الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

أبو الثناء الألوسي.. روح المعاني

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ظهر المفسر والفقيه والقاضي أبو الثناء الألوسي، في العصر المتأخر حيث فترة الركود التي سادت المنطقة العربية بأسرها، إبان الحكم العثماني، فلم يبق بصيص من النور إلا في مراكز تعليمية معينة مثل الأزهر في مصر، وبعض الشخصيات التي حاولت النهوض والتجديد أمثال الشوكاني في اليمن، والمؤرخ عبدالرحمن الجبرتي في مصر، وغيرهما.
الألوسي، الذي تحل ذكرى ميلاده اليوم الثلاثاء، هو محمود شهاب الدين أبو الثناء الحسيني الألوسي، ولد في 11 ديسمبر 1802، ويرجع نسبه إلى مدينة ألوس وهي جزيرة في وسط نهر الفرات في محافظة الأنبار، حيث فر إليها جده من وجه هولاكو عندما هاجم بغداد، ويرجع نسب عائلته إلى أصول علوية، حفظ القرآن الكريم، وتتلمذ على يد مشايخ عصره، وأظهر براعة كبيرة في التحصيل والفهم والاستنباط، فتقلد الإفتاء والقضاء، ثم تم عزله انقطع للعلم والتدريس.
سافر كثيرا ثم عاد إلى بغداد يدون رحلاته ويكمل ما كان قد بدأ به من مصنفاته، وكان خطاطًا بارعًا فظهر ذلك فيما كتبه بخط يده من تدوين كتبه ومؤلفاته، فقد تعلم الخط على يد أحد أشهر الخطاطين في بغداد.
عزل أبو الثناء عن إفتاء بغداد عام 1847، وتم تجريده من أوقاف المدرسة التي يعمل بها، فقد دس له البعض عند الوالي أنه يخطط لفتنة ويتزعمها ويجمع الناس من حوله، وجاء ذلك العزل وقع أبو الثناء فريسة للفقر والجوع، فقد ساءت أحواله وبلغ به العسر حتى باع كتبه وأثاث بيته وعاش بثمنها مدة من الزمن.
كتب العديد من المؤلفات كان منها: روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، نشوة المدام في العودة إلى دار السلام، غرائب الاغتراب، دقائق التفسير، حاشية قطر الندى، شرح سلم المنطق، الأجوبة العراقية، الطراز المذهب في شرح قصيدة الباز الأشهب، النفحات القدسية، المقامات الألوسية.
ويعتبر كتاب "روح المعاني" في تفسير القرآن الكريم من اشهر ما كتب، فقد جمع فيه بين التفسير بالمأثور والتفسير بالرأي، ويشتمل على آراء السلف رواية ودراية، وأقوال الخلف، فجمع خلاصة التفاسير السابقة. وبين فيه المصنف أسباب النزول، والمناسبة بين السور، والمناسبات بين الآيات، وعرض لذكر القراءات، واستشهد بأشعار العرب، والإعراب والنحو، وبين أقوال الفقهاء وأدلتهم في آيات الأحكام، ورجح بينها من دون تعصب لمذهب فقهي معين، فنال بكتابه هذا مكانة كبيرة بين التفاسير التي تعتبر عمادا في دراسة القرآن الكريم ومعرفة أسراره.
وقد توفي في بغداد في 5 ذو القعدة عام 1270هـ/29 يوليو عام 1854م. ودفن في مقبرة الشيخ معروف الكرخي.