السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

حكايتي مع صديقي الكويتي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لى صديق كويتى، له استثمارات كبرى فى مصر، فى كل لقاء بينى وبينه نتحدث عن أمور السياسة والاقتصاد فى بلادنا ومنطقتنا، وأعترف بأننى منذ ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ وأنا أصر على لقاءاتنا المتكررة لكى أتعرف على وجهات نظره المختلفة فيما يحدث على الساحة العربية من كواليس نتيجة علاقاته المتشعبة بكبار رجال السلطة والمال والنفوذ فى دول عربية كثيرة.
هو فى منتصف الأربعينات من عمره، متعلق بمصر لأقصى مدى، يحبها، يعشقها، يعرف شوارعها ودروبها ومناطقها ومدنها ومنتجعاتها معرفة ممتازة، فى أوقات كثيرة نذهب لمناطق لا أعرفها ويعرفها هو، مصر بالنسبة له الكويت، والكويت بالنسبة له مصر، هما واحد، يقول لى: لا أطيق العيش بعيدًا عن مصر، ذهبت لمدن عربية كثيرة وبلدان أوروبية أكثر، وأشعر هناك بالغربة، أما فى مصر فأشعر بأننى مصرى من شبرا، أعرف مطروح وشواطيء الساحل الشمالى بداية من سيدى كرير حتى عجيبة وسيدى عبدالرحمن ولى إستثمارات هناك، وأعرف محافظة البحيرة ودمنهور ووادى النطرون ولى استثمارات هناك، وأعتز بمدينة ٦ أكتوبر ولى استثمارات بها، وسعيد بوجودى فى مصر.
المهم، فى آخر لقاء بينى وبين صديقى الكويتى قال لى كلامًا لا يمكن أن أخفيه، وَقُلْت لابد وأن يعرف الجميع وجهة نظر «شيخ كويتى» فيما حدث وفيما يحدث.. وهذا بعض مما قاله نصًا (منذ ٣٠ يونيو ٢٠١٣، وكل يوم يمر علينا نحن العرب، وندرك أنه لو استمر حكم جماعة الإخوان يومًا واحدًا فى مصر لضاعت مصر وضاعت الدول العربية، وندرك أن مصر كانت أمام اختبار صعب وقعت فيه وخرجت منه بفضل الله وحكمة الشعب وخروجه للثورة ورفض حكم المُرشد وجماعته، تخيل أنى أقابل عددًا كبيرًا من رجال الأعمال الإيرانيين يقولون لى: نحن نتمنى أن يحدث فى إيران مثلما حدث فى مصر فى ٣٠ يونيو ٢٠١٣، ونتمنى أيضًا أن يرزقنا الله برجل مُخلِص مثل الرئيس السيسى لنلتف حوله ويخرجنا من المستنقع الذى نقبع فيه، لى استثمارات فى لبنان أيضًا، وأجد أن هناك خوفًا من الشعب اللبنانى على بلدهم، وللأسف جلست مع عدد من المثقفين اللبنانيين فإنهم يقولون لى: نعرف أن مخطط الشرق الأوسط الكبير الذى أعلنت عنه أمريكا يجعل من لبنان دولة مُفتتة إلى ٨ دويلات متنازعة ومقسمة تقسيمًا طائفيًا ومذهبيًا لكننا لا نستطيع فعل شيء لمواجهة ذلك.. وإستطرد صديقى الكويتى وقال: لمصر عمود فقرى يحميها من أى انكسار، وهذا العمود الفقرى هو الجيش المصرى العظيم، ولهذا ستظل مصر بإذن الله باقية دون انكسار، ذهبت لبلدان أوروبية وأجد أن مصر بها مناطق أجمل، ومقصد سياحى من الدرجة الأولى، وشواطئها لا يوجد لها مثيل فى العالم، أذهب لأوروبا أنفق الكثير فى الفنادق وفى المقابل مصر بها مناطق أروع وأستمتع أكثر بمبالغ رخيصة جدًا بالمقارنة بأوروبا، وأسألك: هل يدرك المصريون ذلك أن بلدهم العظيمة أفضل من دول كثيرة؟ قلت له: نعم يدرك المصريون أن مصر عظيمة بشعبها وتاريخها وآثارها وموقعها وثقافتها ونيلها وأزهرها وكنيستها ووحدتها الوطنية.
صديقى الكويتى يعتبر من أهم المستثمرين فى مصر، يكسب، لديه عمالة مصرية، يتوسع فى مشروعاته ويضخ استثمارات أكثر عن ذى قبل ويقول: طول ما الأمن موجود فى مصر فإن مصر ستظل قبلة العرب وملجأ لكل الشعوب العربية، وفى إحدى المرات جلست فى أحد الفنادق التى تطل على نيل القاهرة، كان بجوارى رجال أعمال من سوريا والعراق وليبيا واليمن وَقُلْت لهم: نحن مجتمعون فى مصر أم الدنيا بلد الأمن والأمان بعد أن انتشر الإرهاب فى بلدانكم، نتعامل هنا كمصريين، بدون تفرقة، تستقبلنا مصر ونستثمر بها، ونحبها لأنها مصر المحفوظة من الله.
.. وواصل صديقى الكويتى حديثه، وقال: فعل الرئيس السيسى الكثير والكثير لمصر، لكننى بالنسبة لى أستطيع أن أقول إن أهم ما فعله الرئيس السيسى هو قانون الاستثمار الجديد، والتسهيلات التى منحها للمستثمرين وتنفيذ فكرة الشباك الواحد وتوحيد التعامل معهم، وفى هذا الشأن يأتى دور الوزيرة النشيطة سحر نصر وزيرة الاستثمار التى نفذت خطة محكمة لتسهيل عمل المستثمرين فى مصر.. أنا أشعر أن هناك مسئولين فى مصر يعملون لوجه الله والوطن فقط.. ربنا يعين «السيسى» بجد.
.. كل هذا قاله لى «صديقى الكويتى» الوثيق الصلة برجال المال والأعمال والنفوذ والسلطة فى عدد من الدول العربية، كلام من القلب من مواطن كويتى عاشق لمصر ويشهد شهادة حق لبلد عاش فيها سنين طويلة.