الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

يوحنا الدمشقي.. تسابيح قديس من العصر الأموي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ولد القديس يوحنا الدمشقي باسم منصور سرجون بن منصور، حوالي عام 676 م. في دمشق من عائلة عريقة غنية من أصلٍ سرياني؛ ومنذ نعومة أظفاره حصل على ثقافة أدبية وفلسفية ودينية على يد راهب من جزيرة صقلية من أسرى الحرب، وهذا أثر على كتاباته ودواوينه جاءت باليونانية ونقلت إلى العربية في عهد عبد الملك بن مروان (حوالي 705 م.).
وبعد وفاة سرجون احتل منصور مركز أبيه إذا كان يعمل وزيرا في الخلافة الأموية وعندما بلغ الثلاثين ترك مركزه، والتحق بالدير مع معلمه وأخيه وعاش يوحنا الراهب في طاعة كاملة لمعلمه.

محاربة مقاومي الأيقونات أو الأيقونوكلاستس:
ظهرت حركة الأيقونوكلاستس (أيقونوكلاستس، أيقونوستاسيس) حوالي عام 725 م تحارب استخدام الأيقونات المقدسة.
جاءت هذه الحركة ثمرة إساءة البعض استخدام أيقونات القديسين ورفاتهم. قام جماعة من الأساقفة يقاومون استخدام الأيقونات، التفوا حول الإمبراطور البيزنطي، لاون الثالث، يطلبون منه مساندتهم، بحجة أنها تعثر غير المسيحيين. أصدر الإمبراطور منشوره عام 726 م. بتحطيم الأيقونات بالقوة.
قام الجند بتحطيم صورة السيد المسيح على الباب النحاسي للقصر، كما قام قائد بضرب الصليب الذي على البلاط الإمبراطوري بالفأس، مما أثار الشعب وقامت بعض النسوة بسحب السلم الذي كان القائد واقفًا عليه لتحطيم الصليب فسقط القائد فاقد النطق وأمر الإمبراطور بإعدامهن.
في هذه الآونة نشر الأب يوحنا الدمشقي ثلاث مقالات ضد مقاومي الأيقونات موضحًا التمييز بين تكريم الأشخاص الممثلين في الأيقونة وبين السجود لله للعبادة.

قطع يده:
أمر الإمبراطور لاون بقطع يده، متهمًا إيّاه بالخيانة زورًا. دخل الأب يوحنا حجرته وانطرح على الأرض أمام أيقونة القديسة مريم وطلب شفاعتها وألصق كفّه المقطوع بزنده. غفت عيناه ورأى القديسة مريم تخبره بشفائه نهض فرحًا.
وشى البعض به لدى أمير دمشق بأنه دفع أموالًا كثيرة لكي تُقطع يد شخصٍ آخر بدلًا من يده، فاستدعاه الأمير وإذ رأى أثر القطع دُهش وسأله عمن شفاه.
طلب منه الأمير أن يرجع ويعمل في الديوان، لكنه توسل إليه أن يطلقه. فوزع كل ماله وذهب إلى دير مار سابا ببيت القدس.

أعماله الأدبية الدينية:
اعتكف يوحنا في صومعته بدير مار سابا يؤلف مع أخيه بالتبني قزما التسابيح والقوانين الكنسية وما زالت الكنيسة البيزنطية تستخدم هذه التسابيح، وتدعوه "مجرى الذهب".
أُنتخب أخوه قزما أسقفًا على مايوما، المعروفة حاليًا بميليس، بالقرب من غزة طلب قزما من أخيه أن يرسمه كاهنًا فرفض، غير أن بطريرك أورشليم سامه كاهنًا بغير إرادته، في حوالي عام 735 م.
تنيّح عام 749 م فى مثل هذا اليوم في ديره بعد أن قضى حياة نسكية طويلة وفي الكتابة. وفي عام 1890 م أعلن بابا روما لاون الثالث عشر أنه معلم المسكونة.