الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة التعليمية

رئيس جامعة الأزهر يلتقي وفدا إندونيسيا لبحث التعاون المشترك

جانب من اللقاء
جانب من اللقاء
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال الدكتور محمد المحرصاوي رئيس جامعة الأزهر: إن الجامعة يدرس بها طلاب من أكثر من مائة دولة تمثل جميع القارات، ما يؤكد مدى تميز الأزهر بوسطيته واعتداله وقبول الآخر، موضحًا أن الوافدين سفراء للأزهر ومنهجه.
جاء ذلك خلال استقباله وفدا من وزارة الشئون الدينية الإندونيسية، برئاسة الدكتورة يوري ياسين، مسئولة ادارة المنح الدراسية للشرق الأوسط وآسيا وأمريكا، والدكتورة ياني مديرة مشروع "5 آلاف منحة دراسية للحصول على الماجستير والدكتوراه"، وعثمان شهاب المستشار التربوي والثقافي بالسفارة الإندونيسية في القاهرة.
ورحب "المحرصاوي" بالوفد، مؤكدا أن الأزهر بصفة عامة والجامعة بصفة خاصة يهتمون بالطلاب الوافدين.
وأوضح أن هناك اتفاقيات علمية متعددة وُقعت مع إندونيسيا، مثل اتفاق منذ عام 2010 لمدة 3 سنوات يجدد تلقائيا، بشأن تبادل الزيارات بين أعضاء هيئة التدريس وإجراء البحوث العلمية مع الجامعات الحكومية هناك مع جامعات إندونسيا
وأشار إلى حرص جامعة الأزهر على تنفيذ مشروع "5 آلاف دكتور إندونيسي" يحصلون على الماجستير والدكتوراه من الأزهر، بما يخدم العملية التعليمية بالجامعات الإندونيسية مطالبا الوفد بتحديد المسار التعليمي للطلاب الإندونيسيين فيما يخص توحيد التخصص مابين الليسانس والبكالوريوس وتسجيل التخصص في الماجستير والدكتوراه علاوة تحديد الأعداد المطلوبة في التخصصات المختلفة كلا على حده
وأكد أن إندونيسيا من أكبر الدول المسلمة من حيث عدد السكان، وكذلك الأكبر من حيث عدد الطلاب الوافدين الذين يدرسون في الأزهر الشريف، والوحيدة التي يوجد لها مبان سكنية للطلاب المغتربين.
وقال: إن الطلاب الوافدين يحظون باهتمام خاص من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والذي يعقد معهم اجتماعات دورية عبر برلمان الطلاب الوافدين بحضور قيادات الجامعة وتأسيسه مركز لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها لمساعدة الطلاب الوافدين على تعلم لغة القرآن الكريم، إضافة إلى تأسيس مكتب لرعاية الطلاب الوافدين يتبع الإمام الأكبر مباشرة، علاوة على تأسيس فضيلته إدارة لرعاية الوافدين بالمنظمة العالمية لخريجي الأزهر، بجانب إقامة كاملة لأغلب هؤلاء الطلاب في مدينة الأزهر للمبعوثين، وتقديم شروح ميسرة للمواد حتى لا يضطر الطلاب للجوء للمتطرفين خارج مدينة البعوث ليشرحوا لهم، ورحلات صيفية لمن يقيم من الطلاب في القاهرة ولا يستطيع السفر لأهله.
وأوضح أن هذه الجهود تصب في مصلحة طالب العلم الوافد من مختلف دول العالم الذى نعده ليكون سفيرا للأزهر الشريف وللإسلام ويعود لبلاده رافعا لواء الوسطية والاعتدال الذي هو المنهج الحقيقي لمؤسسة الأزهر الشريف جامعا وجامعة.
وقال: إنه لاحظ خلال مرافقته للإمام الأكبر شيخ الأزهر، في زيارته الأخيرة لإندونيسيا نهاية إبريل الماضي، مدى الاحترام والتقدير ومشاعر الحب والإجلال للأزهر الشريف وشيوخه، من قبل الإندونيسيين واحتشاد آلاف المواطنين بشكل عفوي على جوانب الطرق للترحيب بهم في مشهد مهيب، رافعين علم مصر كل ذلك يعكس قيمة ومكانة الأزهر في قلوب الإندونيسيين، ما يؤكد عُلُو مكانة الأزهر الشريف وقيمته حكومةً وشعبًا، علاوة على ما شهدته الزيارة التاريخية للإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب إلى دولة إندونيسيا، عام 2016 ومنحه الدكتوراه الفخرية تقديرًا واعتزازًا بإسهاماته وجهوده العلمية والدينية في نشر قيم الوسطية والسلم والتعايش ونبذ العنف والإرهاب من قبل جامعة مولانا مالك إبراهيم الإسلامية الحكومية بإندونيسيا.
من جانبه أكد الوفد الإندونيسي، عمق العلاقات بين البلدين منذ القدم، مشيرين إلى أن هناك 7 آلاف طالب وطالبة يدرسون بجامعة الأزهر علاوة على منح 18 طالب منحة الحصول على الماجستير والدكتوراه بجامعة الأزهر.
وقالوا: إن هناك آلاف من الطلاب الإندونيسين تخرجوا من الأزهر ومنهم الرئيس الخامس للجمهورية عبدالرحمن وجيد، مستكملا "هذا شرف لنا أن يدرس أبناؤنا في الأزهر من منبع الوسطية والاعتدال، مانستطيع أن نواجه به ظاهرة الإرهاب، كما نريد أن نتعاون في مواجهة مايفرض علينا من تحديات".
وذكر الوفد الإندونيسي أن الأزهر الشريف ومنهجه الوسطي المنفتح لا يعد بالنسبة لإندونيسيا وشعبها فقط مجرد مدرسة لتلقي العلوم الشرعية، وإنما هو ضمانة لاستدامة ثقافة التسامح والتعايش التي تجمع أبناء الشعب الإندونيسي على اختلاف أعراقه وأديانه، كما أن رفض الأزهر القاطع لفكر العنف والتكفير، وهو المنهج الذي يتربى عليه سفراء الأزهر من الطلاب الوافدين، ومن بينهم طلاب إندونيسيا، كان أحد العوامل التي ساهمت في تحصين أبناء إندونيسيا من الوقوع في براثن جماعات العنف والإرهاب، التي فشلت في إبعاد أبناء هذا البلد العريق عن روحه السمحة وثقافته التعددية.