بدأت أميمة الخميس، الفائزة بجائزة نجيب محفوظ بالجامعة الأمريكية لعام 2018 عن روايتها "مسرى الغرانيق في مدن العقيق" كلمتها مشيدة بالأديب العالمي نجيب محفوظ قائلة "كاتبنا العظيم الذي علمنا سحر الكتابة واقتراف الحكاية".
وشكرت الكاتبة والديها اللذان ساهما بشكل كبير في تشكل وعيها في بداياتها الأولى متذكرة الأمسيات التي كان يقبضها ابيها وامها تحت شجرة ياسمين في الحديقة المنزلية وهما منهمكان في مراجعة كتاب قائلة حيث كان والدي يقرأ وأمي تدون أو أبي يقرأ وأمي تراجع.
واختتمت كلمتها قائلة الرواية هي الصيغة الأكثر نضجا في مسيرة الابداع الإنساني والشكل الأكثر تعقيدا وتركيبا للفنون كلها، واضافت الرواية محاولة استرجاع المادة الأولي للعالم تفتيت المشهد إلى جزيئاته الصغرى ومن ثم رصفها من جديد وفق شروط مستجيبة لمشيئة تتحدي العالم.
وكانت لجنة تحكيم جائزة نجيب محفوظ بالجامعة الأمريكية، والتي تقدر قيمتها عشرة آلاف دولار إضافة إلى ترجمة العمل الفائز إلى اللغة الإنجليزية، قد أعلنت، منذ قليل، فوز الخميس بالجائزة، وقالت في حيثيات منحها إن رواية "مسرى الغرانيق في مدن العقيق" تتناول الزمن الحالي من خلال التاريخ "وتأخذ شكل رحلة من الجزيرة العربية شمالا وغربا إلى الأندلس عبر المدن الكبرى في العالم العربي في القرن الحادي عشر أثناء الحكم العباسي في بغداد؛ الفاطمي في القاهرة والفصائل المقاتلة في الحكم الإسلامي في اسبانيا".
وتابعت اللجنة المكونة من الدكتورة منى طلبة والناقدة الدكتورة شيرين ابو النجا والدكتورة تحية عبد الناصر والمترجم همفري ديفيس "إن لغة أميمة الخميس تتميز بعذوبة، كما تمكنت الكاتبة من الامساك بجوهر التنوع الثقافي والديني في العالم العربي في الفترة من 402 و 405 هجري، وبالنسبة للقارئ العربي تثير الخلافات المطروحة حول مسائل عدة منها قبول ورفض العقلانية الكثير من المألوف في تاريخه".
الرواية تتناول رحلة من بغداد إلى القدس فالقاهرة ثم قيروان فالأندلس، حيث يسافر مزيد الحنفي من وسط جزيرة العرب ليجد نفسه بين ليلة وضحاها مكلّفاً مهمة خطيرة. سبع وصايا كان على مزيد أن ينساها بعد قراءتها ويترك لرحلاته أن تكون تجلّياً لها. لكن شغفه بالكتب ومخالفته بعض الوصايا ختمتا رحلته بنهاية لم يكن يتوقعها.
