الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

أنفاق "حزب الله" تفجر أزمة في تل أبيب.. المعارضة: نتنياهو يضخم الحدث لأغراض سياسية

حزب الله
حزب الله
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي منتصف الأسبوع الماضى عملية عسكرية لكشف وإحباط أنفاق حفرها «حزب الله» اللبنانى لشن هجمات عبر الحدود من لبنان إلى إسرائيل، وأطلق عليها اسم «درع الشمال»، وأعلن جيش الاحتلال، أنه رصد أنفاقا لحزب الله تسمح بالتسلل من لبنان إلى إسرائيل، وباشر عملية تدميرها.
تسيبى ليفنى
فى أعقاب تقديم الشرطة الإسرائيلية توصياتها بتوجيه لائحة اتهام لبنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، تقدمت المعارضة بطلبات عاجلة بإقالته.
وقالت صحيفة «هآرتس» العبرية، إن زعيمة المعارضة الإسرائيلية، تسيبى ليفني، طالبت بإقالة نتنياهو، بعد تقديم الشرطة الإسرائيلية توصياتها باتهامه، على خلفية قضايا الفساد القابع فيها رئيس الوزراء.
وذكرت الصحيفة العبرية أن تسيبى ليفني، رئيس حزب «المعسكر الصهيوني»، وزعيمة المعارضة الإسرائيلية، طالبت بإقالة فورية لنتنياهو، وإجراء انتخابات مبكرة، سعيا للحصول على حكومة نظيفة من الفساد، على حد تعبيرها.
وكانت الشرطة قد أوصت، فى فبراير الماضي، بتوجيه اتهام لنتنياهو فى قضيتين، وهو مشتبه فى إحداهما بالرشوة، بشأن حصوله على هدايا من رجال أعمال أثرياء، تقول الشرطة إن قيمتها تقارب ٣٠٠ ألف دولار، أما فى الأخرى فتثور مزاعم عن تقديمه عرضا لناشر أوسع الصحف الإسرائيلية انتشارا، بعرقلة توزيع صحيفة منافسة، مقابل تغطية إيجابية.
واقترحت زعيمة المعارضة الإسرائيلية، تقديم خطة جديدة على الفلسطينيين، فى حال فوزها بالانتخابات المقبلة. وقالت، إنه فى حال فاز حزب «المعسكر الصهيوني» (الحزب الذى ترأسه) بالانتخابات المقبلة، فإنه سيجدد المفاوضات مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبومازن).
وأوضحت ليفني، أن خطتها المستقبلية مع الفلسطينيين قائمة على الانفصال عنهم، على أن يكون هذا الأمر ضمن مفاوضات مع أبومازن. وأضافت فى حوار مع الإذاعة العبرية، أن هدفها هو إقامة دولة يهودية ديمقراطية، مضيفة أنها ستهدف إلى إضعاف حركة حماس، كأحد أهدافها المستقبلية.
الجيش الإسرائيلى على حدود لبنان
وقال جوناثان كونريكس، المتحدث باسم جيش الاحتلال، إن تل أبيب على علم بعدد من الأنفاق العابرة إلى إسرائيل من لبنان، معتبرا أن أنشطة حزب الله انتهاك صارخ وفاضح للسلطة الإسرائيلية. وأضاف أن الأنفاق لم تكن بعد صالحة لشن هجمات ولا تشكل «تهديدا فوريا» لسكان شمال إسرائيل.
من جانبه، عقب رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على العملية العسكرية المفاجئة التى يجريها جيش الاحتلال على الحدود الشمالية، وقال «إننا نعمل بحزم ومسئولية على جميع الجبهات فى وقت واحد، وسنستمر فى المزيد من الإجراءات العلنية والسرية لضمان أمن إسرائيل»، مضيفا بحسب موقع «واللا» العبري، أن الجيش أطلق عملية «درع الشمال» لكشف وتحييد أنفاق «الإرهابيين» من لبنان.
وأكد قائلا: «أى شخص يحاول أن يلحق الضرر بدولة إسرائيل سيدفع ثمنا باهظا، علينا أن نعمل بحزم ومسئولية على جميع الجبهات فى وقت واحد».
من جانبه، حذر رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري إسرائيل من التمدد بالحفر داخل الأرض اللبنانية. قائلا «فى أى حال، إذا أراد الإسرائيلى أن يحفر داخل الأراضى التى يحتلها، فليفعل هناك ما يريد وليحفر قدر ما يشاء، أما إذا أراد التمدد بالحفر نحو الأرض اللبنانية فهناك كلام آخر». وتابع أن إسرائيل عجزت عن تقديم دليل واحد على قيام حزب الله بحفر أنفاق عند الحدود معها خلال الاجتماع الثلاثى فى الناقورة.
وعزا «بري» التحركات الإسرائيلية الأخيرة المرتبطة بهذه المسألة إلى أسباب داخلية، معتبرا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، محاصر داخليا ويحاول بذلك التغطية على الوضع الداخلى لديه.
من جهتها اتهمت زعيمة المعارضة الإسرائيلية، تسيبى ليفني، نتنياهو، بالتهويل فى قضية اكتشاف أنفاق لحزب الله شمال إسرائيل لأغراض سياسية. وقالت ليفنى التى كانت وزيرة خارجية خلال حرب ٢٠٠٦ مع حزب الله، للإذاعة الإسرائيلية العامة إنها فى حين تثمن اكتشاف جيش الاحتلال الأنفاق وتدميرها فإنه يجب إبقاء العملية ضمن حجمها الحقيقي.
وأضافت: «نحن لسنا فى وضع يتواجد فيه جنودنا خلف خطوط العدو، نحن نتحدث عن نشاط هندسى على أرض ضمن سيادة دولة إسرائيل»، متهمة نتنياهو بتضخيم حجم الحدث، وقالت إن نتنياهو يسعى إلى جعل الناس ينسون الانتقادات التى وجهها له سكان جنوب إسرائيل الذين اتهموه بأنه فشل فى وقف الهجمات الصاروخية على بلداتهم انطلاقا من قطاع غزة. وتابعت: «هذا هو السبب الذى دفعه إلى تحويل حدث يتصل بالهندسة الدفاعية إلى عملية عسكرية دراماتيكية، تم ذلك لسببين: إما أن رئيس الوزراء يشعر بالهلع، أو أنه يريد أن ينشر الذعر لتبرير تصرفاته، أى تأخير الانتخابات والتخلى عن سكان جنوب إسرائيل».
وذهب بعض المحللين السياسيين إلى أن نتنياهو يسعى من خلال تلك أن يهرب من الأزمات الداخلية الطاحنة التى تحيط به من كل جانب وتهم الفساد التى تلاحقه، بفتح جبهة تصعيد متدحرجة مع حزب الله، فى محاولة منه لإلهاء الوسط الإسرائيلى وإعادة تصدره للمشهد من خلال التصعيد العسكري. حيث يواجه رئيس الوزراء مشكلات قانونية إذ أوصت الشرطة الأحد بتوجيه تهمة الفساد له ولزوجته سارة.
وتحدثت تقارير وتحليلات فى وسائل الإعلام العبرية، عن احتمالات أن يشن نتنياهو عمل عسكرى إسرائيلى ضد «حزب الله» فى لبنان، وربطت بين هذا العمل المحتمل وبين اللقاء بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو فى بروكسيل مساء الإثنين الماضى أى قبيل الإعلان عن إطلاق العملية العسكرية.
وذكرت صحيفة «إسرائيل اليوم» العبرية، أن التطورات المحتملة على صعيد الجبهة الشمالية الإسرائيلية، هى التى دفعت نتنياهو للتوجه إلى بروكسيل، لعقد الاجتماع مع بومبيو، مشيرة إلى أن التقديرات السائدة ترجح أن إسرائيل «ستطلب من الولايات المتحدة الأمريكية غطاء ودعما لعمل عسكرى فى لبنان».
ونوهت الصحيفة إلى التطورات التى شهدتها الأيام الأخيرة فيما يتعلق بمنظمة «حزب الله» اللبنانية وإيران، وذكرت بالفيديو الدعائى الذى نشرته المنظمة قبل أيام معدودة، والذى يهدد إسرائيل باستهداف نقاط حيوية، عارضا صور لتلك النقاط التقطت بالأقمار الاصطناعية وبالإحداثيات الدقيقة لهذه المواقع.
ولفتت إلى أن الفيديو جاء عقب القصف الإسرائيلي، مساء الخميس الماضي، والذى استهدف مواقع إيرانية ومواقع للمنظمة داخل الأراضى السورية، ومن ثم اعتبرت أن التهديد المقبل من «حزب الله» لم يأت فى ملابسات طبيعية، ولكنه يأتى فى ظل تصاعد حدة التوتر، والانطباعات السائدة لدى المنظمة الشيعية، بأن إسرائيل تجهز لعمل عسكرى فى لبنان.
بدورها قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أيضا إن لقاء نتنياهو مع بومبيو فى حد ذاته يعد رسالة تحذيرية أخيرة إلى بيروت، وقال إن الاجتماع يذكر بالرحلة التى قام بها رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت إلى واشنطن، قبيل قصف المفاعل السورى فى دير الزور قبل ١١ عاما.
وأشارت الصحيفة إلى أن الموضوع الرئيسى الذى أراد نتنياهو إيصاله للأمريكيين، هو ملف المنشآت الخاصة بتطوير قدرات الصواريخ الإيرانية لدى «حزب الله» وزيادة دقتها، معتبره أن الأمر يأتى قبيل عمل عسكرى إسرائيلى محتمل، دون أن يستبعد أن يكون الأمر على صلة بالتحقيقات مع نتنياهو فى قضايا الفساد، ومن ثم سيحرص على أن يحصل على مصادقة المجلس الوزارى المصغر للشئون الأمنية السياسية «الكابينيت».
وأكدت الصحيفة أن نتنياهو عرض على بومبيو حقائق من شأنها أن تعزز موقفه بشأن العمل وتدفع الأمريكيين لمنحه الغطاء السياسى ولا سيما التصدى لاحتمالات توجه أطرافا محتملة لمجلس الأمن بطلب إدانة إسرائيل، ومن ثم لم يستبعد أن يؤيد وزير الخارجية الأمريكى موقف نتنياهو، وأن يضع الأمر على طاولة الرئيس دونالد ترامب ومستشار الأمن القومى جون بولتون، مع توصية بدعم إسرائيل على الصعيد الدولي.
صحيفة «جيروزاليم بوست»، قالت إن التصعيد التدريجى بين إسرائيل وإيران عنوانه الأساسى والاستراتيجى اليوم «حزب الله» ولبنان وليس غزة أو «حماس». مشيرة إلى أن الهدوء قد عاد إلى جبهة قطاع غزة، بعد تمديد وقف إطلاق النار برعاية مصر.
وأضافت أن الجبهة الأكثر خطرا وإلحاحا حاليا تعد لبنان و«حزب الله» وترسانته الصاروخية. وتساءلت الصحيفة فهل نحن على شفير حرب أخرى بعد أكثر ١٢ عاما على حرب يوليو ٢٠٠٦؟ وأشارت الصحيفة إلى أن هناك أسبابا ترجح سيناريو الحرب وأخرى تستبعدها.
أما عن السيناريوهات التى ترجح الحرب، فقالت الصحيفة إن حقبة ترامب والنافذة المفتوحة التى يمنحها لإسرائيل وخصوم إيران هى التى قد تدفع تل أبيب باتجاه خوض مواجهة عسكرية مع «حزب الله» فى العام ٢٠١٩ أى قبل ٢٠٢٠ وهو موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية. 
وتابعت «هذه النافذة الأمريكية قد لا تتكرر أمام إسرائيل وتهديد «حزب الله» لن ينحصر بإغلاق نفق هنا، أو ضرب موقع هناك. أسباب الحرب تتضمن أيضا ضخامة ترسانة أسلحة «حزب الله» ودقتها، وتوسعه الإقليمى بشكل بات يقوض سياسة الردع التى خرجت بها حرب ٢٠٠٦ ويفتح إمكانية مواجهة شاملة أبعد من بيروت باتجاه الكسوة والحدود السورية العراقية وقرب الجولان».
وأما عن الأسباب التى ترجح ضبط النفس وتأجيل هكذا مواجهة بسبب ضخامتها والتداعيات غير المحسوبة التى قد تنتج عنها. فقالت الصحيفة «برغم الدعم اللامتناهى لإسرائيل، فحرب مكلفة مع «حزب الله» قد تؤذى الجمهوريين فى الداخل الأمريكية. ومن الواضح أيضا أن واشنطن تفضل سياسة الردع والضغط على إيران وهى أرسلت حاملة الطائرات جون ستينيس إلى مياه الخليج لهذا الهدف».
وأعلن المستشار الأمنى القومى للولايات المتحدة جون بولتون عن تأييده للعملية العسكرية، وقال بولتون عبر تغريدة له فى تويتر: «الولايات المتحدة تؤيد إسرائيل وتدين حزب الله. الولايات المتحدة تؤيد جهود إسرائيل للدفاع عن سيادتها. نحن نطالب حزب الله بالتوقف عن حفر الأنفاق بالمناطق الإسرائيلية والامتناع عن التصعيد والعنف. كما نطالب إيران وعملاءها بإيقاف العدائية والاستفزازات بالمنطقة. هذه النشاطات تشكل تهديدا على إسرائيل وأمن المنطقة».
من جانبه، أعلن أيضا مندوب الولايات المتحدة للشرق الأوسط، جيسون جرينبلات، تأييده لإسرائيل وادانته حزب الله.
موقع «ديبكا» العبري، المقرب من دوائر الاستخبارات، قال إن العملية العسكرية الإسرائيلية «درع الشمال» لها نتائج كارثية على إسرائيل.وأكد الموقع الاستخباراتى الإسرائيلى أنه كما أن العملية الأخيرة على غزة، التى لم تستمر سوى ساعات قليلة، فى الحادى عشر من الشهر الماضي، قد قوت من شوكة حركة «حماس» فى القطاع، فإن عملية «درع الشمال» على «حزب الله» ستقوى ثقة الحزب اللبنانى فى نفسه، وتزيده قوة، وتعزز من ثقته.
وأوضح الموقع العبرى أن نية الجيش الإسرائيلى عدم الانجرار لحرب مع «حزب الله» فى الجبهة الشمالية، وإنما تدمير أنفاق الحزب فقط، وتوجيه رسالة قوية للحزب اللبنانى بأن تل أبيب لن تقبل بناء مثل هذه الأنفاق مرة أخرى.
وأضاف الموقع الإلكترونى الاستخباراتى أن اجتماعات المجلس الوزارى الإسرائيلى المصغر للشئون الأمنية والسياسية (الكابينيت) قررت التوجه نحو جبهة واحدة فقط، إما جبهة «حزب الله» أو جبهة غزة، فقرر بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء، ومعه رئيس هيئة الأركان، الجنرال غادى آيزنكوت، التوجه نحو الشمال مع الحزب اللبناني.
صحيفة «هآرتس» نقلت عن مصادر فى المنظومة الأمنية الإسرائيلية أن حزب الله لن يتسرع فى الرد خلال الفترة القريبة، على حملة «درع الشمال». وذكرت الصحيفة العبرية، أن تقديرات المنظومة الأمنية الإسرائيلية، تشير إلى عدم تسرع حزب الله فى الرد على اكتشاف أنفاقه على الحدود مع إسرائيل. ونقلت الصحيفة العبرية، عن هذه المصادر قولها: «إن هناك احتمالات بأن تؤدى هذه العملية إلى تصاعد الأوضاع على الجبهة الشمالية». ووفقا للمصادر ذاتها، فإن الطرفين ليسا معنيين بخوض حرب فى هذه الفترة، مشيرة إلى احتمالات قيام عناصر حزب الله، باستفزاز الجنود الإسرائيليين خلال الحملة.
فى السياق ذاته، تفاوتت ردود الفعل داخل إسرائيل ما بين مؤيد للعملية ومعارض لها، وذلك فى ضوء الاختلاف حول أولويات الجيش فى المواجهة سواء الحدود الشمالية أو الجنوبية مع قطاع غزة.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن خلافات داخلية دبت داخل الحكومة الإسرائيلية المصغرة حول مواجهة «حزب الله» اللبناني. وأضافت أن ضابطا إسرائيليا رفيع المستوى، عارض القيام بعملية عسكرية موسعة ضد «حزب الله»، وأوضحت القناة العبرية فى تغريدة لها على الصفحة الرسمية على «تويتر»، أن عملية «درع الشمال» لم تحظ بموافقة كاملة من أعضاء الحكومة الإسرائيلية المصغرة للشئون السياسية والأمنية (الكابينيت)، وإنما عارضها ضابط إسرائيلى بارز فى المخابرات العسكرية «أمان»، بدعوى أن الوقت ليس مناسبا للقيام بمثل هذه العملية، فى مقابل الاهتمام بعمليات عسكرية أخرى.
من جانبه اعتبر الوزير تساحى هنجبى فى حديث لإذاعة الجيش أن اجتياح لبنان مجرد هراء لأن التجربة تدلل على أن الحرب مكلفة جدا ولا بد من أخذ تبعاتها بالحسبان.
وردا على سؤال حول التسليم بالتهديد الاستراتيجى فى جنوب لبنان قال هنجبي: «إسرائيل تعيش بسلام مع تهديدات مماثلة فى إيران وسورية ومن قبلها فى العراق ويمكن لها أن تعايش هذه الحالة مع لبنان».
ونقلت صحيفة هآرتس عن مصدر فى الجهاز الأمنى الإسرائيلى تقديره بأن عمليات الجيش الإسرائيلى ضد أنفاق حزب الله لن تؤدى إلى تصعيد، لكن إصابة نشطاء المنظمة أو أنشطتها فى المناطق المتنازع عليها قد تقود إسرائيل إلى حافة الحرب.
كما هاجم مسئول إسرائيلى مطلع على تفاصيل العملية العسكرية آيزنكوت، على خلفية قراره بالقيام بهذه العملية حاليا، وذلك على ضوء حقيقة أنه لم تكن هناك أية حاجة ملحة لتنفيذ هذه العملية فى الوقت الحالي. وتابع مشككا بتوقيتها واعتباراتها أن هذه ليست عملية عسكرية، وإنما «حملة علاقات عامة».
كما قال إن آيزنكوت لم يرغب بإنهاء مهام منصبه (فى منتصف الشهر المقبل) على خلفية تقرير بريك (الذى قال إن الجيش ليس جاهزا للحرب) وأراد نغمة نهائية أخرى. وتابع متسائلا بسخرية «لقد رأيت التضييفات التى وزعوها عند حدود الشمال اليوم. هل هكذا تبدو عملية عسكرية؟
وقال إن آيزنكوت هو الذى دفع باتجاه تنفيذ العملية اليوم، رغم تقديرات ضباط كبار فى الجيش الإسرائيلى بأنه لا مكان لتنفيذها. وكشف عن اعتقاد البعض بأن تنفيذ هذه العملية خطأ لأن بحوزتك معلومات حول الأنفاق وعندما تشن عملية كهذه فإنك تفقد الأفضلية الاستخباراتية التى كانت لديك.
فى المقابل، قال الجنرال بالاحتياط عميرام لفين، قائد سابق للواء الشمال فى الجيش، إن الوقت قد حان لحل المشكلة من جذورها وذلك من خلال عملية واسعة تستهدف لبنان وحزب الله معا.
ويتفق معه رئيس الجناح الأمنى السياسى فى وزارة الأمن سابقا الجنرال بالاحتياط عاموس غلعاد الذى يقول إن صورة إسرائيل التى تنعكس من هذه التطورات خطيرة، وفيها تبدو مرتدعة من مواجهة حزب الله رغم انتهاكه لسيادتها فى حفر الأنفاق العسكرية هذه.
واتفق معه المحلل العسكرى فى القناة العاشرة ألون بن دافيد بقوله إن إسرائيل تكتفى بمعالجة الموضوع هندسيا من الجليل فقط ولا تجرؤ على مهاجمة حزب الله، لافتا إلى أن تسمية ما تقوم به إسرائيل «عملية» جاء ليغطى قصورها بهذا الخصوص.
بدوره أعرب رئيس شعبة الاستخبارات السابق فى الجيش الإسرائيلى «عاموس يدلين»، عن تخوفاته من ردة فعل حزب الله على العملية. مشيرا إلى أن العملية «ضرورية ومهمة لأمن إسرائيل». 
وذكرت القناة العاشرة العبرية أن قوات الأمم المتحدة للسلام (يونيفيل) تجرى اتصالات مع الإسرائيليين واللبنانيين فى ظل العملية العسكرية. ونقلت عن مسئولين كبار فى اليونيفيل قولهم، إنه تجرى الاتصالات مع الجانبين للعمل من أجل الحفاظ على حالة الهدوء والاستقرار على الجبهة مع جنوب لبنان، مشيرة إلى أنه يتم نقل رسائل بين الجانبين بواسطة آلية التنسيق الثلاثى من أجل منع تدهور الأوضاع.