الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

أزمة فستان رانيا يوسف في المحكمة!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ربما أخطأت الفنانة رانيا يوسف عندما ظهرت أمام عدسات المصورين وشاشات التليفزيون خلال حفل ختام مهرجان القاهرة السينمائى فى دورته الأربعين.
بفستان شفاف يظهر الجزء الأسفل للبطن من الخلف تماما بشكل مثير، الأمر الذى جعل الدنيا تقوم عليها ولا تقعد سواء من قبل نشطاء «الفيس بوك» وتغريدات «تويتر» ومواقع الأخبار و«اليوتيوب» أو من قبل عدد كبير من المحامين فى مصر، من مريدى الشهرة السريعة والدعاية المجانية لهم عندما تقدموا ضدها ببلاغ للنائب العام برقم ١٥٤٤٢، وفيها اتهموها بالفعل العلنى الفاضح والتحريض على الفسق والفجور وإغواء القصر ونشر الرذيلة بالمخالفة للأعراف والتقاليد والقوانين الموجودة بالمجتمع، وأن ما قامت به الفنانة رانيا يعد انتهاكا صارخا للقانون، وإهانة لكل أفراد الشعب المصرى، ولم تكتف رانيا بهذا، بل قوبلت بهجوم من نقابة المهن التمثيلية التى طلبت التحقيق معها فى هذا الأمر الجلل!
ولكن من يخفف من وطأة هذا الأمر أن رانيا يوسف تقدمت باعتذار عقب إصدارها بيانا اعتذرت فيه عن ظهورها بالفستان المثير والكاشف جزءها السفلى تماما! وقالت فى البيان: «احتراما لمشاعر كل أسرة مصرية أغضبها الفستان بأننى قد يكون قد خاننى التقدير»، وهذا الاعتذار يخفف من وطأة الواقعة التى أثارت حفيظة عدد كبير من الناس بعد أن تحول خبر فستان رانيا المثير أهم من المهرجان نفسه، وربما من المهرجانات السابقة دون أن يعلموا أن هناك فنانات أخريات زملاءها ارتدين فساتين عارية وكاشفة للغاية لأجزاء كبيرة من أجسادهن، الأمر الذى جعل البعض يستغل هذه الواقعة لتحقيق شهرة ومكاسب من وراء فستان رانيا التى سوف تكون مادة جذابة للقراء فى الصحف والبث الفضائى، وربما يشغلهم عن قضايا مثيرة مجتمعية، هى الأولى بالاهتمام، تدور فى الأوساط السياسية والاجتماعية والثقافة والفنية..!
ما فعلته رانيا لا يسيء لمصر؛ فمصر مليانة بأكثر عريًا فى المناسبات المختلفة على طريقة رانيا يوسف، ولكن لا أحد يتكلم لأن الكلام لن يكون له معنى ومدلول فى وقت لا تحتاج فيه الحكومات إلى الكلام والثرثرة المعدومة الفايدة!
فستان رانيا يوسف، سوف يجعلها تقف يوم ١٢ يناير المقبل، أمام قضاة محكمة جنح الأزبكية للتحقيق معها فى أسباب ارتدائها للفستان المثير، والذى أغضب وأثار الشهوة الجنسية لدى الشباب العاطل وهم بالملايين، ولم يتزوجوا حتى الآن ربما لعدم وجود فرصة عمل تمكنهم من فتح بيوت مستقلة، وربما بسبب حالة الإحباط وإثارة الشهوات المكبوتة لديهم ولدى الشباب المحبط، والذى استيقظ فجأة بعد مشاهدته فستان رانيا يوسف الذى هز عرش شبابنا ومحامينا ومن والاهم، ومن أجل الحفاظ على قيم المجتمع وتقاليده كان لا بد من الحفاظ على أخلاق الشباب ومحاكمة رانيا على ارتدائها فستانا مثيرا للجدل!
لا أعتقد أن فستان رانيا يوسف هو الذى خلق أزمة كبرى فى مهرجان سينمائى دولى يفترض أن يرتدى فيه نجوم الدولة المضيفة وممثلوها وفنانوها أحدث موضة وأرقاها وأكثرها ذوقا وشياكة وتحررا، كل من وجهة نظره، تتوافق مع الحدث العالمى وحتى تكون مسايرة للحدث نفسه الذى يشاهده معظم دول العالم!
كما أن هناك أمورا أخرى كانت الأجدى أن نتحدث عنها فى هذا المهرجان الفاشل قبل أن يبدأ وينتهى بسبب سوء التنظيم وإخراج حفلات الافتتاح والختام للمهرجان، لم تكن على مستوى الحدث نفسه، كما لم يكن مدير المهرجان السيناريست، لم يكن موفقا فى إدارة المهرجان عندما تحدث عن أفلام لمخرجين يهود من إسرائيل، ولم يتحدث عن دور مصر ثقافيا فى المنطقة! والسؤال الأهم: لماذا وجدنا اهتماما غير مسبوق على السوشيال ميديا بفستان رانيا؟ ونترك الأهم فى حياتنا من استمرار ارتفاع الأسعار وقلة قيمة الجنيه، وازدياد البطالة وأحوال الاقتصاد وعلاقتنا بالدول الأوروبية وأمريكا والصين اقتصاديا، وعن مستوى التعليم المنحدر الذى خلق لنا جيلا يهتم بالتفاهات والسطحيات، مثل فستان رانيا وما أحدثه من انقلاب فى الوسط الفنى فى ختام مهرجان القاهرة!!