الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الدراما متهمة بتهديد قيم المجتمع.. خبراء: مشاهد الإدمان والخيانة والبلطجة ترفع نسب الجريمة.. "فرويز": معدلات تعاطي المخدرات بمصر ضعف الأرقام العالمية.. "صادق": نحتاج لوقفة مع صناع الفن

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استعرضت وزارة التضامن بمشاركة 12 دولة من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تجربتها خلال ندوة تدريبية بإيطاليا، لرصد مشاهد التدخين والتعاطي داخل الأعمال الدرامية خلال شهر رمضان من كل عام، والتي تسلط الضوء على حجم مشكلة الترويج للمخدرات ومنتجات التبغ داخل الأعمال الدرامية، وعلم الأوبئة الدوائية والمخدرات، وآثارها وعلاقة الضعف المجتمعى بنسبة تعاطي المخدرات والتعامل مع المخدرات كمرض، وكذلك أضرار تعاطيها عن طريق الحقن.. وجرى رصد 12 ألف مشهد مخدرات بالدراما المصرية.

وفي هذا السياق يقول الدكتور جمال فرويز، الخبير النفسي، إن المشاهد الدرامية التي تُعرض على شاشات التليفزيون التي تتضمن السلبيات المجتمعية، تعد خطة ممنهجة لتدمير البقية الباقية في المجتمع المصري وثقافة المجتمع المصري، متابعًا: يجرى استنتاج من خلال متابعة تلك الأعمال الدرامية، فكرة أن الشخص لن يصبح سويًا أو غنيًا، إلا إذا كان تاجر مخدرات أو تاجر آثار أو قتل أو سرقة.
وتابع فرويز، أن مجتمعنا عديم الثقافة والمصدر الوحيد هي الدراما، قديمًا كان مصادر الثقافة متنوعة مثل الصحف الورقية والمجلات والتليفزيون والندوات الثقافية بالمحافظات والثقافة الجماهيرية ومراكز الشباب التي تلعب في وجدان الشعب.. الآن دور الثقافة الحقيقى اختفى.
وأكمل، أن الدراما المصرية توصل الأفكار السلبية للعقول، مثل السفر للخارج الطلاق والمخدرات والتشتت والضياع، وليس هناك رقيب وعدم الانتماء للوطن، لأن هناك فنانا يدمر في الهوية والثقافة المصرية وله من يدافعون عنه، وكأنه ملاك أنزل من السماء، مشيرًا إلى أن الكثير من الوزارات مثل التضامن والثقافة والشباب والرياضة وغيرها تنظم الكثير من الندوات والمهرجانات ولكن لم تصل إلى الفئة المستهدفة من الشباب.

وتابع: يوجد 11 % من المصريين في المرحلة التي لم تتجاوز 12 إلى 60 عامًا، في مرحلتي التجربة والتعاطي غير المنتظم، وهي أرقام ضعف المعدلات العالمية، التي هي 4.5 إلى 5% من عدد السكان، ونفس المرحلة نجد أن نسبة المدمنين تصل إلى 4%، كما يوجد مشكلة أخرى غير ارتفاع نسب التعاطي.
وأوضح، أن انخفاض سن التعاطي وصل إلى 11 عامًا، وذلك يحدث نتيجة مناخ أسري سيئ، بالإضافة إلى الدراما المصرية اللذين يؤديان إلى هذا الوضع في عمر مبكر للغاية.. وعن الأنواع الأكثر انتشارًا بين المتعاطين، قال إن الترامادول هو الأكثر انتشارًا بنسبة 53%.
وفى نفس السياق، قال إن دراما رمضان تعاملت مع قضايا الأسرة عمومًا من منطلق التدابير المجتمعية والعرفية وليس من منظور حقوقي يضمن حقوق الطرفين الزوج والزوجة، مع ضرورة وجود تحذير عند تناولها، ومن الممكن الاكتفاء بالتلميح وليس تقديم مشهد كامل عن تعاطي المخدرات.
وتابع: "هناك بعض المشاهد تعلم الجمهور الذي ليس له علاقة بالمخدرات كيفية تناولها، وبالتالي المبالغة في تلك المشاهد غير مطلوبة، ويجب تناوله بشكل محدود حتى لا نشجع المتفرج على التقليد"، مؤكدًا أن المبالغة فى تقديم مشاهد التدخين والمخدرات وكل ما يتعارض مع قيم وآداب المجتمع بدون ضرورة درامية هو شيء هادم.

وفي السياق ذاته، قال الدكتور سعيد صادق، الخبير الاجتماعي، إن الجريمة منتشرة في المجتمعات وعلى الدراما عدم عرض أنماط تعلي وتمجد من القتلة وإبراز البلطجي أنه أسطورة، مضيفًا: أن الشخصيات التي تظهر في البرامج أو على التليفزيون لابد أن تكون شخصية غير إجرامية، لأن الكثير من الشباب والأطفال والمراهين والأشخاص التي لديهم قابلية للإجرام يشاهدونها، وهذا يؤثر سلبًا على المجتمع المصري مستقبلًا.
وأوضح، أن الدراما المصرية أصبحت الآن تلعب دورًا مهما في صياغة الرأي العام الاجتماعي، تجاه الظواهر السلبية كمحاربة الإرهاب والمخدرات والطلاق، وأن المشاهد الدرامية تؤثر على الفرد وتشكل عاملًا واقيًا تجاه السلبيات التي تحيط بالفرد، كما أن الدراما أصبحت تقدم أشياء بعيدة عن الواقع الذي يعيش فيه الإنسان، ويمثلها الآن في الشارع ومع الأصدقاء والأهل.
وأكمل، أن الدراما العائلية أصبحت تتعرض لظواهر وأفكار جديدة ومتغيرات لابد من معالجتها عن طريق الدراما والمخرجين وحثهم على عدم الانبثاق إلى هذه النوعية من المشكلات، أما بالنسبة لمشاهد (الإدمان، التدخين، التعاطي) المتواجدة فى العالم كله وفي أفلام الخمسينات وهي ليست للترويج بشرط قدرة الدراما على توظيفها.