الأربعاء 17 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

العائدون من ليبيا: لن نسافر مرة أخرى إلا بشكل شرعي.. وخلاف مالي بين المقاولين كان سببا في اختطافنا.. وتسعيرة سماسرة التهريب 5 آلاف جنيه على الرأس

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عاشت فى قرية الهردة التى تتبع مركز مطوبس، وتقع فى أقصى شمال محافظة كفر الشيخ، وتبعد عن ساحل البحر المتوسط بـ3 كيلو مترات فقط أفراحًا، بعد وصول اثنين من شبابها، قادمين من مغامرة أجبرا على خوضها بدون إرادتهما، فى ليبيا بعد رحلة اختطاف دامت الـ4 أيام، عقب خلاف مالى نشب بين مقاول مصرى من نفس قريتهما وشريكه الليبى، أدى إلى اختطاف 16 من أبناء القرية، عن طريق الاستدراج والسلاح، كما قال «محمد عبداللاه أبوالخير، 34 سنة، وكريم محمد عبدالبارى أبوالخير، 25 سنة، أبناء عمومة.

البداية يرويها «محمد عبداللاه أبوالخير»، يقول «أبوالخير» البداية منذ قرابة الـ6 أشهر، ومع ظروف ومتطلبات المعيشة وحالة الغلاء وقلة فرص العمل فى كفر الشيخ، توجهت ككثير من أهالى المنطقة للعمل وفى لبيبا.
وأشار إلى أنه سافر عن طريق سماسرة، هروبهم عبر دروب صحراوية على الحدود المصرية الليبية، مقابل 5 آلاف جنيه، يتم اقتسامها بين المهربين المصريين والليبيين، يقومون باصطحاب مجموعة كبيرة لا تقل عن 30 شخصًا، حتى يحققوا أكبر عائد مادى ولتخفيض مصروفات الرحلة علينا، حيث كانت هذه هى الرحلة الثانية لى فى ليبيا فقد سبق سافرت منذ 3 سنوات لمدينة سرت.
وأضاف أبوالخير، وصلنا طبرق الليبية، وعملنا فى مجال المقاولات واستقرت الأمور، حتى يوم واقعة الاختطاف، حيث اتصل بى 3 من المصريين أحدهم من أبناء قريتنا، وطلب منى التوجه لمنطقة «الجبيلة» بالقرب من مديرية أمن طبرق، وعندما وصلت، أخبرنى هذا الرجل الليبى «عبدالباسط بوعسرنة» بأن سلامة الفالح، شريكه المصرى فى أعمال المقاولات، نصب عليه فى مبلغ 100 ألف دينار، ثم فوجئت بمجموعة أخرى من قريتنا 15 شخص، تم احتجازنا جميعًا فى شقة صغيرة، تحت تهديد السلاح، حيث كانوا عبارة عن مجموعة 4 أشخاص مسلحين ببنادق آلية وخرطوش.
وأضاف «أبوالخير» أن «بوعسرنة الليبى» أخبرنا بأنه تم احتجازنا للضغط على بلدياتنا المصرى «سلامة الفالح» لرد أمواله التى كان يقوم بتشغيلها واستثمارها وتحقيق عائد ربح مشترك، ثم هرب لمصر، بعد حدوث خلاف بينهما، وحينما أخبرنه بأننا ليس لن ذنب، أكد أنه لن يقوم بإيذائنا، لكن لن نخرج حتى تتم تسوية الأمور المالية، وطلب منا الاتصال بأهلنا فى كفر الشيخ، وأعلمهم بخطورة الوضع، وهو ما كان.
وأكد «أبوالخير» أنه تمت معاملتنا بطريقة جيدة من المجموعة الخاطفة وتقديم الطعام والشراب لنا، وكنا نتحدث معهم بشكل طبيعى، مشيرين إلى أن عددًا من الليبيين من أصحاب رءوس الأموال، يتشاركون ماديًا مع مصريين فى مشروعات استثمارية ونفعية تدر عائدًا ماديًا بينهم، وأن أغلب المصريين هناك ملتزمون فى المعاملات المالية.
وتابع «محمد أبوالخير»، أثناء وقت الاختطاف، تمت مفاوضات بين أهلينا وبيننا من جانب وبين المختطف الليبى لإنهاء الأزمة وإطلاق سراحنا، خاصة بعد قيام الصحافة بالتحدث عن الواقعة، وخوف «بوعسرنة الليبي» من حكومته، واتهامه بالقيام بعملية اختطاف تجر عليه مشاكل، خاصة أنه يعمل فى الشرطة هو وأشقاؤه.

وأواضح «أبوالخير» أن بوعسرنة، طلب منا، التوقيع على شيكين على بياض ودفع مبلغ مالى عن فرد، لافتًا إلى أن 5 منا قاموا بدفع ٥ آلاف دينار عن طريق مصريين، لكى لا يقوموا بتوقيع شيكات والعمل بحرية مرة ثانية فى ليبيا، والبعض الآخر كفله ليبيون، بينما أنا وكريم ابن عمى، طلبنا نزولنا لمصر، وقمت بالاتصال بسائق تاكسى لتوصيلنا لمعبر مساعد الليبى، ودفعنا له 300 دينار، ودخلنا المعبر، والذى قام بإنهاء الإجراءات فى ساعة واحدة فقط، ثم دخلنا المعبر المصرى بالسلوم، فتم احتجازنا 36 ساعة، لحين وصول أوراق الإثبات الشخصية الخاصة بنا من كفر الشيخ، والتحرى عن الواقعة، وبعد وصول الأوراق والتأكد من شخصيتنا تم الافراج عنا.
وأكد محمد أبوالخير أنه لن يسافر إلى ليبيا مرة ثانية إلا بشكل رسمى وشرعى، نظرًا لأن الأوضاع هناك غير مستقرة، وبعض الميليشيات تقوم بخطف مصريين وطلب فدية لتحريرهم، مشيرًا إلى أنه رغم صعوبة المعيشة هنا فى القرية، وأنه يعول أسرة مكونة من زوجة و5 أبناء «3 بنات وولدان» «فلن يجازف أو يغامر بحياته».
بينما قال كريم عبدالبارى أبوالخير، 25 سنة، نجار مسلح، والعائد الثانى مع نجل عمه «محمد» من ليبيا، إنه متزوج ورزق بطفلة صغيرة، 5 أشهر، ولدت منذ 3 أشهر، حيث سافر وزوجته حامل فيها، مضيفًا أن الحالة الاجتماعية للأسرة بسيطة، فسافرت لليبيا للمرة الثالثة، منذ 8 أشهر، لكى أوفر متطلبات أسرتى، وانتظمت فى العمل حتى فوجئت بدخول مجموعة تتبع الشريك الليبى لسلامة الفالح ابن عمى والذى يقوم بتشغيل أموال الليبى معه، علينا السكن وطلبت منا النزول بهدوء واصطحبوننا لمكان الاحتجاز، وأخبرونا بالسبب الذى تمت روايته وعرفه الجميع، وعاملونا معاملة جيدة، حتى تم إطلاق سراحنا، ووصلنا لمصر ونحن غير مصدقين، وإن كنا نتمنى أن نبقى هناك، ولكن ما باليد حيلة كم يقولون، مضيفًا أنه سيأخذ فسحة من الوقت، ولن يعود حاليًا حتى تستقر الأوضاع وتسوية أمور الشيكات التى قمنا بتحريرها، خاصة أن سلامة حصل على أموال من عدد من الليبيين ومطالب بسدادها.