الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

عطية صقر.. شيخ الوسطية

عطية صقر
عطية صقر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"الشيخ صقر كان أحد أهرامات مصر العلمية، فقد كان يجمع بين العلم وحُسن العرض، وانتفاء الكلمة الأنيقة، وطلاقة الحديث، والإحاطة العلمية، ووصفه كذلك بأنه صاحب فكر وسطي لا يخشى في الله لومة لائم" كلمات خلدها الازهري الفقيه الراحل الدكتور محمد رأفت عثمان في وصف الشيخ عطية صقر رئيس لجنة الفتوى الأسبق، الذي رحل عن عالمنا في مثل اليوم 9 ديسمبر لعام 2006. 
ولد الشيخ عطية محمد عطية صقر في 4 من شهر محرم لعام 1333 هـ الموافق 22 نوفمبر 1914، بقرية "بهنباي"، مركز الزقازيق، بمحافظة الشرقية، حفظ القرآن الكريم في عمر التسع سنوات، وجوَّده بالأحكام عند بلوغه العاشرة، والتحق بالمدرسة الأولية بالقرية، ثم بمعهد الزقازيق الديني عام 1928 م، وتخرج في كلية أصول الدين، وحصل منها على الشهادة العالية عام 1941 م، والتحق بتخصص الوعظ، وحصل منه على شهادة العالمية مع إجازة الدعوة والإرشاد عام 1943 م وكان ترتيبه فيهما الأول.
عين بالأوقاف فور تخرجه إمامًا وخطيبًا ومدرسًا، بمسجد عبد الكريم الأحمدي، بباب الشعرية بالقاهرة، في 16 من أغسطس عام 1943م، ونقل إلى مسجد الأربعين البحري بالجيزة (عمار بن ياسر حاليًا) في فبراير عام 1944م، ثم عين واعظًا بالأزهر عام 1945م في طهطا جرجاوية، ثم في السويس، ثم في رأس غارب بالبحر الأحمر، ثم في القاهرة، ورقي إلى مفتش، ثم مراقب عام بالوعظ، حتى أحيل إلى التقاعد في نوفمبر عام 1979 م.
عمل "صقر" في أثناء ذلك مترجمًا للغة الفرنسية بمراقبة البحوث والثقافة بالأزهر عام 1955م، ووكيلًا لإدارة البعوث عام 1969م، ومدرسًا بالقسم العالي للدراسات الإسلامية والعربية بالأزهر، ومديرًا لمكتب شيخ الأزهر عام 1970م، وأمينًا مساعدًا لمجمع البحوث الإسلامية.
وبعد التقاعد عمل مستشارًا لوزير الأوقاف، وعضوًا بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وعضوًا بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، ورئيسًا للجنة الفتوى، وانتخب عضوًا بمجلس الشعب عام 1984م، وعين عضوًا بمجلس الشورى عام 1989م، ومديرًا للمركز الدولي للسُّنَّة والسيرة بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالأوقاف عام 1991 م.
تعاقد مع وزارة الأوقاف بالكويت عام 1972 م لمدة سبع سنوات، وسافر في رحلات إلى إيران، ثم أندونيسيا عام 1971م، وليبيا عام 1972م، والبحرين عام 1976م، والجزائر عام 1977م، كما سافر في مهمة رسمية بعد التقاعد إلى السنغال ونيجيريا وبنين والولايات المتحدة الأمريكية وباكستان وبنغلاديش والعراق، وزار باريس ولندن وماليزيا وبروناي وسنغافورة والاتحاد السوفيتي.
ترك عضو مجمع البحوث الإسلامية، العديد من المؤلفات العلمية منها "الدعوة الإسلامية دعوة علمية، دراسات إسلامية لأهم القضايا المعاصرة، الدين العالمى ومنهج الدعوة إليه، العمل والعمال في نظر الإسلام، الحجاب وعمل المرأة، فن إلقاء الموعظة، والبابية والبهائية تاريخًا ومذهبًا".
نال رئيس لجنة الفتوي الأسبق، جائزة المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1983م، ونوط الامتياز من الطبقة الأولى عام 1989م، وتوفي يوم 9 ديسمبر 2006م عن عمر ناهز الـ 92 عامًا في مركز الطب العالمي بالهايكستب - القاهرة ودفن في قريته بهنباي.
موقفه من الجماعات الإسلامية
رأى الشيخ الراحل أن تمكين المسلمين في الأرض تم وأن ما نجده من جماعات أشبه بفقاقيع، حيث يقول: "ظهرت بعض حركات أشبه بالفقاقيع على سطح الماء، اتخذ فيها الدين ستارًا يختبئ وراءه المغرضون، واستغلتها بعض التجمعات لتحقيق مصالحهم الشخصية، وحمل الغير على حكم غير مقطوع به أو الفتوى بغير علم قد تؤدى إلى الهلاك أو الفساد بوجه عام، والتكبر على الرجوع إلى أهل الاختصاص فى كل شيء غرور لا ينتج إلا الفوضى، وأن العلماء المتخصصين موجودون بكثرة والحمد لله. 
وتابع، أما عن التمكين للمسلمين فقد حدث والحمد لله، وأورث الله المسلمين أرض المشركين فى جزيرة العرب، وأمنهم على دينهم وذلك بفتح مكة التى كانت معقل الشرك، فصارت بلدًا إسلاميًا، وأما التهديد بالميتة الجاهلية لمن ليس فى عنقه بيعة هو لمن تخلف عن الجماعة المبايعة لإمامها وشذ عنها، وشق عصا الطاعة عليها، ولكن من الجماعة؟ هي عامة المسلمين وعلماؤهم الذين يسير الناس على هدايتهم، وليست الجماعة المزعومة التى تدعى أنها هى وحدها على الحق، وغيرها من عامة المسلمين ليسوا منها.