الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

إمارة قطر هنا «صُنع» الإرهاب.. وفرت ملاذًا آمنًا للقيادات.. ولعبت دورًا قذرًا فى إشعال الفوضى بالدول العربية.. والقاهرة أول المحذرين من الدور القطري.. وليبيا أكثر الدول المتضررة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
إمارة قطر هنا «صُنع» الإرهاب.. وفرت ملاذًا آمنًا لقيادات الإرهاب فى المنطقة.. ولعبت دورًا قذرًا فى إشعال الفوضى بالدول العربية.. والقاهرة أول من حذر من الدور القطرى.. وليبيا أكثر الدول المتضررة من ممارسات الدوحة
لسنوات طويلة دأب النظام الحاكم فى إمارة قطر على تصدير الإرهاب لدول المنطقة، حيث اعتمدت السياسة الخارجية القطرية على دعم الميليشيات الإرهابية لضمان ولائها، واستخدامها فى أى وقت لتنفيذ أجندتها الإرهابية واستخدامها كأوراق ضغط ضد دول المنطقة، وهو الأمر الذى ظهر للعلن بعد ثورات الربيع العربي، بعد أن كشفت إمارة الإرهاب عن وجهها القبيح فى الإرهاب.
ولم تكتف إمارة الإرهاب بالدعم العلنى للميليشيات الإرهابية فى محاولة لزعزعة الاستقرار، لكنها وفرت ملاذًا آمنًا لقادة الحركات والميليشيات الإرهابية، ووطنتهم فى الدوحة، ووفرت لهم جميع السبل اللازمة لتنفيذ عملياتهم الإرهابية، وظهور قادة الإرهاب عبر شاشات الإعلام القطرى.

الدور التخريبى فى ليبيا
لعبت قطر دورًا كبيرًا فى تقويض أركان الدولة الليبية والتمكين للميليشيات الإرهابية، التى تعتبرهم سفراء التخريب الذين ينفذون أجندتها بحذافيرها، وهو الأمر الذى حذرت منه مصر، حيث حذرت الخارجية المصرية العام الماضى من الدور التخريبى القطرى فى ليبيا، مشيرة إلى أن القاهرة تمتلك أدلة على دعم قطر للإرهاب فى ليبيا.
الخارجية المصرية طرحت فى هذا التوقيت مقترحات لتقويض الدور القطرى التخريبي، وذلك خلال مبادرة مصرية تحمل عنوان «تحديات مكافحة الإرهاب فى ليبيا»، حيث طالبت القاهرة بتوثيق طرق تسليح وتمويل بعض الدول، ومنها قطر للجماعات والتنظيمات الإرهابية فى ليبيا، والتصرف إزاء تلك الانتهاكات.
وحذرت الخارجية المصرية من استمرار ليبيا كملاذ آمن للإرهابيين بسبب الدعم القطري، خاصة أن هناك جماعات وتنظيمات إرهابية فى ليبيا تعمل تحت مظلة وتستقى أفكارها من الأيديولوجيات المتطرفة للإخوان المسلمين، مشيرًة إلى أن مصر قد واجهت عمليات إرهابية مصدرها ليبيا، بما فى ذلك تلك التى تعرض لها عدد من الأقباط فى صعيد مصر، كاشفة عن الدعم الذى تحصل عليه الجماعات والتنظيمات الإرهابية فى ليبيا من قطر، تحديدًا، ومن «دولة أخرى» فى المنطقة، مستعرضًا أوجه الدعم الذى قدمته الدوحة للإرهاب فى ليبيا.

استضافة إرهابيين
ودأبت الدوحة على سن قوانين خصيصًا تمكنها من استضافة قيادات الإرهاب وتوفير الأماكن الآمنة لهم، وذلك قانون اللجوء السياسى للعناصر الإرهابية الذى أصدره تميم أمير قطر تحت مسمى «معارضين سياسيين»؛ تستخدمه الدوحة كورقة ضغط لابتزاز الدول العربية والخليجية المقاطعة لها لدعمها للإرهاب.
ومن أبرز الكيانات الإرهابية التى احتضنتها الدوحة جماعة الإخوان، حيث دأب النظام القطرى على استغلال عناصر الجماعة بعد منحهم حق اللجوء السياسى والجنسية القطرية لإثارة القلاقل وهز استقرار الدول العربية والخليجية، وهو ما يؤكد استمرار قطر وإصرارها على دعم الإرهاب واستقطاب عدد كبير من رموز وقادة الإرهاب على أراضيها.
تاريخ فى دعم الإرهاب
الدعم القطرى للإرهاب ليس وليد لحظة، ولم يبدأ خلال السنوات الأخيرة فقط، وهو ما أكده ال ريتشارد بورتشل، مدير الأبحاث والتواصل فى مركز «تريندز» للبحوث والاستشارات فى بروكسل، والذى أكد أن هناك «دلائل ووثائق» تؤكد دعم قطر للإرهاب والجماعات المتطرفة بشكل مباشر.
وقال بورتشل خلال إحدى الندوات التى ألقت الضوء على إرهاب قطر، إنه وفقا لمعلومات جمعها المركز من مؤسسات وأفراد، تعد قطر من بين الدول التى تدعم الإرهاب، مشيرًا إلى أنه بينما تبذل دول مثل السعودية والإمارات والبحرين قصارى جهدها مع الأمم المتحدة والولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب، فإن قطر لا تبذل أى جهد للتعاون مع أى كان فى هذا الصدد، لافتًا إلى أن الدول الخليجية محبطة بسبب تاريخ قطر الطويل فى دعم الإرهاب»، وأضاف أنه «منذ عام ٢٠١٣ وعام ٢٠١٤ كان هناك اتفاقات بخصوص مكافحة الإرهاب، لم تنفذها ولم تلتزم بها قطر».
وهو ما أكده أيضًا الدكتور أحمد الهاملى مؤسس ورئيس مركز «تريندز» للبحوث والاستشارات، حيث قال إن المركز أعد تقريرين يتضمنان حقائق دامغة لا يمكن إنكارها توثق دعم الحكومة القطرية للتطرف والمتطرفين والإرهابيين دعما مباشرا أو غير مباشر.

غطاء سياسى للتطرف
فى ظل إصرار قطر على دعم الإرهاب واستضافة الإرهابيين وتمويل الميليشيات وتنفيذ أجندة تخريبية، فتحت الكثير من الدول ودوائر صنع القرار ومراكز الأبحاث فى عواصم مختلفة النار على جماعة الإخوان وقطر لدورهما فى نشر الفوضى والخراب فى منطقة الشرق الأوسط، وفضح علاقتهما بالإرهاب ووقوفهما وراء العديد من العمليات الإرهابية بخلاف توفير الغطاء السياسى للفكر المتطرف والسعى إلى ضرب استقرار العديد من المجتمعات العربية والأوروبية على حد سواء.
وهو الأمر الذى ناقشه المؤتمر الدولى «الأزمة الدبلوماسية الخليجية.. مكافحة تمويل الإرهاب»، الذى عقد فى مقر البرلمان الأوروبى ببروكسل بمشاركة مسئولين بارزين وخبراء أوروبيين وعرب، علاقة قطر والإخوان وآليات محاصرة تمويل قطر للمنظمات الإرهابية حول العالم، بما فيها تمويل الحركات المتطرفة فى سوريا والعراق، ودعم المؤسسات المشبوهة داخل أوروبا، من أجل تنفيذ الأجندات الخاصة بدعم المتطرفين حول العالم.
العلاقة مع «داعش» و«القاعدة»
كما كشفت دراسات كثيرة عن علاقة قطر مع تنظيم القاعدة، حيث نشرت مؤسسة دعم الديمقراطية، دراسة فى ٣ أجزاء بعنوان «قطر وتمويل الإرهاب»، خصص الجزء الأول منها لعقدين (الأخير من القرن الماضى والأول من القرن الحالي)، والثانى لفترة تولى الأمير الجديد الشيخ تميم بن حمد منذ ٢٠١٣ حتى يناير من هذا العام، وهو موعد صدور التقرير.
وأشار التقرير إلى أن واشنطن ترى أن قيادات بالقاعدة تلقوا دعما من مانحين قطريين أو مقيمين فى قطر، وذلك بالإضافة إلى القاعدة فى شبه الجزيرة العربية (الناشطة فى اليمن والسعودية)، وحركة الشباب (الصومال)، والقاعدة فى شبه القارة الهندية والقاعدة فى العراق (التى أصبحت داعش)، وتلقى الدراسة الضوء على عدد من النماذج لقطريين، ومقيمين فى قطر، يعملون بوضوح فى تمويل الإرهاب.
وربطت عدة دراسات بين دعم قطر للإخوان والتنظيمات المتطرفة والجماعات الإرهابية، وبداية حكم الأمير السابق إثر انقلابه الأبيض على والده منتصف التسعينيات، كما كشفت وثائق عن أسماء مصنفة «إرهابية» ووردت فى تقارير رسمية أمريكية ودولية وتخضع لعقوبات دولية وأمريكية، إلا أن قطر لم تتخذ إجراءً بشأنهم.
وجاء اسم عبدالعزيز بن خليفة العطية، وهو ابن عم وزير الخارجية القطرى السابق، ضمن الأسماء المصنفة إرهابية، حيث سبق وأدين فى محكمة لبنانية بتمويل منظمات إرهابية دولية، وبأنه على صلة بقادة فى تنظيم القاعدة.