الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

حقوقيون: "التنمر" مشكلة مجتمعية تتطلب نشر ثقافة التسامح وقبول الآخر

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أطلقت منظمة اليونيسف في شهر سبتمبر الماضي حمله في مصر للقضاء على ظاهرة التنمر فى المدارس، واستعانت بالفنان أحمد حلمي، ليشارك في الحملة للتوعية بكيفية القضاء علي الظاهرة لدى الأطفال.
جاء ذلك بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والمجلس القومي للطفولة والأمومة، لإبراز دور المعلم وولي الأمر للمساعدة في القضاء على هذه الظاهرة.
وأكدت "عزة العشماوي" أمين عام المجلس القومي للامومة والطفولة، أن "هذه الحملة تحث الأطفال، والآباء، ومقدمي الرعاية على تناول التنمر ومعارضته في الأوساط التعليمية وغير التعليمية، والسعي إلى الحصول على الإرشاد والتوجيه من المتخصصين المدربين من خلال خط نجدة الطفل 16000، والذي يوفر الدعم والمساندة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، كما أنه يعد أيضا قناة فعالة للإبلاغ عن الحالات الشديدة التي تتعرض فيها سلامة الطفل للخطر".
كما عقد المجلس القومي لحقوق الإنسان برئاسة "محمد فايق" ورشة عمل للأطفال حول مواجهة التنمر، حيث أوفد المجلس باحثين إلى مدرسة "سكيلز سعاد كفافي".
وشارك في التدريب 13 طالبة و11 طالبا، من الصفوف: الخامس والسادس الابتدائي والأول والثاني الإعدادي.
وناقشت الورشة أهم محاور التدريب تعريف التلاميذ بمفهوم التنمر وكيفية حماية النفس والغير منه، إلى جانب التوعية بأهمية قيم التعاون والترابط بين الزملاء، والبعد عن التمييز والإقصاء.
واعتمد التدريب على الألعاب الترفيهية ومشاهد المحاكاة والمناقشات هذا ويعتزم المجلس استمرار التعاون مع الجهات المعنية لاستكمال برنامجه في غرس قيم حقوق الإنسان وعدم التمييز لدى الطلاب.
في هذا السياق قال "حافظ أبو سعدة "عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان إن التنمر خطر شديد يهدد الأطفال، مشيرًا الي انه يشكل خطورة قد تصل إلي حد انتحار الضحية،لافتا إلى أنه سلوك يمارسه الأطفال علي زملائهم مما يشكل ضغطا كبيرا عليهم، حيث شهدنا في الفترة الاخيرة ظهور حالة انتحار بسبب التنمر.
وطالب "أبو سعدة " في تصريح خاص لـ "البوابة نيوز" ضرورة عمل برامج توعية أولياء الأمور بخطورة الظاهرة من خلال الإقتراب من أولادهم كما انه يجب مشاركة المؤسسات التعليمية لان عليها دور مهم لمواجهة هذة الظاهرة، مؤكدًا أن وسائل الإعلام شريك مهم في القضاء علي هذه الظاهرة وذلك من خلال إعلانات تحث علي خطورته وكيفية المواجه الشاملة لهذا السلوك.
وأكد " محمود البدوي" المحامي بالنقض والدستورية العليا وعضو الفريق الوطني لمناهضة العنف ضد الأطفال، أن مشكلة التنمر التي طفت بشكل ملحوظ على مجتمعنا في الأونه الأخيرة وكان لها انعكاسات سلبية نالت من بعض ضحايا تلك الممارسة الغير إنسانية، فهي مشكله تقوم على عدم فهمنا الصحيح لفكرة الاختلاف والتنوع التي خلقنا الله عليها، وأنه من عظيم خلق الله فينا أن خلقنا مختلفين ومنح كلا منا هبات ومميزات تختلف او تتفق مع غيره.
وشدد على أهمية التأكيد على مفهوم التكامل والتسامح بين كل البشر وقبولهم لبعضهم البعض وهو ما اعتنقه المشرع الدستوري في صريح نص المادة 53 من الدستور المصري المعدل في يناير 2014 وتأكيده على مفاهيم المواطنة والمساواة بين كافة المواطنين دونما تمييز قائم على لون او دين او جنس، وهو ما يصطدم واقعيا علي عدد من الموروثات الثقافية والاجتماعية والتي ترسخ لمفاهيم التمييز ولا تعترف بالمواطنة والمساواة والتسامح وقبول الآخر.
وأضاف خبير حقوق وتشريعات الطفل بأننا في هذه اللحظات وبعد أن شاهدنا ما عساه أن يتخلف عن ممارسة أفعال التنمر في واقعة تلميذة دمياط وايضًا التلميذة الأخرى التي انتحرت نتيجة سوء المعاملة والتهكم عليها ومعاملتها بشكل مسيئ هو بمثابة ناقوس خطر يدق بقوه.
وأكد أن مفاهيم التسامح وقبول الآخر بمجتمعنا باتت في تراجع ملحوظ، وانه يتوجب علينا التعامل مع تلك الظواهر المجتمعية "عالية الخطورة" بشكل واقعي بعيدًا عن السطحية في التعامل او طرح مبادرات لا تلقى صدى حقيقي او انعكاس إيجابي على المجتمع مما يجعلها غير منتجة في معالجة جذور المشكلة، والاكتفاء بالمسكنات دونما الخوض في دراسة وتحليل ومعالجة مسبباتها.
وتابع أننا نختلف مع فكرة الاعتماد على اطلاق الحملات التي لا طائل من ورائها سواء من منظمات دولية عملة بمصر او من خلال بعض الجهات او الأليات الوطنية المعنية بحقوق الطفل كحل أحادي لمعالجة الظاهرة، وأننا كمجتمع يجب علينا جميعًا أن نعتنق مفاهيم وثقافة التسامح وقبول الآخر وإعلاء قيم المواطنة في كافة ممارستنا اليومية وجعلها ثقافة يقوم عليها المجتمع ويعتنقها ويمارسها بشكل طبيعي كجزء من حياتنا اليومية، وصولًا لنشر مفاهيم التسامح وقبول الآخر والمواطنة الحقيقية.
وقال "محمد ممدوح" رئيس مجلس الشباب المصري، إن التنمر يعد نوع من أنواع الاساءة والإيذاء مشيرًا إلى انه يقوم به فرد او مجموعة ضد فرد او مجموعة بتكون هي الفئة الأضعف وبياخد شكل من أشكال الاستقواء، الترهيب، الاضطهاد ويصل في بعض الأحيان لحد القتل او دفع الفرد الضعيف الي الإقدام علي الانتحار.
وأضاف "ممدوح" في تصريح خاص لـ "البوابة نيوز" الإحصائيات العالمية تؤكد علي وجود نسبة مفزعة حيث انها تمثل حوالي ٣٥٪؜ إلي ٥٠٪؜ من الطلاب يمارس ضدهم مجموعة من السلوكيات تدخل ضمن افعال التنمر والتي يكون سببها عدم اهتمام الاسرة بمراعاة ومتابعة وتقويم الأبناء.
وشدد على ان غياب دور المؤسسات التعليمية في مواجهة مسببات واعراض التنمر والتي انتشرت في الفترة الاخيرة، عزز التنمر في مجتمعاتنا، مشيرا أيضا إلى دور التكنولوجيا الحديثة من مواقع التواصل الاجتماعي والالعاب الإليكترونية في نشر التنمر.