الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

ميليشيات إيران تحتل العراق.. الجماعات المسلحة تسيطر على 15 محافظة.. أنمار الدروبى: بغداد حديقة خلفية للإيرانيين.. وهشام البقلي: البضائع الفارسية تغرق البلاد

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كشفت إيران عن وجهها القبيح بعد الضغوط الأمريكية الأخيرة لإنهاء نفوذ طهران فى العراق، حيث كشف السياسى العراقى البارز، مثال الألوسي، رئيس حزب «الأمة»، فى تصريحات صحفية مؤخرا عن أن إيران بعثت برسالة تهديد إلى الولايات المتحدة الأمريكية بشأن السعى الأمريكى لتقليل وإنهاء النفوذ الإيرانى فى العراق.


أضاف السياسى العراقي: إن مسئولين أمريكيين أبلغونا أن إيران هدّدت بحرق بغداد، إذا تم تقليل النفوذ الإيرانى فى العراق، مبينًا أن حرق بغداد يعنى أن طهران تعطى أوامر إلى الميليشيات فى العراق بالتحرك والقيام بأعمال عنف وغيرها؛ مشيرًا إلى أن «الرد الأمريكى على رسالة التهديد، كان بتغيير السفير الأمريكى فى بغداد، وكذلك تغيير الطاقم المتقدم بالسفارة فى العراق، وزيادة العمل والإجراءات على تقليل أو إنهاء النفوذ الإيرانى فى البلاد».
من جهته قال المحلل السياسى العراقي، أنمار الدروبي: إن التهديدات الإيرانية الأخيرة بحرق بغداد إذا تعرض نفوذها فى العراق للخطر دليل جديد على احتلال إيران للعراق ماديًّا ومعنويًّا، مشيرًا إلى أنه لا يستغرب مثل هذه التصريحات، خاصة وأنه منذ عام ٢٠٠٣ وبعد احتلال العراق، أصبحت بغداد وباعتراف المسئولين الإيرانيين تمثل حديقة خلفية لإيران.
الدروبى أشار إلى أنه فى هذا التوقيت دعمت واشنطن وصول حكومة شيعية إلى السلطة وتحديدًا من كانوا يعيشون فى إيران، والذين تلقوا تدريباتهم فى ساحات الحرس الثورى الإيرانى ونفذوا تعليمات الاستخبارات الإيرانية، فكيف لا يحرقون العراق وهم يسيطرون على خمس عشرة محافظة من أصل ١٨ محافظة، وهى محافظات إقليم كردستان؛ حيث هناك توافقات وتفاهمات بين حكومة الإقليم والإيرانيين.
المحلل السياسى العراقى أشار أيضًا إلى أنه بعيدًا عن السياسة وبالنظر إلى الجانب الاقتصادى نُلاحظ أن العراق يغرق بالبضائع الإيرانية وفى المجالات كافة، واجتماعيًّا فبزيارة بسيطة إلى المحافظات الجنوبية بالعراق ترى الوجود الإيرانى وبشكل غير مسبوق فى هذه المحافظات حتى تستطيع أن تتعلم اللغة الفارسية ببساطة.
وتابع الدروبي، أنه باعتراف القادة الإيرانيين أصبحت إيران إمبراطورية بعد أن بسطت نفوذها فى العراق وأذرعها المتمثلة بالميليشيات وحزب الله فى لبنان والحوثيين فى اليمن واشتراك الحرس الثورى الإيرانى فى سوريا، فكيف لا تحرق العراق، وهى الآمِر الناهى فى كل شيء، فهى التى أشرفت على تشكيل كل الحكومات المتعاقبة بالعراق بعد ٢٠٠٣.


الباحث فى الشأن الإيراني، هشام البقلي، قال إن إيران استطاعت أن تبسط نفوذها بقوة على العراق خلال السنوات الماضية نتيجة للحالة التى وصلت لها العراق بعد خروج الولايات المتحدة من أراضيها وتسليم العراق بشكل أو بآخر إلى طهران، واتبعت إيران سياسة الوقوف بجانب العراق فى الأزمات كافة من أجل استغلال ونهب ثروات العراق والسيطرة على القرارت السياسية هناك ووصل الحال إلى الارتباط الوثيق بين الاقتصاد الإيرانى والعراقى وفقًا لتصريحات رئيس الوزراء العراقى السابق حيدر العبادي؛ الأمر الذى جعل العراق إحدى الدول المستثناة من العقوبات الأمريكية.
«البقلي» أوضح أيضًا أن تهديد إيران بحرق العراق أمر طبيعى فإيران لها ميليشيات مسلحة فى العراق، وأسلحة وصواريخ باليستية دخلت الأراضى العراقية نهاية أكتوبر الماضي، كما أن لها رجالا داخل الحكومة العراقية، بل والأكثر هى تتحكم فى رئيس الوزراء الجديد أيضًا، بجانب تحكمها فى موارد الكهرباء والمياه التى يتم ضخها إلى الجنوب العراقى بالتحديد.
ويضيف الباحث فى الشأن الإيراني، فى الفترة الأخيرة لعبت إيران دورًا كبيرًا فى تهدئة الأوضاع بين بارازانى القيادى بإقليم كردستان العراق وبين الحكومة الجديدة. وأوقفت الخلافات بينهما، لذلك تستطيع إيران أن تحشد ميليشياتها مثلما فعل الحوثى باليمن وقطع المياه والكهرباء عن الشعب العراقى وتشعل فتيل الأزمة مع إقليم كردستان، كل هذه الأمور تحرق العراق بالمعنى الحرفى للكلمة، لذلك خروج العراق من النفوذ الإيرانى يحتاج تكاتفًا عربيًّا شديدا.