نشر معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، دراسة أكد فيها أن قطر فتحت الباب على مصراعيه أمام تركيا لاستعادة نفوذها القديم إبان الدولة العثمانية، وذلك عن طريق فتح أراضيها لإقامة قاعدة عسكرية تركية في قطر، معتبرا أن الدوحة تمثل "تجسيدا لحلم أردوغان بالهيمنة والنفوذ في الدول العربية".
وذكرت الدراسة الأهداف الى تسعي أنقرة تحقيقها من القاعدة العسكرية فوق الأراضي القطرية وهي أن تسمح لأنقرة بعرض معداتها العسكرية وتعزيز مبيعاتها العسكرية، كما تقدم القاعدة للجيش التركي وسيلة للتدريب في الصحراء كان يفتقر إليها حاليا، مضيفة أن القاعدة في قطر لها أهدافا استراتيجية وهي عودة البحرية التركية إلى المحيط الهندي للمرة الأولى منذ خمسينيات القرن السادس عشر، كما ستكون القاعدة مركزا للعمليات التركية المستقبلية ما وراء البحار.
وأضافت الدراسة، أن القاعدة تسمح للقوات البحرية التركية بإنجاز عمليات مكافحة القرصنة وعمليات أخرى في الخليج العربي والمحيط الهندي وبحر العرب، كما تتيح القاعدة انضمام تركيا لنادي نخبوي خاص من الدول ذات المكانة الرفيعة التي تحتفظ بقوات عسكرية دائمة في الشرق الأوسط وهو ما يعزز مكانة تركيا في المجتمع الدولي.
وأكدت الدراسة، أن القاعدة تمثل بالنسبة لنظام أردوغان تجسيدا لحلمه القديم بعودة بسط نفوذ أنقرة في الدول العربية، كما أنها تتيح تعامل أنقرة المباشر مع أزمات الخليج دون الرجوع إلى حلفائها في حلف شمال الأطلسي.
وأشارت الدراسة، إلى أن القاعدة تعزز لتركيا وجودها العسكري الدائم في العالم، حيث ستكون القاعدة التركية الثالثة خارج الأراضي التركية بعد قبرص الشمالية وأذربيجان.
وتابعت "تسعى تركيا لإثبات أنها دولة غير غربية لها وزن على الساحة الدولية، وتعمل على مناطحة كل من: روسيا، التي نشرت قوات في سوريا وفرضت وجودها من خلال قاعدتين في اللاذقية وطرطوس. والصين التي تتحكم بالعمليات التجارية في ميناء جوادر الباكستاني القريب من مدخل الخليج العربي".
ونبهت الدراسة إلى أن القوات التركية في قطر ليست موجهة ضد النظام الإيراني كما تحاول بعض الأوساط في واشنطن التصوير لبعض صناع القرار، مشيرة أن الدولتين لم تخوضا أي نزاع عسكري مباشر منذ بداية القرن السابع عشر بالرغم من امتداد حدودهما البرية المشتركة، وكونهما خصمين لدودين في العراق وخوضهما حربا بالوكالة في سوريا.
وكانت تركيا وقطر قد وقعتا اتفاقية تعاون في المجال العسكري، خلال وقت سابق، تقضي بتمركز ونشر نحو 3000 جندي من القوات التركية فوق الأراضي القطرية، في قاعدة الريان بضواحي الدوحة.
