رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

"دراسة الدوافع".. ضرورة لمواجهة انضمام الغربيين للتنظيمات الإرهابية.. مركز بريطاني: 100 شخص يحاول السفر إلى سوريا أو العراق شهريا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يرى باحثون، أن القلق الأوروبي من عودة مقاتلى التنظيمات الإرهابية الأجانب إلى موطنهم الأصلي، لا بد ألا يقف دون دراسة دوافع الانضمام للتنظيم، لمواجهة انضمام مزيد من المقاتلين لصفوف الإرهاب، إذ تخشى الدول من العائدين سواء الرجال الذين تم تدريبهم على الأسلحة، وشاركوا فى خضم المعركة، أو النساء اللاتى أنقدن لوعود التنظيم وشاركن فى تربية الأطفال، أو ممارسة أعمال تنظيمية تابعة له.
وتقول دراسة أعدها «المركز الدولى لدراسة التطرف العنيف»، ومقره لندن، إنه لا بد من دراسة دوافع انضمام الإرهابيين، خاصة النساء إلى «داعش» الإرهابي، كخطوة أساسية فى مواجهة امتداد التنظيم؛ لأنه مع فهم الدوافع يمكن فهم تأثير السياقات الاجتماعية والسياسية والثقافية فى المواقع الجغرافية التى يتم فيها توظيف النساء الغربيات.
وتقول الدراسة التي أجريت وفقًا لمقابلات بحثية مع عدد من العائدات من داعش: «من خلال مقابلاتنا البحثية مع النساء اللواتى نجحن فى العودة، من الواضح أن النساء يواجهن صعوبات أكثر من الرجال الذين يفرون من «داعش»؛ لأنه نادرًا ما يحصلن على الأموال، وغالبًا ما يجب أن يكون لهن كوادر ذكور، ويمكن أن يتعرضن للافتراس الجنسى للمهربين، الذين كانت حاجتهن ضرورية لهم لمساعدتهن على الخروج من أراضى داعش».
وبحسب الدراسة، فإن بعض النساء اللاتى سافرن إلى سوريا والعراق فعلن ذلك مع الأطفال، بينما ذهبت أخريات للبحث عن الزواج، وكانت كلتا الفئتين تحمل أطفالًا داخل «داعش».
ووفقًا لأحد المسئولين العراقيين، فإن من بين ٧٠٠ امرأة من تنظيم داعش محتجزات حاليًّا فى السجون العراقية، كان لدى معظمهن أكثر من ثلاثة أطفال، ومع أخذ مصير هؤلاء النسوة بعين الاعتبار وبدء البعض منهن العودة إلى ديارهن، فمن المهم فهم سبب سفرهن إلى «داعش» فى المقام الأول، بالإضافة إلى تجاربهن داخل المجموعة الإرهابية.
ويقول كاتبا الدراسة: «فى بحثنا الميداني، درسنا مساراتهم فى الإرهاب، وأوجه ضعفهم ودوافعهم للانضمام، وأدوارهم وخبراتهم التى تعيش داخل المجموعة الإرهابية، وأسباب تركهم فى حالات أولئك الذين غادروا، فى حين أن عُشر المقابلات التى أجريناها كانت مع النساء فقط».
وفى جهود تجنيدهم فى جميع أنحاء العالم، دفعت دعاية «داعش» صورًا للذكور، ومحاكاة أبطال ألعابهم وحمايتهم من الإناث، بينما كانت المرأة مثالية كمؤازرة وضحية تحتاج إلى الإنقاذ من قبل رجال «حقيقيين»، خاصة من المجتمعات الغربية المعادية للإسلام، وفقًا للدراسة.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن النساء اللاتى يحملن السلاح ويعملن خارج هذه الأدوار التى حددها الرجال بشكل صارم، استُخدمن لتغذية مفهوم العار والاستياء لعدم وجود الرجال المستعدين للدفاع عنهن؛ ما يجعل من الضرورى للمرأة أن تعمل كرجال.
وبينما ينظر الغرب إلى تنظيم داعش غالبًا على أنه تنظيم شديدة الكراهية للنساء، فقد استهدفت جهات التوظيف التابعة له النساء الغربيات على وجه الخصوص للسفر إلى سوريا والعراق، بلغة عرضت نسخة محافظة من تمكين النساء، إذ يتم تحريرهن من مجتمعات معادية للإسلام وربما تحررن أيضًا من العائلات التى ربما كانت تسيطر بشكل مفرط.
وفى هذا الصدد، قدم «داعش» وعودا متعددة لمجندين محتملين فى دابق – مجلة الدعاية باللغة الإنجليزية - على الإنترنت، بما فى ذلك أنهم سيجدون فى السفر إلى «داعش» فى سوريا والعراق إمكانية الوفاء بواجبهم الديني، ويصبح بناء الدولة تجربة عميقة وسبيلًا للانتماء الهادف ويعيشون مغامرة مثيرة حيث يمكنهم زيادة النفوذ.
وتشير الدراسة إلى أن «داعش» يستغل ذراعه الإعلامية بشكل جيد جدًّا فى نشر الأحداث من مناطق المعارك أثناء حدوثها، وكذلك الهجمات التى قام بها، أو حتى المطالبة بها.
وتقول الدراسة، إنه فى كلِّ الأحوال، من المهم فهم دوافع النساء الغربيات للانضمام إلى تجاربهن داخل المجموعة، فى حين أن هذه ليست سوى لمحة موجزة عن العوامل التحفيزية للنساء الغربيات المنضمات إلى «داعش».
وبالنظر إلى أن تنظيم «داعش» مستمر فى تجنيده، مع وجود ما يقدر بنحو ١٠٠ شخص ما زالوا يحاولون السفر إلى سوريا والعراق كل شهر للانضمام للتنظيم، فمن الواضح أنه يجب تطوير إجراءات وقائية مضادة تستهدف النساء الغربيات، وكذلك الرجال، وفقًا للدراسة.