدة المصرية والعربية الراهنة.