الخميس 02 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"البوابة نيوز" تحتفي بـ107 أعوام لـ"النجيب"

نجيب محفوظ
نجيب محفوظ
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ما بين هذه السطور والصرخات الأولى لـ«النجيب» مائة وسبعة أعوام.. سنوات تغيرت فيها أحوال البلاد والعباد، التهمتها عقليته الفذة لتُفرزها أدبًا، جعلك بعد هذه العقود تستطيع تحسس جدران الحارة المصرية، بينما تمتلئ أسماعك بصيحات «الحرافيش» وهم يهتفون «اسم الله عليه»؛ لتخرج منها إلى عالم الحربين العظميين، وما بينهما من سياسة وسلطة التف حولها المنافقون والأفاقون وكارهو الغير.
كانت نظرته تخترق المجتمع حتى أعماق روحه، فيخرج لنا بالكثير من التفاصيل التى شكّلت حياة المجتمع المصرى منذ أواخر القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين، حيث لم يكتفِ «النجيب» بالواقع، بل صحبنا إلى عالم «الدراويش» ولغتهم الغامضة، التى ما انفك قارئه يحاول فك طلاسمها الغامضة أملًا فى أن تكون حاملة نظرة إلى المستقبل، تابعناه حتى نهاية حياته، ونحن نتلهف لحلم آخر يُمليه على تلامذته فى فترة النقاهة؛ إذ ربما حملت كلمات الشيح عبد ربه التائه لمحة من الخلاص.
فى ذكراه السابعة بعد المائة التى توافق اليوم 11 ديسمبر، تعود «البوابة» مرة أخرى للبحث فى أوراق العالمى الراحل «نجيب محفوظ»، تجمع أحاديث تلامذته ومحبيه ومريديه؛ وكما تحدثنا عنه وأوراقه وحياته وفتواته وصحفييه وحتى عاهراته، نتناول هذه المرة سنوات من البحث أمضاها الكاتب والناقد مصطفى بيومى عن «المسكوت عنه فى أدب نجيب محفوظ»، فى جولة جديدة فى عوالم أديب نوبل.
يقول مصطفى بيومي، فى مقدمة موسوعته المهمة عن المسكوت عنه فى عالم نجيب محفوظ الروائية، «يمثل نجيب محفوظ قيمة مضيئة فى تاريخ الثقافة المصرية، والعربية والإنسانية، ذلك أنه يقدم نموذجًا فذًا للمثابرة والجدية والدأب من ناحية والتمسك بالتفاعل الإيجابى مع معطيات الواقع الاجتماعى دون إهمال التجديد الفنى من ناحية أخرى».
فى هذا الإطار، وعبر ثلاثة أرباع القرن تقريبًا، منذ أوائل الأربعينيات فى القرن العشرين، تنوعت وتراكمت الدراسات والبحوث النقدية التى تتناول إنتاجه الثري، وينتمى دارسوه والباحثون فى إبداعه إلى مدارس واتجاهات نقدية مختلفة، وأجيال متباينة، وجنسيات شتى؛ لكن المشترك الراسخ بينهم جميعًا هو الإقرار بمكانته السامية وتقدير إنجازه المرموق.
على الرغم من كثافة التناول النقدى للكاتب الكبير، فإن عشرات الجوانب فى عالمه لم تحظ ببعض ما تستحقه من اهتمام وتحليل، ومن هنا تأتى هذه الدراسة التى تضم اثنين وعشرين بابًا، وتتناول بعض المسكوت عنه نقديًا.