الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

شجون كردية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يبلغ تعداد الشعب الكردى حاليًا حوالى خمسين مليون كردى ينقسمون كغيرهم من الشعوب إلى عدة ثقافات متداخلة فيما بينها، أبرزها الكرمنجى والكلهر واللورى والجورانى، كما ينقسمون كغيرهم من الشعوب إلى عدة ديانات متداخلة فيما بينها، أبرزها الإسلام السنى والإسلام الشيعى والمسيحية واليهودية، وقد شملت الأراضى الكردية فيما شملته على مر التاريخ عدة أقاليم تمتد فوق مساحة جغرافية تبلغ حوالى نصف مليون كيلو متر مربع واقعة بين جنوب شرق تركيا وشمال غرب إيران وشمال العراق وسوريا وصولًا إلى البحر الأبيض المتوسط عبر إقليم الإسكندرون، وهذه الأقاليم هى زيفان وأرضروم وأرزينجان وكيماخ وأربغير وباسنى وديفريقى وحران وجبل سنجار وتل الأصفر وأربيل والسليمانية وسنانداج ورافندز وباش قلعة ووزير قلعة ووان وساسون وأغرى وموش ومرسين وطرسوس وقليقية وأضنة وعنتاب وكلس ومرعش وأورفة وماردين ونصيبين وديار بكر وجزيرة ابن عمر وهاتاى وجبل آرارات وغيرها، وفوق هذه الأراضى ظهرت تاريخيًا أول دولة كردية مستقلة فى منتصف القرن السابع قبل الميلاد وهى إمبراطورية ميديا التى رأسها الإمبراطور فرورتيش مع ولى عهده وخليفته الذى هو ابنه هوخشترا، ثم تعاقبت الممالك الكردية المستقلة عبر التاريخ من مملكة كوردوخ إلى البرزيكانية إلى الشدادية إلى الدوستكية إلى العنازية إلى الأردلانية إلى السورانية إلى البهدينانية إلى البابانية حتى وقعت الدولة الكردية تحت احتلال الدولة العثمانية بقيادة السلطان سليم الأول سنة 1514، ليدخل الأكراد كغيرهم من شعوب المستعمرات دوائر الاضطهاد العرقى الممنهج بما أنتجته لديهم من ردود فعل استقلالية عن مستعمريهم العثمانيين الأتراك رغم استخدامهم على نطاق واسع من قبل مستعمريهم العثمانيين الأتراك لقمع غيرهم من شعوب المستعمرات، وفى سنة 1916 أبرم المستعمرون الجدد فى بريطانيا وفرنسا اتفاقية سايكس بيكو لإعادة توزيع تركة الإمبراطورية العثمانية التى كانت توشك على الانهيار أثناء الحرب العالمية الأولى (1914 - 1918)، حيث شملت الاتفاقية ضمن ما شملته الأراضى الكردية المحتلة التى تم انتزاع بعض أجزائها من الإمبراطورية العثمانية لإعادة توزيعها على إيران والعراق وسوريا وهى الدول التى كان قد تم توزيعها سابقًا بين بريطانيا وفرنسا، وعقب انتهاء الحرب العالمية الأولى بهزيمة الإمبراطورية العثمانية أجبرها البريطانيون والفرنسيون خلال سنتى 1919 و1920 على توقيع عدة معاهدات مهينة لإعلان استسلام المنهزمين مع تسليمهم تركاتهم الاستعمارية السابقة إلى المستعمرين الجدد المنتصرين، مثل معاهدات فرساى وسان جرمان ونوى وتريانون ومعاهدة سيفر التى تم بموجبها نزع جميع الأراضى التى يقطنها غير الأتراك من الإمبراطورية العثمانية المنهزمة لصالح المستعمرين الجدد، إلا أنه مع ظهور الدولة الفاشية العسكرية التركية الجديدة تحت رئاسة مصطفى كمال أتاتورك تمكنت تركيا من تعديل شروط استسلامها لمنتصرى الحرب العالمية الأولى بمعاونة روسيا التى كانت ضمن أولئك المنتصرين عبر معاهدة دولية جديدة هى معاهدة لوزان الموقعة سنة 1923، والتى بموجبها أقرت تركيا بجميع تنازلاتها السابقة عن كل مستعمراتها السابقة فى شرق وجنوب أوروبا وفى الوطن العربى لكنها استعادت بموافقة المنتصرين سيطرتها ونفوذها على معظم الأراضى الكردية، ما ترتب عليه اندلاع عدة احتجاجات كردية كالثورة التى قادها الشيخ سعيد النقشبندى سنة 1925 ثم الثورة التى قادها الجنرال إحسان نورى سنة 1927 ثم الثورة التى قادها سيد رضا بين سنة 1936 و1938، والتى تم قمعها كلها بوحشية بالغة أصبحت هى السمة المميزة للتعامل التركى مع الأكراد حتى اليوم، ورغم تكرار سوابق استخدام الفاشيات العثمانية والتركية المتعاقبة لتوابعها الأكراد على مر التاريخين الأوسط والحديث فى الغالبية العظمى من مذابحها ليس فقط ضد المعارضين الأتراك، لكن أيضًا ضد الاستقلاليين الأرمن والأشوريين والعرب والأجاريج والصرب وغيرهم، فقد انقلبت الفاشية التركية عليهم فى التاريخ المعاصر وأذاقتهم وما زالت تذيقهم مذابحها حتى اليوم ليبحث الأكراد حاليًا بين من ذبحوهم سابقًا لصالح الفاشية التركية عمن ينصرهم فى مواجهة مذابح الفاشية التركية الحالية!