الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

مكافحة الإرهاب مرتكز أساسي للصين لتعزيز علاقاتها مع أفريقيا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تعد مساعي الصين للإسهام فى بناء القدرات الوطنية الدفاعية والأمنية في بلدان أفريقيا امتدادا لعلاقات قوية تربط الجانبين ، وخلال حقبة التحرر الوطنى فى خمسينيات وستينيات القرن الماضى ساندت بكين جهود بلدان افريقيا للتحرر من الاستعمار وساعدت الدول الأفريقية الوليدة آنذاك على بناء جيوش وطنية اعتمادا على السلاح الصينى.
واليوم.. تعمل الصين على تعزيز علاقاتها مع الأفارقة من خلال بناء قدراتهم الوطنية لمواجهة الارهاب فى كافة أرجاء القارة وذلك فى اطار مبادرة الحزام والطريق الصينية، ويشكل مقر الاتحاد الأفريقي فى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا – منظمة الوحدة الأفريقية سابقا – والذى اقامته الصين كهدية لشعوب أفريقيا المتحررة رمزا قويا على عمق التوجه الصينى تجاه أفريقيا.
وتتميز علاقات التعاون الدفاعي والأمني بين الصين وأفريقيا بتكاملها مع مشروعات التصنيع والبنية التحتية والطرق والسكك الحديدية التى تقوم الصين بتنفيذها، حيث تخلق تلك المشروعات باعثا قويا للحكومات الأفريقية لبناء قدرات دفاعية متماسكة تمكنها من الدفاع والمحافظة على المشروعات المنفذة ضد العدائيات الخارجية او الهجمات الارهابية الداخلية.
وشكّل منتدى أفريقيا والصين للأمن والدفاع الذى أقيم فى بكين فى السادس والعشرين من يونيو الماضى منصة انطلاق قوية لتحرك الصين الساعي الى تعميق شراكتها مع أفريقيا على صعيد الدفاع والأمن ومكافحة الإرهاب جنبا إلى جنب مع تحركها لتعزيز الشراكات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية مع بلدان القارة الأفريقية.
وقال يانج ميان، خبير تحليل السياسات فى المعهد الوطنى الصيني للعلاقات والاتصالات الدولية، إن مسئولى الأمن والدفاع فى خمسين دولة شاركت فى منتدى افريقيا والصين للأمن والدفاع ابدوا تطلعا الى الاستعانة بنظم الأمن والتسلح التى تنتجها الصين لمكافحة الإرهاب وحركات التمرد المسلح فى بلدانهم ، وان الصين من جانبها أكدت سعيها الى تلبية احتياجات دول افريقيا على هذا الصعيد وفق اجراءات ميسرة لسداد قيمة مشتريات الأفارقة من نظم الأمن والدفاع التى ستصدرها لهم الصين.
وأشار الخبير الصينى إلى أن منتدى افريقيا والصين للأمن والدفاع هو المنتدى الأول من نوعه فى تاريخ العلاقات الصينية الافريقية وان بكين قد قررت أن يكون انعقاده يتم بصورة منتظمة سنويا ليوضع بذلك على أجندة الفعاليات الدولية الرامية الى تعزيز التعاون مع أفريقيا.
وبحسب البيانات الصادرة عن معهد ستوكهولم الدولى لبحوث السلام، فقد ارتفعت مبيعات الاسلحة الصينية لدول أفريقيا بنسبة 55 فى المائة خلال الفترة من 2013 وحتى 2017 مقارنة بالأعوام الخمسة السابقة ( 2008 – 2012 ) .
وتكتسب هذه الأرقام أهميتها بالنظر الى تراجع واردات أفريقيا من الأسلحة بنسبة 22 فى المائة خلال نفس فترتى المقارنة وبرغم ذلك حافظت الصين على مكانتها فى سوق السلاح الافريقى الذى ارتفعت صادرات السلاح الصينى إليه من 8.6 فى المائة الى 17 فى المائة من إجمالى مشتريات الافارقة من السلاح.
ويشير تقرير مرصد الأمم المتحدة للتسلح التقليدى إلى إبرام الصين صفقات توريد لطرازات متعددة من دبابات القتال الرئيسية والعربات المصفحة لجيوش تنزانيا وتشاد وجامبيا وناميبيا ورواندا وبوروندى وموزمبيق والجابون خلال الأعوام الخمسة الماضية وكذلك باعت الصين طائرات مقاتلة وأخرى تعمل بدون طيار لجيوش نيجيريا وتنزانيا وزامبيا وناميبيا وزيمبابوى وغانا والمغرب والسودان، وكذلك وردت منظومات صاروخية متنوعة ومنصات اطلاقها وبطاريات مدفعية لكل من الكونغو والكاميرون وتنزانيا والنيجر ورواندا .
ويقول خبير التسلح الروسى نيكولاى شيرباكوف ان الصين تسير الآن وفق نهج الاتحاد السوفيتى السابق فى العمل على كسر احتكار الدول الاستعمارية السابقة فى أفريقيا لتوريد السلاح ونظم الأمن الى بلدان القارة، مؤكدا نجاح الصين فى منافسة موردى السلاح التقليديين فى الغرب فى السوق الأفريقي المتسع الذى كان مستعمرات غربية سابقة.
ويرجع الخبير الروسى نجاح الصين فى ذلك الى شروط السداد الميسر التى تمنحها لدول أفريقيا المشترية للسلاح الصينى وعدم ربط الصين لصفقات توريد السلاح للأفارقة بأية شروط سياسية كما لا تتدخل بكين من خلال صفقات بيع السلاح لأفريقيا فى شئون دولهم الداخلية أو سياساتهم الوطنية.
وتشكل حركة "بوكو حرام" فى شمال نيجيريا وأقليم الساحل والصحراء بالإضافة إلى تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الاسلامى اخطر تنظيمين إرهابيين عابرين للحدود فى أفريقيا، ومن هنا يتصدر الحفاظ على أمن الحدود المشتركة ومكافحة تهريب السلاح وانتقال المتشددين عبرها قائمة التحديات الأمنية التى تواجه أجهزة الأمن والدفاع فى افريقيا والذين طلبوا من بكين مساعدتهم بمنظومات تأمين الحدود ومراقبتها.
تجدر الإشارة إلى أن الزوارق الحربية الصينية تعمل جنبا إلى جنب مع البوارج الأمريكية لمكافحة القرصنة البحرية فى منطقة القرن الأفريقى وتتعاون مع الشركاء الدوليين والأفارقة على تعزيز قدرة الأفارقة على مكافحة القرصنة فى البحر والإرهاب على الأرض.