أجرى رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري، مساء الجمعة، محادثات مع وزير الخارجية رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، جرى خلالها استعراض الأفكار التي بحثها الأخير مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، في إطار الجهود الرامية لإيجاد حل لأزمة تشكيل الحكومة.
ويقود باسيل مساع في محاولة للتوصل إلى حلول لعقدة التمثيل الوزاري لأحد النواب السُنّة الستة من فريق 8 آذار السياسي، وهي العقبة التي تحول دون تشكيل الحكومة منذ نهاية شهر أكتوبر الماضي، خاصة بعدما أعلن "حزب الله" مساندته بقوة لتلك المجموعة من النواب في طلبهم أن يمثلوا في الحكومة الجديدة.
وسبق والتقى باسيل النواب الستة السُنّة والذي يطلقون على أنفسهم (اللقاء التشاوري) كما التقى رئيس المجلس النيابي نبيه بري، في محاولة لـ "بلورة أفكار" من شأنها التوصل إلى حلول تلقى قبول جميع الأطراف السياسية ومن ثم تشكيل الحكومة.
وكان الأمين العام لـ (حزب الله) حسن نصر الله، قد أعلن أن الحزب لن يقدم أسماء مرشحيه لشغل الوزارات الثلاث المحددة له، ولن يسمح بتشكيل الحكومة، إلا بعد أن يتمثل حلفاؤه عن الطائفة السُنّية من فريق 8 آذار السياسي، خصما من الحصة الوزارية لتيار المستقبل (الممثل السياسي الأكبر للطائفة السُنّية في لبنان) الذي يتزعمه رئيس الوزراء سعد الحريري، وهو الأمر الذي اعتبره عدد كبير من القوى السياسية بمثابة استقواء بقوة السلاح من جانب الحزب على الدستور ومقدرات الدولة اللبنانية.
وأعلن سعد الحريري، ردا على نصر الله، رفضه المطلق لهذا الشرط الذي وضعه حزب الله، وأنه لن يسمح بتحقيقه حتى وإن اقتضى الأمر اعتذاره عن عدم تشكيل الحكومة، واصفا مجموعة النواب الستة السُنّة الذين يصر الحزب على توزير أحدهم، بأنهم "حصان طروادة" وأنه جرى حشدهم في كتلة نيابية اصطُنعت مؤخرا بإيعاز من "حزب الله" بقصد عرقلة تشكيل الحكومة.
