الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الفقراء يواصلون رحلة الهروب إلى الآخرة.. انتحار "عبير" تحت عجلات مترو "دار السلام".. والتحريات: خلافات عائلية وراء الحادث

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ويواصل الفقراء رحلة الهروب إلى الآخرة هربا من جحيم واقع يرفضونه، ولا يمكنهم التعايش معه، الضحية الأخيرة.. أم وزوجة شابة فى منتصف العشرينات من عمرها، ألقت بنفسها أمام القطار رقم ٢١٣، أثناء دخوله محطة مترو دار السلام فى اتجاه المرج، فوجئ قائد القطار بما حدث، ولم يتمكن من إيقاف القطار، مما أدى إلى دهس الزوجة الشابة التى لقيت مصرعها على الفور.

وكان مصدر أمنى قد كشف تفاصيل الواقعة، مؤكدا أنه بالاطلاع على كاميرات المراقبة الخاصة بالمحطة، تأكد أن الضحية ألقت بنفسها أسفل عجلات المترو فور قدومه، وأنه تم التوصل لشهود قاموا برؤيتها وهى تقوم بإلقاء نفسها، وجار استدعاءهم لسماع شهادتهم، مشيرا إلى أن سرعة المترو حين قدومه، دفعت بجثة الضحية للجهة الأخرى من الرصيف، مما أسفر عن انشطار جسدها ووفاتها متأثرة بذلك، مشيرا إلى أنه عقب ذلك تم استدعاء رجال الإسعاف، الذين نقلوا جثة الضحية، والاتصال بزوجها الذى حضر للمحطة؛ حيث تم إبلاغه بالحادث.
فيما دلت التحريات الأمنية، أن الضحية كانت تمر بحالة نفسية سيئة بسبب خلافات عائلية، سببها أنها تقيم مع زوجها وأسرته مع أطفالها بشقة صغيرة، وأنها عجزت عن شراء شقة أخري، لذلك أصيبت بحالة نفسية سيئة دفعتها لإلقاء نفسها أسفل عجلات المترو.
من جانبها، أمرت نيابة دار السلام الجزئية، بالتحفظ على كاميرات المراقبة الخاصة بمحطة المترو، واستدعاء شهود الواقعة وأهل الضحية لسماع أقوالهم حول الحادث، وكلفت رجال المباحث بإجراء تحرياتهم حول الحادث.
الحادث أدمى قلوب أهالى حى دار السلام الشعبى، الذى تسكن به الضحية فى شقة متواضعة، مكونة من غرفتين وصالة، تضمها مع أبنائها الثلاثة وحماتها وزوجها و٣ من أشقائه، كلهم يقيمون فى تلك المساحة التى لا تدع فرصة للقاطنين فيها للتنفس، لذلك كان حلم الضحية عبير دوما أن تمتلك يوما شقة ولو بالإيجار تتمتع فيها بخصوصية الإقامة مع زوجها وأبنائها، ولكن الفقر وقف حائلا أمام تحقيق حلمها.. فأقدمت فى النهاية على التخلص من الحياة كلها عجزا أو قهرا أو يأسا.

«البوابة» توجهت إلى المكان؛ حيث التقت جيران الضحية ومنهم «أسامة فتحى- صاحب مقهى»، وجار الضحية عبير، فقال: «أعرف عبير وزوجها منذ جاءوا للحى قبل ٧ سنوات من منطقة «الدويقة» بمنشأة ناصر، وساعدتهم فى الحصول على تلك الشقة بالإيجار، وهى شقة صغيرة مكونة من غرفتين وصالة وحمام ومطبخ، وتقع بالطابق الحادى عشر من العقار المجاور للمقهى، مشيرا إلى أن عمر الضحية ٢٦ عاما فقط، وأنه كانت لديها ٣ أطفال ولدان وبنت، أكبرهم اسمه «على»، الذى لا يزال بمرحلة الحضانة، مشيرا إلى أنه كان يراها يوميا وهى تقوم بتوصيل طفلها للحضانة، مضيفا أنها كانت تتميز بالهدوء ولم تتشاجر مطلقا منذ جاءت للحى مع أى من جيرانها.
ويضيف الشاهد قائلا: «زوج الضحية يدعى «سيد»، ويعمل فى محل يقع أسفل العقار، ومعه وبنفس الشقة أقام أشقاؤه، منهم محمد وهو طالب جامعى، وشقيقتان غيره، وأمه حماة الضحية «عبير»، والأبناء الثلاثة، مما أصابها بحالة نفسية سيئة لرغبتها فى مسكن مستقل وعجزها أمام ظروفهم المادية الصعبة، إضافة إلى وجود خلافات مستمرة لها مع حماتها».
وعن يوم الواقعة يقول: «سمعنا فى حوالى الثانية ظهرا أصوات صرخات فى محطة المترو، فتوجهنا إلى هناك وأخبرنا البعض بانتحار سيدة تحت عجلات المترو، مشيرا إلى أنه توجه إلى مكان الواقعة؛ حيث وجد جسد الضحية مقسوما إلى نصفين، مؤكدا أنها كانت رغم ذلك لا تزال بها الحياة، فاقترب منها ليسمعها، وهى تقول: «خدت نصيبى»، مضيفا أن رجال الإسعاف حينما حضروا لنقلها إلى المستشفى، توفيت فور وصولها، مختتما كلماته قائلا: «الله يرحمها ويصبر أسرتها وزوجها على فراقها».
ويضيف شاهد آخر إلى ما سبق، وهو «عمر على- عامل»، فيقول: «أعرف زوج الضحية عبير وهو إنسان طيب يحبه الجميع فى المنطقة، ولم تكن له مشكلات هو أو زوجته مع أحد، لذلك اعتصر الحزن قلوب أهالى المنطقة كلهم، على عبير الزوجة الشابة التى رحلت فى عمر الشباب، تاركة خلفها ٣ أطفال صغار ليس لهم بعدها إلا المولى سبحانه، وربنا يصبر قلوب أهلها».
وحرر محضر رسمى بالواقعة، وتم التحفظ على جثمان المتوفاة، وأخطرت النيابة لمباشرة التحقيق.