الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

اقتصاد

"سيمنس جاميسا" توفر 986 ميجاوات من طاقة الرياح في مصر

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تلعب الطاقة دورًا بالغ الأهمية في حياة البشر، فهي القوى المحركة لكافة الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية في أي دولة، بل أنها تستخدم كمؤشر لتحديد مستوى رفاهية الشعوب، وفي السنوات الأخيرة، ركزت الحكومة المصرية جهودها بشكل مكثف على ملف الطاقة باعتباره من أولويات رؤية مصر التنموية 2030.
وعملت الدولة في هذا الإطار على محورين رئيسيين هما: زيادة معدلات توليد الطاقة من خلال اقامة 3 محطات توليد عملاقة بالتعاون مع شركة سيمنس العالمية، بالإضافة لتطوير شبكة نقل وتوزيع الطاقة في جميع أنحاء البلاد، ما ساهم بشكل رئيسي في سد الفجوة الكبيرة في إنتاج الكهرباء وزيادة قدرات التوليد في مصر بنسبة 40% في أقل من عامين ونصف العام فقط.
أما المحور الثاني الذي ركزت عليه مصر فكان تغيير مزيج الطاقة، ولقد ظلت البلاد تعتمد لعقود طويلة على مصادر الطاقة التقليدية والمتمثلة في المحطات الحرارية، والقائمة على حرق المازوت والفحم والغاز الطبيعي، إلا أن الطفرة الهائلة التي حققتها مصادر الطاقة المتجددة خاصة طاقة الرياح، جعلت من هذا المصدر المستدام أداة فعالة لتغيير مزيج الطاقة بشكل متوازن، خاصة وأن مصر تتمتع بإمكانيات هائلة في هذا المجال.
لقد اعتمدت مصر في تنفيذ خطة إعادة تصميم مزيج الطاقة على عقد شراكات مثمرة مع كبرى الشركات العالمية المتخصصة في توليد طاقة الرياح، وهي شركة سيمنس جاميسا للطاقة المتجددة، خاصة وأنّ مصر تمتلك امكانيات هائلة في توليد طاقة الرياح حيث تُعد واحدة من 15 دولة في العالم تمتلك امكانيات غير محدودة للنمو والتوسع في هذا المجال، حيث من المتوقع أن تصل قدرات التوليد الاجمالية لمصر من طاقة الرياح إلى 6500 ميجاوات بحلول عام 2026.
ولقد تأسست سيمنس جاميسا للطاقة المتجددة نتيجة الاندماج بين سيمنس لطاقة الرياح وشركة جاميسا عام 2017، وأصبحت كبرى الشركات العاملة في مجال طاقة الرياح في مصر، حيث تستحوذ على 97% من الحصة السوقية لطاقة الرياح في السوق المصري، كما ساهمت الشركة في توليد 986 ميجاوات من الطاقة حتى الآن.
وفي الفترة من عام 2005 حتى 2009، أقامت سيمنس جاميسا 4 مزارع رياح بمنطقة الزعفرانة بإجمالي قدرات توليد تصل إلى 406 ميجاوات، اعتمادًا على 478 توربين من طراز G52 وبقدرة توليد قياسية تصل إلى 850 كيلو وات لكل منها، تم تسليم المزارع الأربعة لهيئة الطاقة المتجددة في مصر، ويُعد مجمع الزعفرانة أكبر مجمع لطاقة الرياح في أفريقيا، وتعمل المزارع الأربعة معًا على خفض الانبعاثات الكربونية بكميات تتخطى 180،000 طن من ثاني أكسيد الكربون سنويا.
ومع نمو أعمال سيمنس جاميسا في السوق المصري، تمكنت الشركة من الحصول على المزيد من العقود والطلبيات، حيث أقامت 3 مزارع شمسية وامتداد لاحدي المزارع في منطقة جبل الزيت بقدرات توليد تصل إلى 580 ميجاوات من خلال 290 توربين رياح من طراز G80 بقدرة 2 ميجاوات لكل منها وذلك خلال 4 سنوات من 2013 وحتى 2017.
وبعد الاندماج ومع زيادة ثقة السوق المصري في سيمنس جاميسا، حصلت الشركة على أمر توريد وتركيب 125 توربين من طراز G97 وبقدرة 2.1 ميجاوات لكل منها في منطقة رأس غارب بالبحر الأحمر، وهو ما يمثل أكبر صفقة في تاريخ توليد طاقة الرياح في مصر.
ولقد فازت سيمنس جاميسا بهذه الصفقة العملاقة نهاية 2017 من خلال تحالف ضم كل من مجموعة ENGIE الفرنسية للطاقة وشركة تويوتا تسوشو المستقلة للطاقة، وEurus القابضة للطاقة، وأوراسكوم للإنشاءات. تمثل هذه الصفقة العملاقة أول تحالف من القطاع الخاص بالكامل في مجال توليد طاقة الرياح في السوق المصري، حيث تتبع كل مزارع الرياح الأخرى في مصر هيئة الطاقة المتجددة، احدى هيئات وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة في مصر.
وبالإضافة لأمر التوريد والتشغيل التجريبي لمزرعة رياح رأس غارب، ستقوم سيمنس جاميسا أيضًا بأعمال الصيانة للمحطة لمدة 15 عام، ومن المتوقع أن تعمل مزرعة الرياح أواخر 2019.
وقال سعد أيمن، العضو المنتدب لشركة سيمنس جاميسا للطاقة المتجددة في مصر: "تشهد مصر نموًا كبيرًا في الأنشطة الصناعية، مع زيادة حركة التمدن وارتفاع مستويات الدخول وهو ما أدى لزيادة ملحوظة في الطلب على الطاقة الكهربائية، لذا تسعى سيمنس جاميسا لدعم الحكومة المصرية في تحقيق أهدافها الطموحة في مجال الطاقة المتجددة، والترويج لتحقيق تنافسية سعرية في مجال الطاقة بفضل الموارد الهائلة التي تتمتع بها مصر في مجال طاقة الرياح، ولهذا تتمتع مصر بقدرات نمو كبيرة لقطاع طاقة الرياح، ونحن على استعداد لتقديم وتهيئة منتجاتنا وخدماتنا لتناسب احتياجات السوق المصري، من أجل مستقبل مستدام لمواطنيها"
وفي ربيع 2018، تمكنت سيمنس جاميسا للطاقة المتجددة من تسليم مزرعة رياح خليج الزيت، وهي من كبري مزارع الرياح بقدرات توليد تصل إلى 220 ميجاوات على ساحل البحر الأحمر، وقام بتمويل المشروع هيئة الجايكا اليابانية.
وتشغل هذه المزرعة مساحة 656 كم مربع، وستتمكن من تخفيض الانبعاثات الكربونية بقيمة 500،000 طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا، وفي نفس العام، قامت الشركة بتسليم هيئة الطاقة المتجددة امتداد مزرعة رياح خليج الزيت بقدرات اضافية وصلت إلى 40 ميجاوات وبتمويل من معهد ائتمان اعادة الاعمار الألماني (Kreditanstalt fuer Wiederaufbau)
وتُعد سيمنس جاميسا للطاقة المتجددة من كبرى الشركات الرائدة في مجالها على مستوى العالم، حيث تعمل على توفير طاقة رياح نظيفة من مصادر مستدامة وبأسعار اقتصادية اعتمادًا على تكنولوجيا سيمنس المتطورة.
وتتواجد الشركة بقوة في أفريقيا منذ ما يزيد عن 17عامًا تمكنت خلالها من تركيب وتشغيل قدرات توليد اجمالية تصل إلى 2500 ميجاوات من طاقة الرياح في كل من مصر والمغرب وتونس وموريتانيا وكينيا وموريشيوس، وهو ما أتاح لها الاستحواذ على 53% من الحصة السوقية في أفريقيا، و97% في مصر.